مؤتمر دعم القدس.. ماذا قدمت الإمارات ومصر والأردن للقضية الفلسطينية؟

انطلق مؤتمر دعم القدس

مؤتمر دعم القدس.. ماذا قدمت الإمارات ومصر والأردن للقضية الفلسطينية؟
صورة أرشيفية

حالة من الزخم تشهدها جامعة الدول العربية، في ظل انعقاد مؤتمر "القدس صمود وتنمية"، دعمًا لأهل فلسطين من قبل زعماء وقادة الوطن العربي، مشاركات بحضور مصر والإمارات والأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس،  وهو ما يوضح بشدة أهمية الأراضي المقدسة بالنسبة للوطن العربي.

دعم وتمويل إماراتي

وبشكل خاص لم يكن الموقف الإماراتي الأخير الداعم للقضية الفلسطينية في أروقة جامعة الدول العربية جديدًا بل هو امتداد لرؤيتها الداعمة للحق الفلسطيني،  مؤخرا وتحديدا في 9 نوفمبر الماضي، جددت الإمارات خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، التشديد على دعمها لفلسطين، وأنه لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة دونَ إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتواصل الإمارات مد يد العون والمساندة للشعب الفلسطيني عبر مشاريع تنموية وإغاثية وتطويرية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، وقطاع غزة، وفي المناطق المهددة بالاستيطان بالضفة الغربية، في رؤية القيادة الإماراتية عبر تاريخها الممتد في دعم فلسطين والعلاقات الإستراتيجية التي تربط الشعبين الشقيقين، وتعد الإمارات من كبار الداعمين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كعنوان لحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وقدمت الإمارات بين 2015 و2020 أكثر من 187 مليون دولار، فضلًا عن التمويل بأكثر من 218 مليون دولار، منها 166 مليون دولار للتعليم، و19 مليونًا للسلع والبرامج الاجتماعية.

الإمارات تدين انتهاكات إسرائيل

ولعل الأهمية الكبيرة التي يحظى بها المؤتمر، ترجع في الأساس إلى توقيت انعقاده، في ظل تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تهدف في الأساس إلى تغيير الوضع التاريخي للمدينة، والتي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وقال وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المر، إن مؤتمر القدس يأتي في ضوء الأوضاع الحرجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة بسبب الإجراءات الأحادية والممارسات غير الشرعية بحق الشعب الفلسطيني وبحق مدينة القدس ومقدساتها، مشددا على ضرورة إنهاء التوترات المستمرة في الأماكن المقدسة وحولها ووضع حد لتصاعد الخطاب التحريضي بشأنها.

وجدد الوزير، خلال كلمته أمام مؤتمر القدس بالجامعة العربية اليوم الأحد، رفض الإمارات وإدانتها لأي إجراءات أو انتهاكات استفزازية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس والاقتحامات المتكررة لباحة المسجد الأقصى المبارك.
وأكد ضرورة احترام دور المملكة الأردنية في رعاية المقدسات والأوقاف في مدينة القدس، ودعم الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في ظل المؤشرات المقلقة.

ودعا إلى وقف عمليات هدم الممتلكات الفلسطينية والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين من ديارهم، مشددا على ضرورة منع الأنشطة الاستيطانية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث إن تلك المستوطنات تشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي.

وأكد المر ضرورة إعادة الأمور إلى مسارها السلمي وخلق آفاق سياسية لتحسين الوضع على أرض الواقع والعودة إلى إحياء مسار عملية السلام في الشرق الأوسط.

مصر تساند وتدعم

من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن تواجد العرب في جامعة الدول العربية يعكس دعمهم لصمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية، مدينة السلام ومهد الأديان التي يستدعي ذكرها صور التعايش والتسامح، صور الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك مختلطة بمشاهد الحج بكنيسة القيامة، المدينة التي امتزج فيها طريق إسراء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع درب السيد المسيح عليه السلام"، وأوضح الرئيس السيسى، أن القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، اختص الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن "أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة"، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض، وشدد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين.

وقف الانتهاكات الإسرائيلية

وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: إن محور مؤتمر القدس مرتبط بكل العرب، فالمدينة هي قبلة المسلمين، وبالتالي لن ينعم العالم بالاستقرار وما زالت القضية تراوح مكانها، وأضاف أن فرص السلام على أساس حل الدولتين، ترتبط بتكثيف الجهود لوقف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بينما يبقى الاحتفاظ بالوضع التاريخي للمدينة المقدسة أولوية قصوى، وطالب العاهل الأردني المجتمع الدولي بضرورة تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا على دعم بلاده للمسيحيين في فلسطين لحماية مقدساتهم.

العرب يدعمون فلسطين

ويقول، أيمن الرقب، الباحث السياسي الفلسطيني، شهد مقر جامعة الدول العربية مؤتمرا مهما حول القدس، ورغم أن المؤتمر عقد بناء على توصية من القمة العربية الأخيرة في الجزائر، فإن توقيت عقد المؤتمر زاد من أهمية هذا المؤتمر حيث تشهد مدينة القدس هجوما شرسا من قبل جيش الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": استمعنا لكلمات تشمل الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ورفض كل إجراءات الاحتلال لتهويد مدينة القدس ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني لباحات المسجد الأقصى، وأعلنت جميع الدول المشاركة دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، فيما أكد تقدم السلطة بمشاريع عديدة لدعم القدس وننتظر تحول هذا المشاريع لقرارات تنفذ من جامعة الدول العربية، وقال الرقب: لقد كان الموقف المصري والإماراتي والأردني كالعادة داعماً للشعب الفلسطيني، فالإمارات تكفلت برعاية العديد من مشاريع دعم المقدسيين، والأردن التي تشرف على القدس رأت أن المؤتمر فرصة لدعم تحركها وتحرك القيادة الفلسطينية لمنع إجراءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.