خريطة الدبلوماسية العربية.. نجاح مصري إماراتي سعودي في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

نجاح مصري إماراتي سعودي في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

خريطة الدبلوماسية العربية.. نجاح مصري إماراتي سعودي في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
صورة أرشيفية

تدفقت ردود الفعل الدولية على التصعيد الهائل للعنف بين إسرائيل وحماس يومي السبت والأحد، ما كشف عن انقسامات واضحة حول كيفية رؤية الصراع في العواصم حول العالم، حيث أعادت مصر والسعودية والإمارات رسم خريطة الدبلوماسية في الشرق الأوسط، بعد نجاح الثلاثي في إدارة الأزمة بشكل جيد للغاية.

انقسام دولي

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأميركية، فقد قُتل ما يقرب من 1000 شخص، معظمهم من المدنيين، في إسرائيل وغزة في أعقاب الهجوم الصادم الذي شنته حماس يوم السبت على جنوب إسرائيل والقصف الجوي الإسرائيلي المكثف على غزة والذي لا يزال مستمراً.

وتابعت الوكالة، أنه النسبة للبعض، وخاصة في العواصم الغربية، فإن حماس هي المسؤولة عن "هجوم إرهابي"، وقد كررت البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وكندا العبارة القائلة بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وتم إيلاء قدر أقل من الاهتمام لأعمال العنف التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون في الآونة الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، والاستفزازات في المسجد الأقصى، ومقتل مئات المدنيين في غزة في الغارات الجوية هذا العام.

وذكرت الصين والاتحاد الإفريقي وأوغندا الجهود طويلة المدى لحل الأزمة من خلال الإشارة على وجه التحديد إلى إنشاء دولة فلسطينية شرعية، أو "حل الدولتين". 

وفي العواصم الغربية، سارع القادة إلى دعم إسرائيل. قال الرئيس جو بايدن يوم الأحد إن الدعم الأميركي لإسرائيل "صلب للغاية ولا يتزعزع"، في حين قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة “ستضمن حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب”.

وبالمثل، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن ألمانيا “تقف إلى جانب إسرائيل”، في بيان على قناة X، قائلاً إن هجوم حماس كان “أخبارًا مرعبة”.

وأدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "الهجمات الإرهابية الحالية ضد إسرائيل”، وقال إن بلاده تدعم “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وربما في إشارة إلى القصف الإسرائيلي لغزة، أضاف أنه "يجب حماية الحياة المدنية". وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيضًا إن "لإسرائيل الحق المطلق في الدفاع عن نفسها".

ولم يشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى غزة، وأعرب عن "تضامنه الكامل مع الضحايا"، وقال إن باريس ملتزمة "بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

كما وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الهجوم بأنه “الإرهاب في أبشع صوره”.

دبلوماسية عربية ناجحة

وأكدت مجلة "ذا ناشونال" الدولية، أنه على الجانب الآخر، حث العرب، طرفي الصراع بضرورة وقف إطلاق النار والتصعيد، موجهين تحذيرات لإسرائيل بالعودة إلى محادثات السلام الدولية ووقف الأعمال الاستفزازية تجاه الشعب الفلسطيني، وهي الحملة التي قادتها الإمارات ومصر والسعودية.

بينما أدلت دول أخرى ببيانات لتسليط الضوء على المعاناة التي تتكشف على الجانبين، داعية إلى "ضبط النفس". وأدان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا هجوم حماس بشدة، لكنه أضاف أن "اليابان تشعر بقلق عميق إزاء عدد من الضحايا في غزة أيضا".

وحثت وزارة الخارجية الإماراتية على الوقف الفوري للتصعيد، مشيرة إلى أن "الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تحث المجتمع الدولي على إعادة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية على الفور لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي"، وتكثيف كافة الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل، والحيلولة دون تعرض المنطقة لمزيد من العنف.

وأدانت إندونيسيا أعمال العنف من الجانبين، وحثت أيضًا على العودة إلى عملية السلام، قائلة: إن أعمال العنف تتوقف فورًا لتجنب زيادة الخسائر البشرية، إن جذور الصراع، وهي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، يجب حلها وفقا للمعايير المتفق عليها في الأمم المتحدة.

كما دعت وزارة الخارجية السعودية إلى "وقف فوري للعنف"، في حين قالت أيضًا إنها "حذرت مرارًا وتكرارًا من مخاطر الوضع المتفجر نتيجة لاستمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة" و"سياسة توسيع المستوطنات".

وأوضحت الصحيفة، أن مصر قادت جهودا دبلوماسية دولية كبرى لوقف التصعيد، وطالبت إسرائيل بلهجة حازمة بوقف الأعمال الاستفزازية والتوقف عن العدوان ضد الشعب الفلسطيني، محذرة إياها من أي رد فعل عنيف قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.

جهود إماراتية

بينما أكدت صحيفة "آرب نيوز" الدولية، أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحثا آخِر التطورات الإقليمية والتصعيد المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وشدد الشيخ عبدالله خلال الاتصال الهاتفي على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لافتا إلى أن التصعيد قد تكون له تداعيات إقليمية خطيرة.

وتطرق الدبلوماسيان إلى الجهود الدولية لإدارة الأزمة، واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور، والعمل على تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.