قُتل رجل وأصيب ثلاثة آخرين في هجوم صاروخي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف خلال ساعات الليل؛ مما أسفر عن أضرار جسيمة واندلاع حرائق في عدة مناطق، في أكبر هجوم من نوعه على أوكرانيا منذ عدة أسابيع، حسبما أفادت السلطات الأوكرانية صباح اليوم الأحد، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

وتابعت الوكالة، أن هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي يعتمد بشكل كبير على الصواريخ والطائرات المسيرة منذ أن أعلنت الولايات المتحدة في أواخر الشهر الماضي أنها نجحت في التفاوض على اتفاقين لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك اتفاق ينص على عدم استهداف البنية التحتية للطاقة للطرفين.

رد فعل الرئيس الأوكراني على الهجوم

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن الهجمات المستمرة تظهر أن روسيا لا ترغب في إنهاء الحرب التي طال أمدها منذ ثلاث سنوات.

وتابع في رسالة عبر تطبيق تلغرام: "هذه الهجمات هي رد فعل بوتين على جميع الجهود الدبلوماسية الدولية، لقد رأى كل شريك لنا - أمريكا، أوروبا كلها، والعالم بأسره - أن روسيا ستستمر في القتال والقتل". 
وأضاف زيلينسكي: "لذلك لا يمكن تخفيف الضغط. يجب بذل جميع الجهود لضمان الأمن وجلب السلام".

محاولات للسيطرة على الحرائق في كييف

من جانبه، نشر أندريه ييرماك، رئيس ديوان الرئيس الأوكراني، فيديو يظهر رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحرائق في المباني المتضررة بشكل كبير جراء الهجوم.

قالت القوات الجوية الأوكرانية: إن القوات الروسية استخدمت صواريخ باليستية وصواريخ كروز أُطلقت من قاذفات استراتيجية وسفن بحرية، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، في الهجوم الذي وقع خلال الليل.

 وأضاف زيلينسكي: أن روسيا شنت في الأسبوع الماضي أكثر من 1460 قنبلة جوية موجهة، و670 طائرة مسيرة هجومية، وأكثر من 30 صاروخًا من أنواع مختلفة ضد أوكرانيا.

تحذيرات من الهجوم على بولندا

أدى تحذير القوات الجوية الأوكرانية من هجوم محتمل يشمل المناطق المتاخمة لبولندا إلى استنفار السلطات البولندية التي سارعت لإطلاق طائراتها الحربية لضمان سلامة الأجواء.

وكانت بولندا في حالة تأهب قصوى منذ أن أصاب صاروخ أوكراني ضل طريقه في عام 2022؛ مما أدى إلى مقتل شخصين في قرية بريفودو الواقعة في جنوب بولندا.

أضرار في كييف والمناطق المجاورة

وفي كييف، سُمع دوي عدة انفجارات قوية خلال الليل. وقال عمدة المدينة فيتالى كليتشكو في منشور عبر تلغرام إن الحرائق اندلعت في ثلاث مناطق على الأقل من كييف، حيث تم العثور على جثة رجل قُتل في الهجوم في منطقة دارنيتسكي، وهي تقع بالقرب من مركز الانفجار.

وأضاف كليتشكو: أن اثنين من المدنيين أصيبا وتم نقلهما إلى المستشفى بعد إصابتهما في دارنيتسكي، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الدنيبر الذي يقسم المدينة.

الهجمات على ميكولايف وكريفوي ريه

جاء الهجوم على كييف يوم الأحد بعد أن أفاد المسؤولون في المنطقة الجنوبية من ميكولايف بتعرض ثلاثة أشخاص للإصابة جراء هجمات روسية. وقبل يوم من ذلك، أسفر هجوم روسي على مدينة كريفوي ريه الأوكرانية عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا، بينهم تسعة أطفال.

لم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الروسي على الهجمات الأخيرة. وتنفي كلا الجانبين استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بهجوم شامل لجارتها الأصغر.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه في يناير بعد أن تعهد بأنه سيعمل على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، قد سعى إلى التوسط من أجل إنهاء النزاع القائم.