طارق فهمي: تنسيق بين مصر وأمريكا مفتاح السلام في غزة
طارق فهمي: تنسيق بين مصر وأمريكا مفتاح السلام في غزة
في ظل تصاعد الأوضاع في غزة، يبرز تساؤل حيوي حول احتمالية التوصل إلى هدنة دائمة بين حماس وإسرائيل. وتستمر التحركات السياسية على الساحة الدولية، في وقت شهد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس؛ مما أثار تساؤلات حول تأثير هذا الاتصال على مسار الحلول السلمية في المنطقة.
صفقة الهدنة بين حماس وإسرائيل
في ضوء الضغوط الدولية المستمرة، تشير تقارير من مصادر دبلوماسية، أن هناك جهودًا مكثفة من أجل التوصل إلى صفقة هدنة بين حماس وإسرائيل، وذلك في ظل الوضع المتدهور في قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين من كلا الجانبين.
المحادثات التي جرت بين الوسطاء الدوليين والأطراف الإقليمية تشير أن هناك تسعى للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، مع تركيز على فتح الممرات الإنسانية إلى غزة، وإنهاء حصار القطاع.
دلالات اتصال بايدن بالرئيس السيسي
في خطوة مثيرة للاهتمام، جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث ناقشا آخر التطورات في الساحة الفلسطينية - الإسرائيلية.
هذا الاتصال، الذي يأتي في وقت حساس، يعكس حجم الضغوط الدولية التي يتعرض لها كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن الدور المصري البارز في الوساطة بين الجانبين.
يعتبر الاتصال بين بايدن والسيسي خطوة مهمة، حيث يعدّ الرئيس المصري محوريًا في أي محادثات قد تُجرى بخصوص غزة، حيث إن مصر تلعب دورًا رئيسيًا في التوسط في هدنة، حيث تربطها علاقة وثيقة مع حركة حماس، فضلاً عن كونها جارة مباشرة لقطاع غزة، ويعتقد العديد من المراقبين، أن السيسي قد يكون حلقة وصل بين القوى الدولية والحركة الفلسطينية، وأنه من خلال هذا الاتصال، يسعى الرئيس الأمريكي لتوحيد الجهود لإرساء استقرار في غزة.
التحديات أمام الحل السلمي
رغم جهود الوساطة التي تبذلها القوى الدولية، فإن التوصل إلى حل دائم ما يزال بعيد المنال. حيث تعود العقبات السياسية والعسكرية لتقوض أي تقدم في محادثات السلام. كما أن الوضع الميداني في غزة يستمر في التأثير على أية محاولات للتهدئة.
في تحليل خاص للمحلل السياسي المصري الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية حول الأوضاع الحالية في غزة وتداعيات الاتصال بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يقدم فهمي رؤية شاملة حول التطورات الأخيرة، وأثرها على مسار الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية.
الصعوبات والتحديات
يرى الدكتور طارق فهمي، أن الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع بين حماس وإسرائيل، خصوصًا في ظل التصعيد الأخير في غزة، تواجه العديد من التحديات. حيث يقول: "التوصل إلى هدنة طويلة الأمد ليس بالأمر السهل في ظل التعقيدات الميدانية والاختلافات الجذرية بين الطرفين، فإسرائيل تشترط ضمانات لوقف الهجمات من حماس، في حين أن حماس تصر على رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر."
ويؤكد فهمي، أن مصر تلعب دورًا محوريًا في أي مساعٍ للوساطة بين الجانبين، وأنها تمثل طرفًا يمكنه التأثير على الطرفين معًا. ومع ذلك، يلفت المحلل السياسي إلى أن أي حل دائم لا يمكن أن يكون فعالًا بدون اعتراف فلسطيني بحقوق سكان غزة ووقف السياسات الإسرائيلية التي تعزز الاستيطان.
التنسيق الإقليمي والدولي
بخصوص الاتصال بين بايدن والسيسي، يرى طارق فهمي، أن هذه المكالمة هي جزء من التنسيق المستمر بين واشنطن والقاهرة في الملف الفلسطيني. وقال: "الاتصال يعكس سعي الولايات المتحدة لتعزيز دور مصر كلاعب رئيسي في التوسط بين الأطراف المعنية. مصر تعتبر عنصرًا أساسيًا في أي اتفاق محتمل، وهي تمتلك القدرة على التأثير في حماس، كما أن لديها علاقات استراتيجية مع إسرائيل."
ويعتقد فهمي، أن الرئيس الأمريكي يدرك أهمية الدور المصري في حل الأزمة، حيث تشير المعلومات أن السيسي قد حصل على دعم من واشنطن في تعزيز مساعي الوساطة، على أن يشمل التنسيق بين الأطراف الدولية والإقليمية من أجل تحقيق وقف إطلاق النار.
التحديات السياسية
الدكتور طارق فهمي يشير، أن الوضع في غزة ليس معزولًا عن التطورات الإقليمية الأوسع في الشرق الأوسط. وأضاف: "هناك تداخل واضح بين الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية والأزمات الأخرى في المنطقة، مثل الوضع في اليمن وملف إيران، وهذه العوامل تعقد أي محاولة للتوصل إلى تسوية شاملة".