الاغتصاب أم الموت.. طرق جديدة لترويع الشعب السوداني في أسوأ حرب أهلية

يعاني الشعب السوداني من الترويع

الاغتصاب أم الموت.. طرق جديدة لترويع الشعب السوداني في أسوأ حرب أهلية
صورة أرشيفية

بينما كانت كلثوم تتعرض للاغتصاب الجماعي من قبل أربعة مجهولين في منطقة دارفور التي دمرتها الحرب في السودان، كانت تتعرض أيضًا للانتهاكات العنصرية، مثلها مثل مئات الفتيات في دارفور التي تطاردها لعنة الحرب في القرن الحادي والعشرين.

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بأن كلثوم فتاة سودانية من سكان دارفور وهي في الأربعينيات من عمرها ، من مجتمع المساليت الإفريقي الأسود في غرب دارفور، تواجه العنصرية حيث استغل بعض المجهولين في الولاية الصراع الدائر في الخرطوم لتنفيذ ما يشبه الإبادة الجماعية.
 
إبادة عرقية

وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن الجماعات المسلحة المجهولة متهمة باستغلال الصراع الدائر في السودان وانتهاك العديد من الفظائع ليأخذ الصراع منحنى عرقيا في دارفور.

عاشت كلثوم في الجنينة - تاريخياً رمز القوة الإفريقية السوداء في دارفور، والعاصمة التقليدية لمملكة المساليت، لقد فرت الآن مع زوجها المريض وأطفالها.

تقول كلثوم إن مغتصبيها طلبوا منها مغادرة المدينة ما أثار مخاوف العديد من الأفارقة السود من أن بعض الميليشيات تنفذ تطهيرا عرقيا وإبادة لهم، حيث الخلاف في العاصمة الخرطوم من جديد الصراع في دارفور، الذي اندلع لأول مرة في عام 2003 ، ما تسبب في مقتل ما يقدر بنحو 300 ألف شخص في المنطقة.

أجبر الصراع الأخير أكثر من 160 ألف شخص، معظمهم من قبيلة المساليت، على الفرار إلى تشاد، من غير الواضح عدد القتلى في المنطقة  مع أقل تقدير لعدد القتلى في الجنينة عند 5 آلاف قتيل.

إرهاب المواطنين

وأوضحت الإذاعة البريطانية، أنه في العاصمة الخرطوم، لم يتخذ العنف بعدًا عنصريًا أو إثنيًا، حيث كان العرب والأعراق الأخرى ضحايا المعارك الجارية، وأكدت ابتسام، 24 سنة، أنها كانت في طريقها لزيارة عمتها عندما أوقفها ثلاثة مجهولين، مضيفة: "سحبوا أسلحتهم نحوي وسألوني إلى أين أنا ذاهبة عندما أخبرتهم أنني متجهة إلى أقاربي، اقتادوني إلى منزل قريب، وكان به رجل، حاولت الهرب ولكنني تعرضت للضرب بشدة فسقطت على الأرض وهددوني إذا تحركت أو صرخت".

وتابعت: "تناوبوا على اغتصابي ثم قادوني مرة أخرى إلى سيارتهم وألقوني على جانب الطريق عند غروب الشمس، شعرت بالذل والغضب، كنت أمام اختيارين إما الخضوع لهم أو مواجهة الموت، أردت أن أنتحر ولكنني فشلت".

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان في أوائل يوليو: إنه تلقى تقارير عن 21 حادثة عنف جنسي ضد ما لا يقل عن 57 امرأة وفتاة، تعتقد كل من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان المحلية أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الحجم الحقيقي للجريمة.

قالت الناشطة السودانية في مجال حقوق الإنسان، أحلام ناصر: إنه ليس لديها شك في أن الاغتصاب يستخدم "بشكل منهجي" كسلاح في الحرب لإرهاب الناس.

وقالت: "الاغتصاب استخدم في دارفور في الماضي ويستخدم في الحرب الحالية في الخرطوم لإجبار الأهالي على النزوح، ففي بعض الحالات، تعرضت الأمهات للاغتصاب أمام أطفالهن".

وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن كلا الجانبين في الصراع ينكر انتماء المجهولين الذين يرتكبون هذه الفظائع لصفوفهم، ما يفتح الباب أمام تكهنات بوجود أطراف أخرى تستغل الصراع لإشعال فتنة جديدة".