مدونة إسطنبول تكشف مخطط أردوغان لتوطين الإرهاب في أفغانستان

يسعي أردوغان لتوطين الارهاب في أفغانستان

مدونة إسطنبول تكشف مخطط أردوغان لتوطين الإرهاب في أفغانستان
صورة أرشيفية

حذر موقع "bne انتل نيوز" ومدونة إسطنبول، في تقرير له من أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبحت حامل راية المتطرفين وتدريبهم لحساب المجتمع الدولي، خصوصا الناتو، ثم الزج بهؤلاء الإرهابيين في مناطق ودول معينة بقصد تدميرها، حيث أكد الموقع الناطق بالإنجليزية أن ما يحدث مع الأفغان اليوم هو نفسه ما حدث مع الإرهابيين والمتطرفين السوريين بالأمس.

وبحسب مدونة إسطنبول، فقد أطلق الناتو برنامج تدريب عسكري لجنود من أفغانستان في تركيا، حسبما ذكرت صحيفة ديلي صباح في 29 يوليو/ تموز، نقلاً عن "معلومات من أنقرة".

وأضافت، أنه في 28 يوليو/ تموز، تم نقل الجنود الأفغان، أعضاء ما يسمى بـ"القوات الخاصة الأفغانية"، إلى تركيا للمشاركة في البرنامج.

وبحسب التقرير، فإنه لا يوجد بيان رسمي حول عدد الذين قدموا إلى تركيا للتدريب، أو أين ومتى سيحصلون على التدريب المعني. وهكذا فهناك رائحة كريهة وراء هذا الوضع، كما هو الحال في "قضية سوريا".

وأشار التقرير إلى أنه لا تزال تركيا مليئة بالإرهابيين الجهاديين من جميع أنحاء العالم بفضل مخطط باراك أوباما، الذي أطلق عليه اسم "البرنامج السوري للتدريب والتجهيز". ومن بين أمور كثيرة مريبة حول هذا البرنامج، فإنه كان يشمل الكثير من السوريين.

وأوضح تقرير "bne انتل نيوز" أن المبادرة الجديدة وصفت بأنها برنامج تدريبي لحلف شمال الأطلسي للأفغان في تركيا، وهي أول برنامج تدريب عسكري للمنظمة في الخارج منذ أن توقفت مهمة تدريب الناتو التي استمرت عقدين في أفغانستان في منتصف يوليو.

وتقول "bne انتل نيوز": "لا ترتبك عند ذكر (القوات الخاصة)، فهذا لا يشير إلى أي شيء مثل القوات الحديثة؛ إذ إن المجندين المعنيين هم في الأساس مواطنون أفغان كانوا يقاتلون تحت "علامات تجارية" مختلفة، ولكن بشروط غير خاصة للغاية. أما الآن، فهناك حديث عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيحمل راية الإرهاب الجهادي الدولي إلى أفغانستان، مثلما وضع هؤلاء الإرهابيين في سوريا وناغورنو كاراباخ وليبيا.

ليبيا.. توطين الإرهاب

وزجت حكومة أردوغان بعشرات الآلاف من هؤلاء المرتزقة السوريين المتطرفين إلى الأراضي الليبية، تخطى عددهم ٣٠ ألف مرتزق، لتبقى ليبيا خنجرا في قلب المنطقة، وخنجر في خاصرة أوروبا بسبب الهجرة وانتشار الميليشيات التي يتخذ البعض منهم الهجرة فرصة لتحصيل مكاسب.

ولم تفلح محاولات المجتمع الدولي حتى الآن في إقناع تركيا بإخراج مرتزقتها من الأراضي الليبية، وبقيت أطماع أردوغان وأوهامه الذي يحاول إعادة إنتاج الاحتلال العثماني الذي بدأها أجداده قديما.

الحرب والهيروين

وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 1979، كانت الصناعات الوحيدة في أفغانستان هي الحرب والهيروين. فقد كان الهيروين يمول الحرب.

وبحسب الموقع، أكد متحدث باسم الناتو لم يذكر اسمه في بروكسل إطلاق البرنامج التدريبي للجنود الأفغان، وذلك في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (DPA). 

وأضاف التقرير أنه بالإضافة إلى التمويل المستمر والوجود الدبلوماسي، يشمل دعم الناتو المستمر لأفغانستان تدريب القوات الأفغانية الخاصة خارج البلاد، وتقول مدونة إسطنبول: لقد بدأ هذا التدريب الآن في تركيا.

وتابعت: من المفترض أن يقاتل هؤلاء الجنود ضد طالبان، منوهة إلى أن طالبان ليست منظمة أحادية الكتلة، فهي تتألف من العديد من الجماعات الجهادية. وبينما يراقب العالم، فإنهم يقاتلون ضد ما يسمى بالحكومة في أفغانستان، واستولوا على كابل بسرعة فائقة.

وأشار تقرير "bne انتل نيوز" أن حركة طالبان تشكلت في أوائل التسعينيات من قبل الإرهابيين "المجاهدين" الأفغان، أو مقاتلي "حرب العصابات" الإسلاميين، الذين قاوموا الاحتلال السوفيتي لأفغانستان (1979-1989) بدعم "سري" من وكالة المخابرات المركزية ونظيرتها الباكستانية، دائرة استخبارات الخدمات (ISI)، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

وتحول "المجاهدون" أو "العصابات" إلى "إرهابيين" عام 2001 تحت شعار القاعدة، ثم أصبحوا "متمردين" في سوريا عام 2011. ثم أصبحوا "داعش". وبات من الصعب تحديدهم أو تحديد توجهات الحركة بدقة.

وأضاف التقرير أنه في سوريا كما تبدو الأمور، البعض "إرهابي" والبعض الآخر "متمردون". ومع ذلك، فإن التسميات تتغير باستمرار. ويتطلب الأمر موهبة كبيرة لمتابعة الأمور، فمن المستحيل تحديد الأعمدة الرئيسية للحرب.

وبحسب التقرير، وقعت الولايات المتحدة مؤخرًا صفقة مع طالبان، وهي الآن تدرب بعض الأفغان الآخرين على محاربة طالبان حسبما تقول في العلن.

وانتقد التقرير الممارسات الأميركية الداعمة للإرهاب حينا، وإشعال الحروب باسمه حينا آخر، وسخرت المدونة من الموقف الأميركي قائلة: "كل شيء بطبيعة الحال يتم من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمصالح الوطنية. وتتغير المصالح الوطنية دائمًا لأنها معقدة للغاية لتعظيم رفاهية دافعي الضرائب الأعزاء في (الديمقراطيات) الحقيقية الظاهرة. تعاقب التدريبات". 

جيران أفغانستان

وأضاف التقرير أنه حاليا، فإن جيران أفغانستان الشماليين، ثلاثة من جهة -طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان- ويخضعون لسلسلة من التدريبات العسكرية، بينما يتلقون مساعدات من روسيا والولايات المتحدة والصين.

والجميع، كما نسمع، يريدون فقط تأمين الديمقراطية في أفغانستان وأبعد من ذلك في آسيا الوسطى (حيث توجد بالفعل بعض الأفكار الخاصة جدًا للديمقراطية). المجموعات المسماة حديثاً، التي تستخدم بعض أفكار "الجهاديين المتطرفين"، في الطريق.

ومن المقرر أن تركز أفغانستان على آسيا الوسطى كمنطقة عمل جديدة. فمن المفترض أن تحل محل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العقد الماضي الذي انبثق عن الربيع العربي في عام 2010 (على الرغم من استخدام كلمة الربيع بكل الحذر، مع الأخذ في الاعتبار حالة التجمد العميق التي تم إلقاؤها في نهاية المطاف للعديد من أتباعها).

كما ستجلب آسيا الوسطى الصين إلى دائرة الضوء. كما يمكن رؤية بعض الإجراءات على جانب المحيط الهادئ للصين.

مشكلة أميركا في الصين

ويكشف التقرير عن مشكلة واشنطن في الصين بشكل ساخر، قائلا "هي استخدام الصين للعبيد، لأن أميركا غير قادرة على التنافس مع الصين في التصنيع"، مضيفا أن إبقاء مشكلة الصين في المجال العسكري لن يخدم إلا الصين، والصين على علم بذلك.

اجتماع بايدن وأردوغان

كما أشار تقرير "bne انتل نيوز" إلى اللقاء الذي تم بين بايدن وأردوغان في يونيو، عندما تم التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة تركيا في مهمة أفغانستان بين الرئيس الأميركي جو بايدن وأردوغان في اجتماع خاص خلال قمة الناتو في بروكسل.

ولا أحد يعرف ما هي الصفقة بالضبط حيث كان هناك مترجمان فقط في الغرفة إلى جانب الرؤساء، وكان مترجم أردوغان ولداً لأحد خدمه القدامى.

ومنذ الاجتماع مع بايدن، أصبحت الحياة أسهل بكثير لأردوغان ونظامه.

إن التغطية الإعلامية لأفغانستان هي في الأساس غير المرئي، نقلاً عن حوارات السياسيين أو غيرهم من "الموظفين العموميين" الذين لا يتعاملون مع الوضع، وخارج السياق.

تكرار السيناريو السوري

ونوه التقرير إلى أن ما يحدث حاليا في أفغانستان هو نفس السيناريو الذي حدث منذ ٢٠١١ في سوريا، بدءا من تدريب الأفغان في تركيا لمحاربة طالبان، وخطة الناتو لترك الجنود الأتراك وراءهم، باعتبارها القوة الأجنبية الوحيدة المتبقية في أفغانستان، لحراسة مطار كابل الدولي ومحيطها وخطة توجيه المهاجرين الأفغان الفارين إلى تركيا - أيبقى كل هذا أمرا "طبيعيا"؟

نصف مليون جثة

وأشار التقرير إلى أنه بعد عقد من الزمن، خلفت الحرب السورية نصف مليون جثة، وملايين الجرائم الإضافية ضد الإنسانية، ومجموعة من الدجالين في أوروبا يُطلق عليهم "الشعبويون" تتراوح من بوريس جونسون إلى فيكتور أوربان، وحرب لن تنتهي.

بالعودة إلى أفغانستان، أعرب التقرير عن دهشة، قائلا: إن السؤال أصبح حول كيف يُفترض أن يحافظ 500 جندي تركي ما زالوا متمركزين في مطار كابل الرئيسي على أمنها، ناهيك عن إبقاء المجال الجوي المحيط آمنًا للرحلات الجوية، بعد انسحاب الولايات المتحدة وجميع قوات الناتو الأخرى!

كما نوه التقرير إلى بدلاً من ذلك. أكثر إلحاحًا. اقترح أردوغان أنه سيتحدث مع طالبان، المنشغلين بمواصلة تقدمهم في العاصمة حيث تحاول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إجلاء بقية أفرادها على عجل.

ويتدفق الأفغان الذين يواجهون مستقبلاً قاتمًا بشكل خاص، أو لا مستقبل، تحت حكم طالبان بأسرع ما يمكن، مع وصول أعداد كبيرة إلى تركيا، حيث يضيفون إلى وضع فوضوية بالفعل مع المهاجرين واللاجئين.

وأضاف التقرير: أن الولايات المتحدة كانت تنصح الأفغان، الذين خدموا القوات الأميركية والمهددين في الواقع الجديد، بالتوجه إلى تركيا.

وأشار بالمثل إلى أنه عدد سكان سوريا كان حوالي 20 مليون نسمة قبل الحرب. ثم غادر حوالي 7 ملايين شخص البلاد، مع 3.6 مليون منهم الآن استضافتهم تركيا، وفقًا للأرقام الرسمية.

أرض الحمقى

ووصف التقرير تركيا بأنها أرض الحمقى، بعدما أصبحت مأوى للجهاديين المتطرفين من كل البلدان، بينما هناك حوالي 0.4 مليون مهاجر في تركيا من دول أخرى، بما في ذلك 0.1 مليون أفغاني، إذا كانت الأرقام الرسمية صحيحة.

وبحسب التقرير، تؤكد "أرقام فعلية" متداولة في تركيا أن أردوغان جذب نحو 10 ملايين مهاجر، بما في ذلك 5-6 ملايين سوري و1-1.5 مليون أفغاني، أي ٧ ملايين متطرف بعوائلهم.

توترات منتظرة

كما حذر التقرير من أنه مع ظهور الموجة الأخيرة من المهاجرين الأفغان، تزداد حدة التوترات ضد المهاجرين في تركيا، محذرا من التوترات التي يثيرونها في تركيا، بينما تلقي حكومة أردوغان باللائمة على المعارضة.

وشدد التقرير على أن أفغانستان والموجات الجديدة من المهاجرين ستكون هي المشاكل الأساسية لتركيا في المستقبل القريب، وأن التوترات في البلاد كانت مجرد نتيجة طبيعية لسياسات أردوغان وجذب المتطرفين إلى الداخل التركي، مختتما بأن تركيا أوشكت على الانفجار.