إسرائيل وإيران على صفيح ساخن.. هل يقترب الشرق الأوسط من مواجهة حاسمة؟

إسرائيل وإيران على صفيح ساخن.. هل يقترب الشرق الأوسط من مواجهة حاسمة؟

إسرائيل وإيران على صفيح ساخن.. هل يقترب الشرق الأوسط من مواجهة حاسمة؟
نتنياهو ومبعوث ترامب

في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"إنهاء المهمة" وتحييد الخطر الذي تمثله إيران، وسط تقارير أمريكية تفيد بأن إسرائيل تفكر في شن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

صفقة أم حرب؟


وتابعت: أنه على الرغم من تفضيله إبرام اتفاق مع طهران، أكد ترامب أنه لا يستبعد اللجوء إلى العمل العسكري في حال فشل المفاوضات، حيث وضعت إدارته مطلبًا واضحًا يتمثل في التخلي الكامل عن البرنامج النووي الإيراني.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، في تصريح لشبكة "فوكس نيوز": إن "كل الخيارات مطروحة"، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية لن تدخل في أي محادثات مع إيران إلا إذا كانت مستعدة "للتخلي عن برنامجها النووي بالكامل وعدم التلاعب كما فعلت في المفاوضات السابقة". 

في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست"، قدم ترامب تحذيرًا صارمًا لإيران، قائلاً: "أفضل إبرام صفقة مع إيران بدلاً من قصفها بعنف"، مشيرًا أنه لا يستبعد الخيار العسكري إذا استمر التعنت الإيراني. 

ومنذ سنوات، حاول نتنياهو إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة ترامب السابقة، بشن عمل عسكري ضد إيران، لكنه لم ينجح في ذلك، ورغم أن ترامب انسحب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بناءً على طلب نتنياهو، إلا أنه تجنب الانخراط في حرب مباشرة مع طهران. 

غير أن إيران استغلت هذا الانسحاب لتكثيف أنشطتها النووية، حيث باتت تنتج كميات متزايدة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقربها كثيرًا من مستوى تخصيب الأسلحة النووية.

ورغم تأكيد طهران أنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، إلا أن التطورات الأخيرة زادت من المخاوف الدولية، خاصة في ظل تهديدات إسرائيل المتكررة بتدمير المنشآت النووية الإيرانية. 

إيران ضعيفة


وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيدًا كبيرًا بين إيران وإسرائيل، حيث نفذت الأخيرة ضربات جوية واسعة في 25 أكتوبر الماضي، ألحقَت أضرارًا جسيمة بالدفاعات الجوية الإيرانية.

كما أن الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني، الحليف الأبرز لطهران في المنطقة، أضعفت النفوذ الإيراني وجعلت طهران في أضعف حالاتها عسكريًا منذ عقود. 

مستغلًا هذا الوضع، وقف نتنياهو إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، وأعلن بوضوح أنه يسعى للاستفادة من ضعف إيران.

وقال: "خلال الأشهر الـ16 الماضية، وجهت إسرائيل ضربات قوية لمحور الإرهاب الإيراني. تحت القيادة القوية للرئيس ترامب، وبدعمكم الثابت، لا شك لدي أننا سننهي المهمة". 

تقارير استخبارتية


وفقًا لتقارير استخباراتية أمريكية، فإن إسرائيل تستعد لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية خلال النصف الأول من عام 2025، إلا أن هذه التقارير أشارت أن إسرائيل ستعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي، سواء من خلال تزويدها بمعلومات استخباراتية، أو إعادة التزود بالوقود جوًا، أو توفير معدات عسكرية متطورة. 

وفي خطوة تعكس استعداد واشنطن لدعم أي هجوم محتمل، وافقت إدارة ترامب مؤخرًا على بيع إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات من طراز BLU-109، والتي تعتبر أساسية لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل موقع فوردو للتخصيب تحت الأرض. 

قناة دبلوماسية


ويرى خبراء، أن الفرصة الدبلوماسية لحل الأزمة مع إيران محدودة للغاية. فبحلول أكتوبر المقبل، ستنتهي مهلة الدول الأوروبية – مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا – لإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على طهران بموجب آلية "سناب باك" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015. 

بحسب راز زيمت، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، فإن هذه المهلة الزمنية قد تمنح نتنياهو الفرصة المثالية للحصول على "الضوء الأخضر" من واشنطن، وربما دعم عسكري إضافي يسهل تنفيذ ضربة إسرائيلية أكثر فعالية. 

وصف نتنياهو ترامب بأنه "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، وهو رأي يتفق معه العديد من مسؤولي إدارته، مثل ماركو روبيو. لكن هذه العلاقة قد تخضع لاختبار حاسم في ظل إصرار إسرائيل على تنفيذ ضربات ضد إيران. 

ومن ناحية أخرى، هناك انقسام داخل إدارة ترامب نفسها، إذ توجد معسكرات متباينة بين من يدعمون ضبط النفس، ومن يؤيدون توجيه ضربة حاسمة لإيران.

 وتشير أريان طباطبائي، المستشارة السابقة في البنتاغون، أن هذا التباين قد يكون عاملًا حاسمًا في تحديد السياسة الأمريكية خلال الأشهر