تحذيرات جديدة.. الغزو البري لرفح يهدد بوقف عمل آخر المستشفيات في غزة
تحذيرات جديدة.. الغزو البري لرفح يهدد بوقف عمل آخر المستشفيات في غزة
يقول أطباء ومسؤولون طبيون في رفح: إن المستشفيات في رفح معرضة لخطر الاكتظاظ بموجة من المرضى والجرحى إذا اشتد القتال هناك وظلت الطرق المؤدية إلى غزة غير سالكة، وقام المسعفون والمرضى بإخلاء مستشفى أبو يوسف النجار على عجل، وهو أحد المستشفيات القليلة المتبقية العاملة في رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء، بعد أن استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على المعبر الحدودي القريب مع مصر في غارة فجرا.
وقال مروان الهمص، مدير عام مستشفى النجار: "كانت تجربة مريرة، والوضع الآن كارثي".
غلق المعبر
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد ظل معبر رفح، وهو طريق إمداد حيوي إلى غزة في الأشهر الأخيرة، مغلقًا يوم الأربعاء؛ مما أدى إلى قطع الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الوقود.
وتابعت، أنه تم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم من إسرائيل، وهو محطة الشحن الرئيسية في غزة على بعد ميل واحد شرق رفح، بعد إغلاقه لمدة 48 ساعة يوم الأربعاء، ولكن توقفت حركة المرور بسبب استمرار القصف من قبل القوات الإسرائيلية في المنطقة المجاورة والمزيد من الهجمات الصاروخية التي أطلقتها حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يحقق في "حادث إطلاق نار باتجاه مركبة تقل عمالاً فلسطينيين كانوا في طريقهم للعمل على الجانب الغزاوي من " معبر كرم أبو سالم" والذي أصيب فيه عدة أشخاص.
إجهاد المرافق الطبية
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الغارات الجوية المستمرة على رفح أدت إلى إجهاد المرافق الطبية في رفح؛ مما أدى إلى إرسال موجة جديدة من الضحايا لتلقي العلاج، ووقعت انفجارات متفرقة وإطلاق نار في منطقة معبر رفح خلال الليل، بما في ذلك انفجاران كبيران في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
ووصل الجرحى إلى مستشفى الكويت على عربات تجر باليد، وقال الجيش الإسرائيلي: إنه ضرب عشرات "الأهداف الإرهابية" خلال الليل.
ومع الاستيلاء على رفح، تسيطر إسرائيل الآن على جميع معابر غزة للمرة الأولى منذ سحبت قواتها ومستوطنيها من القطاع قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، على الرغم من أنها حافظت على الحصار معظم ذلك الوقت بالتعاون مع مصر. معبر رفح هو المكان الوحيد الذي يمكن للناس الدخول والخروج منه.
وقالت وزارة الصحة في غزة: إن عشرات المرضى والجرحى الذين كان من المقرر أن يغادروا يوم الثلاثاء لتلقي العلاج الطبي قد تقطعت بهم السبل.
وضع كارثي
وقال الدكتور صبحي سكيك، مدير عام طب السرطان في غزة ومقره رفح: إن من بين هؤلاء مرضى السرطان.
وتابع: "الوضع سيئ للغاية، نحاول الآن العمل من خلال مستشفى ميداني صغير جدًا بموارد محدودة للغاية، لا نحصل على أي إمدادات من أدوية السرطان، ولذلك فقدنا الكثير من المرضى، ويتعين على الكثير منهم السفر خارج غزة في أسرع وقت ممكن كما كنا نفعل بالتنسيق مع السلطات المصرية، لكنهم لا يستطيعون ذلك لأن معبر رفح مغلق، الوضع لا يمكن وصفه بالكلمات".
وأضافت الصحيفة، أن هناك مخاوف أيضًا من تزايد أعداد الذين يعانون من تفشي التهاب الكبد الوبائي والتهاب المعدة والأمعاء على نطاق واسع، نتيجة الاكتظاظ والظروف غير الصحية وارتفاع درجات الحرارة مع اقتراب فصل الصيف، في حين اضطر مستشفى الولادة الرئيسي في رفح الآن إلى التوقف عن قبول المرضى.
وتابعت أنه لا يعمل سوى ثلث المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 36 في غزة، وتواجه جميعها نقصًا حادًا في الأدوية واللوازم الطبية الأساسية والوقود والقوى العاملة، وقالت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء: إنه لم يعد هناك سوى ما يكفي من الوقود لتشغيل الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة لثلاثة أيام أخرى.
وقالت المنظمة: إن معدل الوفيات بين المرضى ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الأخيرة بسبب نقص الأدوية والمعدات والموظفين.
و وصفت مشاهد الفوضى أثناء إخلاء مستشفى النجار، حيث يبحث الطاقم الطبي بشكل محموم عن بدائل للمرضى المصابين بأمراض خطيرة أو المصابين، ومع عدم وجود سيارات إسعاف، تم نقل البعض إلى مرافق أخرى في رفح أو في مدينة خان يونس بواسطة عربات يجرها حمار.
وقد ارتفع عدد سكان رفح قبل الحرب الذي كان يبلغ 300 ألف نسمة إلى 1.2 مليون نسمة مع تدفق النازحين من أماكن أخرى في غزة خلال الصراع الذي دام سبعة أشهر.
نفاذ الأدوية
وقال محمد معين الحور حكيم، وهو طبيب في مستشفى النجار: إن أدوية التخدير والأكسجين نفدت بشدة.
وتابع: "كان الوضع صعبًا للغاية لذا كان علينا الرحيل، لكن هذا يعني أننا تركنا وراءنا جميع الإمدادات والمعدات الطبية والأدوية".
نزح العديد من العاملين في المجال الطبي مرارًا وتكرارًا، ويكافحون من أجل إطعام وحماية أسرهم.
وقال الدكتور علي برهوم، نائب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى النجار: إنه لم يعد يعرف كيف يحافظ على سلامة أسرته.
وتابع: "قبل شهر، نقلت زوجتي وأطفالي إلى منزل أقاربنا، والآن أصبح هذا المنزل من بين المناطق التي يهددها الجيش الإسرائيلي، الآن ليس لدي أي فكرة عن المكان الذي يمكنني الذهاب معهم".