القمة الأميركية – الإفريقية.. ماذا سيعود للقارة السمراء من مكاسب؟
تعد القمة الأمريكية – الأفريقية انطلاقة جيدة تساعد في حقيق مكاسب للقارة السمراء
تشكل إفريقيا محط اهتمام واشنطن؛ حيث تدرك الولايات المتحدة أن إفريقيا تعني المستقبل، لكنه ليس فقط مستقبل الشعوب الأميركية، بل إنه مستقبل العالم، وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت تبدي اهتمامًا أكبر بالقضايا الأكثر إلحاحًا بالقارة، والتي تتمثل في: التنمية الاقتصادية، وحفظ الأمن وتعزيز عملية السلام، وإرساء قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المجتمع المدني، والسياسات الإفريقية تجاه أزمة المناخ، والتعليم، وغيرها من القضايا الأخرى.
تغير جوهري
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الإفريقية أن ما يميز إفريقيا عن غيرها من قارات العالم هي توقعات النمو المتسارعة؛ إذ إنه من المتوقع أن تكون 10 من دول القارة صاحبة الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم خلال العقد القادم، وهو الأمر الذي يطرح تغيرًا جوهريًا من الناحية الديموجرافية؛ حيث ستتسع الطبقة المتوسطة بالقارة من 245 مليونًا إلى 380 مليون نسمة.
ولفتت الدراسة أنه تنظر الولايات المتحدة الأميركية إلى إفريقيا الغنية بالمعادن والطاقة كفرصة استثمارية كبيرة في المستقبل؛ فالنمو السكاني المتزايد وانخفاض مستوى أعمار سكانها يمثل سوقًا استهلاكية كبيرة للسلع والخدمات الأميركية، أما في حال إضافة الآثار الاقتصادية السلبية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية على قارة أوروبا، وتفكير العديد من الشركات التي كانت تتخذ من أوروبا مقرًا لها في مقار بديلة في مناطق جغرافية تبعد عن بؤرة الصراع، فإن إفريقيا مرشحة وبقوة أن تكون مصنعًا للعالم، وهو ما تعيه الولايات المتحدة الأميركية جيدًا.
مكانة إفريقيا
يقول الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن إفريقيا اليوم تختلف عن 10 سنوات مضت، موضحا أن إفريقيا غنية بالمعادن، وأن صناعة السيارات الكهربائية بأميركا، تحتاج صناعة بطاريات معظم المواد الخام لها تتواجد في إفريقيا، وكذلك الزراعة لها مستقبل كبير في إفريقيا.
وأكد في تصريح لـ"العرب مباشر" أن الزراعة كانت غير جاذبة للاستمثار لأنها مكلفة وطويلة المدى ولكن بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، فلا بد من التوسع الزراعي ولا يوجد مكان سوى في إفريقيا لأنها بها أراضي زراعية ومياه ولا بد من المؤسسات الدولية تمويل هذه المشاريع، وأن أميركا تأخرت جدًا في علاقتها بإفريقيا ومؤتمر القمة الإفريقية والعربية سيكون فيه حوار جيد بين الشباب والجانب الأميركي ليكتشفوا عوامل الجذب في إفريقيا.
ولفت أن السعي الأميركي إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام في إفريقيا برعاية أميركية؛ إذ يمكن استنتاج أن من بين الأهداف الأميركية وقف الزحف الصيني بالقارة، وإيجاد مصادر بديلة للمعادن الروسية المهمة، خاصة بعد المقاطعة التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية وتحالف الغرب ضد روسيا، وتعطل سلاسل التوريد العالمية بفعل العقوبات الاقتصادية، خاصة مع توافر القدرة الإفريقية على إحلال تلك الموارد الروسية العملاقة.
مكاسب القارة السمراء
فيما قال الدكتور أحمد علي، الباحث الاقتصادي، إن القمة الأميركية الإفريقية بحضور 49 زعيماً ورئيساً من قادة الدول الإفريقية، جاءت بعد القمة الصينية العربية التي انعقدت في الرياض، بعد أن وجدت الولايات المتحدة الأميركية تزايد قوة العلاقات بين الصين وروسيا مع الدول الإفريقية، خاصة مع ما تتمتع به القارة السمراء من ثروات وخيرات.
وأوضح في تصريح لـ"العرب مباشر" أن القمة الأميركية فرصة مواتية لمصر والدول الإفريقية، لتحقيق مكاسب اقتصادية هائلة، موضحًا أن أميركا وجدت هناك تمدد صيني كبير باستثمارات حقيقية على أرض الواقع في الدول الإفريقية، حيث أصبحت الصين بعد عام 2013 الشريك الأول لدول القارة الإفريقية من حيث الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بينهما، إضافة إلى أن إفريقيا تعد سلة غذاء العالم بما تتمتع به من أخصب الأراضي الزراعية عالميًا والخيرات والثروات الخام، ما جعل أميركا تسرع في التقارب مع دول القارة الإفريقية وتقديم الدعم الحقيقي بمناقشة ضم إفريقيا لمجموعة العشرين وزيادة الدعم والعلاقات الاقتصادية الأميركية الإفريقية.