كابل.. "جنة الجبال" تواجه ويلات زحف طالبان الإرهابي
تواجه أفغانستان ويلات زحف حركة طالبان الإرهابية
شهدت مدينة كابل، عاصمة أفغانستان، اليوم، أحداث مريرة، نشرت الهلع والرعب بين مواطنيها، بسبب زحف طالبان إليها، وتطويقها من كل الأطراف ومحاصرة ضواحيها.
طالبان تطوق كابل
تسارعت، اليوم، الأحداث في أفغانستان، حيث دخلت طالبان عدة مناطق وسيطرت عليها، إلى أن وصلت اليوم للعاصمة كابل واقتحمتها من عدة أطراف ودخلت ضواحي العاصمة، فيما يعد مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة.
وأعلن أحد قادتها أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطالبت النساء بالتوجه لأماكن آمنة.
كما أعلنت طالبان انتظارها تسليما سلميا لمدينة كابل، فيما أعلن الرئيس أشرف غني، استقالته إثر تلك الأحداث.
وأفادت الرئاسة الأفغانية بأنه سمع دوي إطلاق نار في أكثر من منطقة في محيط كابل، مشيرة إلى أن القوات الأمنية "تسيطر على الوضع".
بينما يضع انهيار القوات الحكومية الرئيس أشرف غني تحت ضغوط متزايدة للاستقالة.
كما أعلن وزير الداخلية الأفغاني أن حركة طالبان بدأت اقتحام كابل من جميع الجهات، قائلا إنه لن يكون هناك قتال في كابل وأنه سيكون هناك اتفاق سياسي وسلمي بشأن العاصمة الأفغانية.
وتسببت تلك الاشتباكات الضارية السابقة في نزوح أكثر من ربع مليون شخص من مناطقهم، حيث اتجه غالبية الفارين مسبقا إلى كابول بحثا عن الأمان.
تاريخ كابل
تعد مدينة كابل، هي عاصمة أفغانستان وأكبر مدنها والمركز الثقافي والاقتصادي للبلاد، حيث تقع على ضفاف نهر كابل، وتحيط بها سلسلة جبال هندوكوش على ارتفاع 1800 فوق سطح البحر.
ويرجع تاريخ المدينة المحاصرة حاليا إلى الفترة بين عامي 2000 إلى 1500 قبل الميلاد، حيث كانت في البداية مركزا للديانة الزرادشتية ثم أصبحت مركزا للديانة البوذية، وورد بمخطوطات "ريجفدا" تسميتها بالمدينة المثالية وبالجنة الواقعة بين الجبال.
مر بالمدينة الأخمينيون والسلوقيون ثم الماوريون، حيث وصفها الرحّالة ابن بطوطة بأن: "سكانها يُسمّون بالأفغان أصحاب قوّة وبأس شديد"، وتولى حكمها الأمويون حتى سقوط دولتهم ثم العباسيون.
مميزات المدينة المثالية
تحتضن كابل عدة مميزات ومعالم هامة، منها المدينة ومطار دولي، ومتحف أفغانستان الوطني، وجامعة كابل ومدينة أولمبية والعديد من المساجد الضخمة وحدائق كبيرة عديدة.
يعد مجمعها الرئاسي أحد أضخم المجمعات الرئاسية في العالم التي تحتوي على 8 قصور و19 مبنى من بين مخازن وغرف للحرّاس ومكاتب إداريين
كما يوجد بها المدينة الذهبية السكنية وهي واحدة من أفضل الأماكن للعيش في أفغانستان، وتكلف المشروع ملايين الدولارات.
الأهمية الإستراتيجية
تعتبر كابل ذات أهمية إستراتيجية بالغة، لذلك تم طرد طالبان منها قبل ٢٠ عاما، وهو ما جعل الحركة تظل تضع أنظارها عليها.
تمتلك المدينة أهمية بسبب موقعها المميز، حيث توجد على امتداد طرق التجارة في جنوب ووسط آسيا، وهي منفذ لشمال الهند وباكستان، ويخرج منها طريق إلى شمال إيران وآسيا الوسطى.
ويبلغ عدد سكانها مليونًا و100 ألف في 2021، بسبب الحروب التي شهدتها البلاد، وهم من طوائف مختلفة، حيث منهم 60 في المئة من الأفغان الباشتو، و24 في المئة من الطاجيك، و15 في المئة من الأوزبيك، إلى جانب أعراق تركية وفارسية.
بينما يعتبر مطار كابل "حامد كرزاي"، ذا أهمية بالغة، كونه ممرا للبعثات الدبلوماسية وبوابة للمساعدات الإغاثية، لذلك تهدف تركيا للدخول إلى أفغانستان من خلاله وتولي مهمة تأمينه.