تزايد معدلات التطرف.. كيف تواجه إندونيسيا الصراع السياسي إثر تداعيات الإخوان
تواجه إندونيسيا الصراع السياسي إثر تداعيات الإخوان
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في حزب العدالة والرفاهية، أجواء تمكنها من اختراق العملية السياسية في إندونيسيا، حيث تمكنت من توجيه دفة التنافسية السياسية والحزبية والطائفية، عندما استغل الحزب تلك الديمقراطية الإجرائية من أجل التحكم في البلاد.
وفرضت الجماعة الرؤى الأحادية المتشددة من وراء ستار، حيث حزب العدالة والرفاهية الإسلامي الامتداد الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان، وتأسس عام 1998، وهو امتداد لجماعة "تربية"، التي أفرزت عدداً من التنظيمات الأخرى الفرعية مثل رابطة الطلاب المسلمين، والتي بدورها هي جزء من جماعة الإخوان الإرهابية.
استخدام المخزون البشري
جماعة الإخوان في إندونيسيا اهتمت بشكل خاص بالمخزون البشري في العالم الإسلامي، باعتبارها أكبر دول العالم من حيث تعداد المسلمين.
وتكونت لجنة المدافعين الإندونيسية، وهي منظمة حصلت على دعم الشعب المصري من أجل تأييد استقلال إندونيسيا، وقتها رحب حسن البنا، بممثلي إندونيسيا؛ سوتان سياحرير، وحاجي أجوس سالم، عندما زارا مصر، طلباً للدعم في 1945.
ومن بعدها في الثمانينيات والتسعينيات بدأت الجماعة في ممارسة تأثيرها على الحركة الإسلامية المحلية في إندونيسيا، عبر عدة تحركات، كان أبرزها حركة التلاوة، التي نشطت في الجامعات الإندونيسية، والتي دشنت العديد من التحركات التي استهدفت أسلمة منظومة التعليم في الجامعات الحكومية.
حزب الإخوان "العدالة والرفاهية"
وقد أنجبت الحركة حزب العدالة، والذي تطور فيما بعد ليصبح حزب العدالة والرفاهية، عام 1998، بمساعدة العديد من القيادات الإخوانية في مصر والشرق الأوسط، ليصبح الحزب ذراعاً سياسية للإخوان المسلمين، يهدف إلى جعل المسرح السياسي في إندونيسيا منبراً لدعوة الجماعة.
وعليه بدأت عملية الأخونة طويلة المدى، والتي غرست جذورها في المجتمع الإندونيسي، ولم تنتهِ حتى الآن، وهي مستمرة في إحداث التغيير، من خلال الأذرع الإخوانية المتباينة، وأبرزها جماعة التربية والأسلمة، وهدفت جميع جهود الأسلمة، التي قام بها الإخوان بشكل أساسي.
انتشار التطرف
بالتزامن مع عملية الأخونة، تزايدت وتيرة اعتناق الفكر المتطرف، ومارست الحكومة الإندونيسية جهوداً متواصلة للكشف عن الجماعات الإرهابية العاملة داخل حدودها لتعطيلها وتقويضها وحرمانها من الملاذ الآمن.
وبحسب تقرير الخارجية الأميركية، واصل مجاهدو تنظيم إندونيسيا تيمور التابع لتنظيم داعش، وجماعة أنشاروت دولة وفروعها، استهداف عناصر الشرطة وغيرها من رموز الدولة.
ومددت الحكومة الأعمال العسكرية المشتركة بين الشرطة والجيش، في عملية تينومبالا، ضد الجماعات الإرهابية في مقاطعة سولاويزي، لكن التحديات لا تزال قائمة، ولمواجهة تسلل العناصر الإرهابية، ربطت إندونيسيا مطاراتها الدولية وموانئها ومنافذ الدخول البرية البالغ عددها 36 منفذاً، بشبكة البيانات التابعة للإنتربول الدولي، كما ساهمت إندونيسيا بنشاط في تحديث سجلات وثائق السفر المسروقة والمفقودة.