سيطرة طالبان على أفغانستان.. فساد الحكومة واتفاق الدوحة أبرز الأسباب
لعبت الدوحة دورا مشبوها في سقوط أفغانستان بيد طالبان
أشارت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأميركية إلى صفقات سرية قادتها طالبان مع مسؤولين كبار داخل الحكومة لتنظيم عمليات هروب جماعية لعناصر الأمن الأفغاني لتسهيل سيطرة طالبان على المدن الأفغانية والتحكم بها.
فقد أكدت الصحيفة في تقرير لها اليوم الاثنين أن طالبان أبرمت عدة صفقات داخل القرى مع مسؤولي الحكومة الأفغانية وهو ما سهل على مقاتلي طالبان السيطرة على كابل، مشيرة إلى أن انهيار الجيش الأفغاني بهذا الشكل السريع كان مخططا له.
عقدت طالبان هذه الصفقات في العام الماضي، مع المسؤولين الأفغان الذين كانوا يطلقون عليها اتفاقات هدنة، لكن في حقيقة الأمر هذه الاتفاقات كانت صفقات سرية يبرمها مسؤولو الحكومة الأفغانية مع طالبان لتسليم أسلحة القوات الأفغانية للحركة مقابل المال بحسب تصريحات نقلتها واشنطن بوست عن مسؤول أفغاني وآخر أميركي لم تذكر اسميهما.
ووفق الصحيفة الأميركية فإن صفقات طالبان ومسؤولي الحكومة الأفغانية تطورت حتى انتقلت بشكل سريع من القرى والأحياء إلى عواصم الأقاليم خلال ما يقارب العام ونصف وهو ما أنتج عمليات استسلام متتالية للقوات الأفغانية والتي تم التفاوض عليها.
وقالت الصحيفة: إن اتفاق الدوحة أصاب العديد من القوات الأفغانية بالإحباط الشديد حيث أصبح سببا لنشر الفساد بين المسؤولين الأفغان ومنع رواتب ضباط الشرطة أكثر من 6 أشهر ما أضعف ولاءهم.
ونقلت الصحيفة تصريحات ضابط أفغاني قال: إن اتفاق الدوحة بالنسبة للضباط الأفغان كان بمثابة النهاية، مشيرا إلى اليوم الذي وقعت الوثيقة كان جميع الضباط ينظرون إلى بعضهم البعض مرددين أن واشنطن تركتنا للفشل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي وضابط أفغاني أن عمليات استسلام القوات لصالح طالبان تسارعت عقب اتفاق الدوحة.
وتصاعدت اتفاقات الاستسلام بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل الماضي انسحاب القوات الأميركية
من أفغانستان.
وأضافت الصحيفة: أن الشهر الماضي شهد عملية استسلام جماعية في ولاية هلمند الجنوبية، كما أشارت إلى فرار حاكم مقاطعة غزنة جنوب شرقي البلاد تحت حراسة مسلحي طالبان عندما اقتربت الحركة من المقاطعة، إلا أن الحكومة الأفغانية ألقت القبض عليه أثناء عودته إلى كابل.
قال ضابط من القوات الخاصة الأفغانية في قندهار ضمن شهادات نقلتها واشنطن بوست لجنود الحكومة الأفغانية: إنه قد تلقى أوامر بالاستسلام من قبل أحد قادته، إلا أن الضابط أكد أنه أخبر القائد بضرورة استكمال القتال حتى لا يقتلهم مسلحو طالبان.