مبادرة جنبلاط.. هل تنجح في فك عقدة الشغور الرئاسي اللبناني؟

يسعي جنبلاط إلي فك عقدة الشغور الرئاسي اللبناني

مبادرة جنبلاط.. هل تنجح في فك عقدة الشغور الرئاسي اللبناني؟
جنبلاط

حراك تشهده لبنان مؤخرا، تحت عنوان من يكون رئيسًا للبلاد بعد فترة هي الأطول التي تشهدها لبنان دون رئيس، مجلس النواب أخفق في جلسته الحادية عشرة في انتخاب رئيس للبلاد.

وهو ما دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، لفك عقدة الفراغ الرئاسي، عقب تكرار عقد جلسات لا يحظى فيها أحد بنصاب الثلثين في الجولة الأولى، دون قدرة على عقد جلسة ثانية بسبب فقدان النصاب القانوني، وهي ممارسة صارت أشبه بلعبة ينظمها فريق 8 آذار الذي لم يطرح مرشحه بعد.

مبادرة جنبلاط 

وليد جنبلاط وبدعم قوي من رئيس مجلس النواب، ورئيس حركة أمل، نبيه بري، التقى عدة مرات وفداً من قيادات حزب الله، للتباحث في ملف التعطيل الرئاسي، ويحاول جنبلاط قدر الإمكان جمع الفرقاء حول هدف واحد، وهو انتخاب رئيس غير محسوب على الأطراف المتنازعة، ويحظى برضاهما.

ويدعم حزب القوات اللبنانية المرشح ميشال معوض، ويعتبر القوات الحزب المسيحي الأكبر، بكتلة نيابية ٢٠ مقعداً، متقدماً بفارق مقعدين عن منافسه التيار الوطني الحرّ ١٨ مقعداً.

كما أن حزب الله المدعوم من إيران لن يقبل بميشال معوض رئيساً للبلاد، ويسعى لرئيس تحت يده ليتحكم في زمام أمور لبنان. 

تخطي عقبة الوضع الاقتصادي

ويسعى جنبلاط لتخطي عقبة الوضع الاقتصادي المتدهور، ولبنان لا يحمل سنتي فراغ مثل وقت انتخاب ميشال عون، لهذا كان التنسيق بين بري وجنبلاط، فهما أكبر لاعبين سياسيين، وبري بمثابة صمام أمان لتصعيد حزب الله، وكذلك جنبلاط صديق بري، وهو من السياديين، ويسعى لانتخاب رئيس متفق عليه، وتشكيل حكومة إصلاحية تتفق مع صندوق النقد، وتلبي متطلبات الإنقاذ.

وقد وصلت رسائل لجنبلاط من بعض القوى السياسية الغربية على ضرورة أن يتوافق اللبنانيون فيما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية ويشكلون حكومة تقوم بإصلاحات مالية وإدارية وبنيوية، وعندها يمكن أن يدعم المجتمع الدولي لبنان ويعقد مؤتمرا للدول المانحة ويحرك مساعدات سيدر المقدرة بأحد عشر مليار دولار، ودون ذلك ليس هناك في الأفق ما يدل على أن التسوية قريبة.

جهود أخرى

بينما  هناك جهود أخرى من قبل البطريرك الماروني، مار بشارة الراعي، في ملف الرئاسة، دعا الأخير الأحزاب المسيحية إلى اجتماع، سيُحدد موعده بعد الاتفاق على جدول الأعمال.

وكان الراعي حذر في أكثر من مناسبة من مخاطر تمس الوجود المسيحي وخاصة المناصب المارونية على خلفية أزمة انتخاب الرئيس، وهي التصريحات التي تكشف عن مخاوف واسعة تهدد لبنان في ظل حالة الجمود السياسي.

حلحلة في الأزمة الرئاسية

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب، في تصريحات خاصة، إنه بخصوص مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لا يبدو أن هناك تجاوبا ممكنا أن يؤدي إلى حلحلة في الأزمة الرئاسية.

ومضى قائلا في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": لقد أصبح واضحا أن الحزب الإيراني ممثلا في حزب الله في لبنان مستمر بفرض "التوافق والحوار" كما يصرّح من أجل فرض مرشّحه على الساحة فيما يلقي بالمسؤولية على الجهة المعارضة متهما إياها بالتعطيل، وهو الأمر الذي يجرّ البلاد إلى مزيد من الفراغ على كافة الصعد.