مفاوضات إسرائيلية مع دول عربية وإفريقية لتهجير سكان غزة وإعادة توطينهم
مفاوضات إسرائيلية مع دول عربية وإفريقية لتهجير سكان غزة وإعادة توطينهم

أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأن إسرائيل تجري محادثات مع خمس دول أو أقاليم، هي: إندونيسيا، أرض الصومال، أوغندا، جنوب السودان وليبيا، لبحث إمكانية استقبال فلسطينيين من قطاع غزة ضمن خطة لإعادة توطينهم في الخارج.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله: إن بعض هذه الدول أبدت انفتاحًا أكبر من السابق تجاه استقبال مهاجرين فلسطينيين بشكل طوعي، مشيرًا أن إندونيسيا وأرض الصومال من بين الأكثر استعدادًا لمناقشة الفكرة، إلا أنه لم تُتخذ أي قرارات نهائية حتى الآن.
أرض الصومال تسعى لاعتراف دولي وجنوب السودان ينفي
وأضافت الصحيفة العبرية، أن أرض الصومال، وهي إقليم انفصالي عن الصومال، تسعى للحصول على اعتراف دولي من خلال هذه الصفقة المحتملة.
ويأتي هذا التقرير بعد يوم واحد من نشر وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، تقريرًا يفيد بأن إسرائيل ناقشت إمكانية إعادة توطين فلسطينيين في جنوب السودان، وهو ما رفضته جوبا رسميًا ووصفته بأنه ادعاء لا أساس له ولا يعكس سياستها الرسمية.
وأشار التقرير الأمريكي، أن هذه الاتصالات تأتي في إطار مساعٍ إسرائيلية أوسع لتشجيع الهجرة الجماعية من غزة خلال الحرب المستمرة مع حركة حماس، وهي سياسة يدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح الفكرة في فبراير الماضي قبل أن يتراجع عنها في الأشهر الأخيرة.
زيارة إسرائيلية رسمية إلى جنوب السودان
في خضم هذه التطورات، أعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل، عبر منصة إكس، أنها وصلت إلى جنوب السودان ضمن أول وفد رسمي إسرائيلي يزور الدولة الإفريقية منذ استقلالها.
وقالت: إنها التقت بالرئيس سلفا كير ميارديت ووزير الخارجية مونديا سماية كومبا وعدد من المسؤولين، ووقعت مذكرة تفاهم دبلوماسية، كما زارت مركزًا إسرائيليًا لعلاج الصدمات النفسية أنقذ حياة عشرات الأطفال، على حد وصفها.
نتنياهو يجدد الدعوة للهجرة الجماعية من غزة
وفي مقابلة مع قناة i24 العبرية، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لفكرة الهجرة الجماعية لسكان غزة، معتبرًا أن من يريد مساعدة الفلسطينيين عليه أن يفتح أبوابه أمامهم.
وأكد، أن إسرائيل لا تقوم بطردهم قسرًا بل توفر لهم خيار المغادرة، سواء لمغادرة مناطق القتال أو القطاع نفسه إذا رغبوا في ذلك، مشيرًا أن الأمر يتطلب دولًا مستقبِلة، وأن هناك اتصالات جارية مع عدة دول دون الكشف عنها.
من جانبهم، يرفض الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان هذه المقترحات، ويعتبرونها مخططًا للترحيل القسري يخالف القانون الدولي.
ويخشى الفلسطينيون أن يمنعهم ذلك من العودة إلى أرضهم، وأن تستغل إسرائيل مغادرتهم لضم غزة وإعادة إقامة المستوطنات فيها، كما يدعو بعض الوزراء اليمينيين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية.
رفض مصري
وبحسب الصحيفة العبرية، تعارض مصر بشدة أي خطط لنقل الفلسطينيين من غزة، نظرًا لأنه يعني انهيار حلم الدولة الفلسطينية.
ويأتي ذلك في ظل تقارير عن محادثات مشابهة أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة مع السودان والصومال وأرض الصومال، وجميعها دول تعاني أزمات أمنية وإنسانية.
على الرغم من أن بعض الفلسطينيين قد يرغبون في مغادرة غزة مؤقتًا هربًا من الحرب والأزمة الغذائية الحادة، فإن احتمالية انتقالهم إلى جنوب السودان تبقى ضعيفة نظرًا لعدم الاستقرار المزمن في البلاد.
كما أن التاريخ السياسي والاجتماعي لجنوب السودان، الذي خاض حربًا طويلة من أجل الاستقلال ضد الشمال ذي الغالبية العربية والمسلمة، قد يجعل الفلسطينيين غير مرحب بهم في المجتمع المحلي، ما يضيف تحديًا جديدًا أمام أي خطة لإعادة توطينهم هناك.