إخواني منشق: الاتحاد العالمي للجماعة يستغل معاناة غزة لعودة مشبوهة
إخواني منشق: الاتحاد العالمي للجماعة يستغل معاناة غزة لعودة مشبوهة

في ظل الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة، وبعد التصعيد الأخير في المنطقة، يلاحظ تحرك ملحوظ للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يعد من أبرز الأذرع الفكرية لجماعة الإخوان. واستغلالًا للتطورات الأخيرة في غزة، بدأ الاتحاد في إعادة إظهار وجوده السياسي والفكري على الساحة الدولية، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه الخطوات في هذا التوقيت الحساس.
تحركات الاتحاد العالمي للإخوان
العديد من التصريحات والبيانات التي أصدرها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الآونة الأخيرة كانت تركز على دعم القضية الفلسطينية، وتحديدًا الوضع في غزة، في محاولة واضحة لتأكيد موقفه من القضية الفلسطينية، وأصدر الاتحاد بيانات تدين الهجمات على غزة، ويحث الدول الإسلامية على دعم الشعب الفلسطيني، وهو ما لاقى صدى واسعًا بين مؤيدي جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
ويظهر أن الاتحاد يسعى لتوظيف الأوضاع الإنسانية والسياسية في غزة كوسيلة لإعادة تسويق نفسه على الصعيدين الإقليمي والدولي، مستفيدًا من موجة التعاطف الواسعة مع الفلسطينيين التي تسود في العالم العربي والإسلامي.
استغلال الأوضاع الإقليمية
من المعروف أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه تحديات داخلية وخارجية بسبب تبعات ثورات الربيع العربي وتغيرات الحكم في بعض الدول العربية،و لكن، يبدو أن الأوضاع في غزة قدمت فرصة جديدة للاتحاد العالمي للإخوان لإظهار نفسه كجهة ذات تأثير في القضايا العربية والإسلامية، خاصةً في ظل غياب فاعلين آخرين في الساحة الدولية يمكنهم تقديم نفس الخطاب.
التحركات الأخيرة تشير إلى محاولة الاتحاد لاستعادة شرعيته بين أوساط المسلمين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، واستغلال الوضع الراهن في غزة كمنصة لتوجيه رسائل سياسية وفكرية تستهدف تحريك الرأي العام العربي والإسلامي لصالحه.
ردود الفعل على تحركات الاتحاد
رغم أن تحركات الاتحاد العالمي للإخوان لاقت تأييدًا من بعض الفئات الإسلامية، إلا أن هناك أيضًا انتقادات حادة من بعض الحكومات والجهات السياسية التي ترى أن هذه التحركات تمثل استغلالًا للوضع الإنساني في غزة لتحقيق مكاسب سياسية.
كما يعتقد البعض أن الاتحاد يحاول العودة إلى الواجهة عبر خطاب سياسي ديني، مستفيدًا من الأحداث دون تقديم حلول عملية أو دعم ملموس للشعب الفلسطيني في محنته.
وانتقد الدكتور إبراهيم ربيع، الباحث والمنشق عن جماعة الإخوان ، تحركات الاتحاد العالمي للإخوان في ظل الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.
وأوضح ربيع -في تصريحات للعرب مباشر-، أن الاتحاد يحاول استغلال المعاناة الإنسانية في غزة والانتفاضة الفلسطينية كأداة لإعادة تجديد نشاطه السياسي في المنطقة.
وأضاف: أن "الاتحاد لا يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية بقدر ما يسعى لاستغلال الوضع الراهن لصالح جماعته، خاصة في ظل حالة الانقسام والتهميش التي تعرض لها في العديد من البلدان".
وأشار ربيع، أن هذا النوع من التحركات يأتي ضمن محاولات جماعة الإخوان لإعادة تصدر المشهد السياسي الإقليمي بعد سنوات من العزلة والضغوط، واعتبر أن البيان الذي أصدره الاتحاد الأخير حول غزة لم يكن سوى محاولة لتسويق الجماعة مجددًا بعد تراجع دورها في بعض الدول، وخاصة في مصر وتونس.
وأضاف ربيع: أن "الاتحاد في محاولاته لاستعادة التأثير السياسي والإعلامي على الساحة الدولية، يحاول استغلال التضامن الشعبي مع فلسطين لأغراض حزبية ضيقة، متجاهلًا المعاناة الحقيقية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، وحذر من أن هذه المحاولات قد تكون بداية لعودة أنشطة الجماعة في بعض الدول التي لم تَعُد تحتفظ بالقوة التي كانت لها سابقًا.
ودعا الدكتور إبراهيم ربيع إلى ضرورة أن يكون الدعم لفلسطين بعيدًا عن الأجندات الحزبية، محذرًا من أن استمرار هذه التحركات قد يزيد من تعقيد المواقف السياسية في المنطقة.