ردود أفعال دولية.. بعد اختفاء الأسد العالم يراقب بقلق

ردود أفعال دولية.. بعد اختفاء الأسد العالم يراقب بقلق

ردود أفعال دولية.. بعد اختفاء الأسد العالم يراقب بقلق
بشار الأسد

تشهد سوريا لحظة تاريخية مفصلية بعد إعلان الفصائل المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق ورحيل الرئيس بشار الأسد عن البلاد.


 التطورات المتسارعة أثارت ردود فعل دولية متباينة، تعكس مخاوف القوى الكبرى والإقليمية من تداعيات هذا التحول على مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها، ففيما تتصاعد الدعوات لضمان عدم استغلال هذه الفوضى من قبل الجماعات الإرهابية، تبدو الدول المعنية مترددة بين التدخل الحذر ومراقبة الأوضاع عن كثب، ومع غياب أي وضوح بشأن الوجهة القادمة لهذا البلد الذي مزقته الحرب، تتكثف الجهود الدبلوماسية والتحركات العسكرية في محاولة للتعامل مع الأزمة المستجدة. 

الولايات المتحدة.. هواجس أمنية وإنسانية


أعلن البيت الأبيض عن مراقبة دقيقة للتطورات في سوريا، حيث أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت، أن الرئيس جو بايدن وفريقه يتابعون الأحداث عن كثب، ويجرون مشاورات مستمرة مع الشركاء الإقليميين.

وأوضح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن أولويات واشنطن تتلخص في منع عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي واحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. 

وأشار سوليفان خلال مؤتمر منتدى ريغن للدفاع الوطني في كاليفورنيا، أن السيناريو السوري الحالي يذكّر بظهور داعش خلال أسوأ مراحل الحرب.

وشدد على أهمية التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لاتخاذ خطوات حاسمة تحول دون تكرار هذا السيناريو.

كما أكدت واشنطن ضرورة توفير المساعدات الإنسانية وحماية الأقليات الدينية والعرقية، في وقت تبدو فيه سوريا أقرب إلى فوضى شاملة. 

*مصر*


أكدت مصر وقوفها إلى جانب سوريا، ودعمها لسيادتها ووحدة أراضيها، وذلك بعد دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد.

وقالت الخارجية المصرية - في بيان-: إن مصر "تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها".

وأضاف البيان: "تدعو مصر جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي".

وأضافت الخارجية المصرية: "تؤكد مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق".

الإمارات.. قلق إقليمي وتحذيرات من الإرهاب


في سياق متصل، صرح أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، بأن الوضع في سوريا ما يزال يثير قلقًا كبيرًا، خاصة مع استمرار خطر التشدد والإرهاب.

وأشار أن الرئيس بشار الأسد لم يستفد من الفرص التي أتيحت له عبر الانفتاح العربي الأخير. كما أكد أنه ليس على علم بمكان وجود الأسد، نافيًا الشائعات حول استضافته في الإمارات. 


الأردن.. القلق على استقرار المنطقة


من جهته، أبدى الأردن اهتمامًا بالغًا بالحفاظ على أمن سوريا واستقرارها. وأفادت مصادر حكومية لوكالة الأنباء الأردنية أن عمان تراقب عن كثب الوضع الميداني، مؤكدة ضرورة تعزيز الأمن الإقليمي.

وتأتي هذه التصريحات وسط توقعات بأن تكون التطورات السورية ذات تأثير مباشر على أمن واستقرار دول الجوار، بما في ذلك الأردن الذي يعاني أصلاً من تبعات الأزمة السورية. 



إسرائيل.. استعداد عسكري وتحفظ سياسي

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لا يتدخل في الأحداث السورية الراهنة، مؤكدًا في الوقت نفسه نشر قوات إضافية في المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة.

ويأتي هذا الإجراء كخطوة احترازية للدفاع عن حدود إسرائيل في ضوء الاضطرابات الميدانية. وعلى الرغم من موقفها المعلن بالحياد، تتابع إسرائيل عن كثب مسار الأحداث، خاصة فيما يتعلق بمخاوف من احتمال تصعيد الأوضاع على جبهتها الشمالية. 


دونالد ترامب


أما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كتب على منصة إكس، "رحل الأسد. فرّ من بلاده. لم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته بعد الآن".

وأضاف: "روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، الأولى بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاحها في المعركة".

الخارجية الإيطالية


في السياق، نفسه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على إكس: "أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا، مضيفًا، وأنا على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء، دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 في وزارة الخارجية".

*الأمم المتحدة*


وأكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن - في بيان-، على الرغبة الواضحة التي عبّر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة.

كما حث المبعوث الأممي جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفًا أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقرّ وشامل.

*استغلال الفوضى*


من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن ما نشهده اليوم هو تحول جذري في المشهد السوري الذي لطالما كان معقدًا، مضيفًا، أن رحيل الأسد والسيطرة على دمشق من قبل الفصائل المسلحة يمثلان نقطة انعطاف، لكنهما لا يضمنان بالضرورة استقرارًا قريبًا، على العكس، قد يكون هذا التحول مقدمة لمرحلة جديدة من الفوضى والصراعات الداخلية والإقليمية.

وأضاف المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أبرز التحديات في هذه المرحلة تتمثل في كيفية ملء الفراغ السياسي والعسكري في البلاد.

وتابع: الفصائل المسلحة ليست موحدة، وتاريخيًا أظهرت الخلافات الداخلية بين هذه القوى أنها قد تعيق أي محاولة لتشكيل حكومة أو إدارة موحدة، موضحًا أن هذا بالإضافة إلى احتمال استغلال الجماعات الإرهابية، مثل داعش، لهذه الفوضى لتعزيز وجودها.

ويرى المنجي، أن الدور الدولي سيكون حاسمًا في تحديد مصير سوريا، مضيفًا أن القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، عليها أن تتحمل مسؤولية منع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية جديدة أو كارثة إنسانية واسعة النطاق".

ويختتم بالقول: "الأزمة السورية قد تدخل مرحلة جديدة، لكنها تبقى اختبارًا كبيرًا للمجتمع الدولي في تحقيق توازن بين التدخل الفاعل واحترام سيادة الدول".