إسرائيل تُحضّر لاجتياح بري في غزة.. قوات تتحرك وساعات حاسمة للمفاوضات

إسرائيل تُحضّر لاجتياح بري في غزة.. قوات تتحرك وساعات حاسمة للمفاوضات

إسرائيل تُحضّر لاجتياح بري في غزة.. قوات تتحرك وساعات حاسمة للمفاوضات
حرب غزة

وسط مؤشرات متزايدة على تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، بدأت إسرائيل في إعادة تموضع استراتيجي يعكس استعدادًا لموجة جديدة من التصعيد العسكري في قطاع غزة، استدعاء خمس وحدات احتياط في غضون أسبوعين، ثلاثة منها مرشحة للمشاركة في عملية برية موسعة، لا يعكس فقط تصعيدًا ميدانيًا، بل يكشف عن تحول جذري في النظرة الإسرائيلية لطول أمد المواجهة.

هذه التحركات تأتي في وقت تكثف فيه الضغوط الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أجل تهدئة فورية، في حين تواصل إسرائيل الإعداد لما تصفه بـ"مرحلة حاسمة" من العمليات العسكرية. 

في خلفية هذا المشهد، تزداد حصيلة القتلى المدنيين في غزة، وتبقى مفاوضات الصفقة مع حماس عالقة على مفترق طرق دقيق، فهل تعني هذه التحركات اقتراب موعد الاجتياح البري الجديد، أم أن تل أبيب تُلوّح بالقوة لإعادة ضبط موازين التفاوض؟

*جبهة برية جديدة*


أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، عن تعبئة وحدتين جديدتين من الاحتياط، تضمّان مشاة ومدرعات، وذلك في إطار عملية عسكرية أوسع قال إنها تهدف إلى "توسيع نطاق القتال في قطاع غزة".

وبذلك ترتفع حصيلة الوحدات المستدعاة إلى خمس خلال أسبوعين، ما يعكس تغيرًا لافتًا في نمط الاستعدادات العسكرية.

هذه التعبئة العسكرية ليست مجرد خطوة اعتيادية في ظل حرب مستمرة منذ أشهر، بل تمثل، وفق محللين، تحركًا منهجيًا نحو فتح جبهة برية جديدة قد تحمل عنوانًا مرحليًا لما تسميه إسرائيل "عملية مركبات جدعون". 

وبحسب بيان الجيش، فإن ثلاثًا من هذه الوحدات الخمس ستشارك مباشرة في عمليات داخل قطاع غزة، بينما تم توجيه وحدتين للعمل على الجبهة الشمالية، وهو ما يشير إلى تنسيق عملياتي متعدد الاتجاهات.

*ساعات حاسمة*


التعبئة الجديدة تأتي في لحظة سياسية حرجة، فالمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، ما زالت تراوح مكانها. 

وقد نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن حركة حماس "لم تغيّر موقفها"، وأن الساعات الثمانية والأربعين القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار.

في المقابل، يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق نار مؤقت.

وقال مصدر دبلوماسي رفيع: إن ترامب أبلغ نتنياهو بضرورة تجنب عملية برية شاملة في الوقت الراهن.

غير أن تصريحات مسؤولين أمنيين إسرائيليين كشفت عن رؤية مغايرة: الحرب، بحسب أحدهم، قد تستمر لعامين إضافيين؛ مما يوحي بأن القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب تستعد لصراع طويل الأمد يتجاوز الحسابات الدبلوماسية الراهنة.

*قصف وعدوان*


ميدانيًا، كانت كلفة هذا التصعيد باهظة على السكان المدنيين في غزة، فقد قُتل عشرة فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال، في سلسلة من الغارات التي استهدفت خيام نازحين في مناطق مختلفة من مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن طائرات مسيّرة قصفت بشكل مباشر خيامًا تؤوي عائلات بأكملها في مناطق الأمل والمواصي وبئر 19؛ ما أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها، بينهم أطفال ونساء.

وتأتي هذه التطورات في وقت ما تزال فيه تداعيات هجوم السابع من أكتوبر 2023 تلقي بظلالها على المشهد. الهجوم الذي نفذته حماس أودى بحياة 1218 شخصًا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وأسفر عن خطف 251 شخصًا، ما يزال 58 منهم محتجزين في القطاع.

 أما الجانب الفلسطيني، فقد شهد سقوط أكثر من 52,800 قتيل حتى الآن، وفق وزارة الصحة في غزة، ما يجعل من هذه الحرب واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.