الإخوان خطر يهدد فرنسا.. دراسة جديدة تحذر من إرهاب الجماعة

حذرت دراسة فرنسا من خطر انتشار جماعة الإخوان

الإخوان خطر يهدد فرنسا.. دراسة جديدة تحذر من إرهاب الجماعة
صورة أرشيفية

كانت الدراسة الصادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، مؤخرا، بمثابة جرس إنذار جديد للتحذير من خطر تنظيم الإخوان الإرهابي في فرنسا، خصوصا بعد تنامي ظاهرة "تجنيد المقاتلين" داخل المجتمع الغربي.

وكشفت دراسة المركز الأوروبي عن تزايد معدلات القلق في فرنسا بسبب قيام تيار الإسلام السياسي بتكوين مجتمعات منعزلة، واستمراره في غرس أفكاره المتطرفة على الأرض الفرنسية بما يفصل المواطنين عن قيم الدولة الفرنسية التي واجهت موجات إرهاب عنيفة منذ عام ٢٠١٥. 

تحذيرات استخباراتية

كما كشفت الدراسة عن تحذيرات استخباراتية من نشر تطرف الإخوان في المجتمع الفرنسي، لافتة إلى أن أبرز هذه التحذيرات التى أكدها جون برنار بيناتل، المسؤول السابق في مكتب الاستخبارات والعمليات لفرقة المظلات الحادية عشرة، والذي حذر من مخاطر وتهديدات تنظيم "الإخوان" على الأمن الفرنسي.

وأوضح برنار أن تنظيم الإخون قام بالفعل بترسيخ صورة ذهنية سلبية في أوروبا عن المجتمع الإسلامي، دون تفرقة بين مسلمين مسالمين أو متطرفين مثل الإخوان الذين تحركهم أجندة سياسية.

بيان متطرف

وأشارت الدراسة إلى البيان المتطرف الذي أصدرته الهيئات الثلاث المقربة من الإخوان، وهي: "اللجنة التنسيقية للمسلمين الأتراك في فرنسا"، و"الاتحاد الإسلامي مللي جوروش في فرنسا"، وحركة "إيمان وممارسة" المتشدّدة. 


ومنذ الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا عام 2015، يواجه البلد الأوروبي سلسلة من هذه الهجمات يشنها متطرفون، كان آخرها حادثة المعلم "صموئيل باتي" في أكتوبر 2020.

وتعمل الحكومة الفرنسية على استحداث مجموعة من القوانين والإجراءات على المدى القصير والمتوسط، للتصدي للأجندات التي تعمل تيارات الإسلام السياسي على تسويقها.

بينما يعمل ممثلو تيارات الإسلام السياسي النافذون داخل الهيئات الممثلة للمسلمين في فرنسا على إعاقة التوافقات، ومن ورائها الخطة الفرنسية لمكافحة الانفصالية.

اختراق فرنسا

وتمكنت هذه الجماعات المتطرفة فعليا من اختراق البلاد عبر شبكات وشخصيات للتأثير على المجتمع الفرنسي، وسعت من خلالها لنشر التطرف والفوضى وزرع النزعات الانفصالية، خصوصا أذرع تركيا التي كونت مجموعات منعزلة لنفسها داخل فرنسا.

ومن بين هذه العناصر، هناك أحمد جيتين، وهو فرنسي من أصل تركي، ومعروف في الأوساط السياسية المحلية؛ إذ سبق له الترشح للانتخابات التشريعية عام 2017 والانتخابات البلدية في 2020 في المدينة، ودعا بوضوح إلى التصويت على أساس العرق والدين، مطالبا الأتراك والمسلمين بالتصويت له.

كما حذرت الدراسة الاستخباراتية من هؤلاء الطلاب الذين درسوا في "مدرسة الأئمة"، المقربة من تنظيم الإخوان؛ إذ أصبحوا مقاتلين، ومن بينهم رضا حامي الذي تم تجنيده في سوريا لاستهداف قاعة حفلات، وتم القبض عليه قبل أشهر من الهجوم على مسرح "باتاكلان" في باريس في عام 2015.

وهناك أيضا إيناس مدني، خريجة ذات المعهد، والتي حوكمت بالسجن 30 سنة لمحاولتها تفجير سيارة أمام كاتدرائية نوتردام في باريس في سبتمبر 2016. 

بينما غادر البعض من الطلاب الآخرين فرنسا لينضموا إلى جبهات القتال في سوريا.

تورط تركيا

وتؤكد الدراسة تورط تركيا المباشر في زرع الإرهاب والتطرف، فهي تسيطر فعليا على مئات المساجد في فرنسا، وتدفع الحكومة التركية رواتب أئمة 150 مسجدا، وتدرب أنقرة الأئمة على أراضيها بهدف السيطرة على معارضي الحكومة التركية، فضلا عن التأثير على الداخل الفرنسي.

كما كثفت تركيا من دورات اللغة التركية في فرنسا واستغلتها لتحويلها إلى دروس دينية تخدم مصالحها وأجندتها السياسية.

كما تستخدم تركيا نظام "اليكو"، والذي ترسل بموجبه مدرسين أتراكا إلى المدارس العامة الفرنسية، بما يخول لها تعليم اللغة التركية في المدارس الرسمية، ويخضع لها حوالى 14 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية.

تحركات حزب الله

وإلى جانب التيارات الإخوانية المتطرفة، فلم تعد أنشطة حزب الله في فرنسا تقتصر على الأفكار التي يصدرها إلى هناك فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى أيضا، أكثر خطورة، لذا هناك حضور ديني قوي لحزب الله في فرنسا عبر جوامع ومراكز ثقافية مرتبطة بالحزب.

وفي "جراند سينت"، شمالي البلاد، كان مركز الزهراء مكشوفاً في نشاطاته، كما أن مدير المركز يحيى قواسمي، لم يخف يوماً دعمه للحزب.

انهيار قلاع الإخوان

وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، قالت الدكتورة سمية عسلة، الباحثة في الشأن الدولي، إن خارطة الإخوان بدأت ترسم منذ سقوط آخر قلعة من قلاع الإخوان في المغرب التي كانت آخر قلاع الجماعة الإرهابية في المنطقة، معتبرة أن ذلك كان بإرادة شعبية مغربية بنزول الشعب المغربي بصورة واسعة، وفقدوا ٨٠% من مقاعدهم، وانحازت شعوب المنطقة كلها لأوطانها ضد مشروع الإخوان. 

وأكدت عسلة أن شعوب المنطقة اكتشفت أن وعود الإخوان وتصريحاتهم لم تكن أكثر من شعارات جوفاء ووسيلة للسطو على مقدرات الشعوب. 

وتابعت: "إضافة إلى انهيار وانحسار الجماعة الإرهابية في مصر بثورة وإرادة شعبية وكانت حربا ضارية حتى تم اقتلاع الإخوان من مصر، وبالمثل مؤخرا في تونس، لافتة إلى مخاطر الإرهاب التي واجهتها هذه الشعوب في مواجهة إرهاب الجماعة".

أمن قومي

وأشارت إلى أن قادة المنطقة العربية، خصوصا مصر، اعتبروا أن تطهير البلاد من إرهاب الإخوان هو مسألة أمن قومي لشعوب المنطقة، وهو سر التحرك المصري في ليبيا لإنهاء وجود الإرهاب والمتطرفين وميليشياتهم المدعومة من تركيا والتي دفعت حكومة أردوغان رواتبهم. 

واعتبرت سمية عسلة أنه بعد الضربات التي تلقاها الإخوان في منطقة الشرق الأوسط جولتهم إلى مجرد ميليشيا مسلحة تلقت أكبر الضربات وحتى فقدوا عنصر التنظيم بغياب رؤوسهم، وأصبحت الجماعة تعاني خللا وعدم تنظيم. 

وأشارت عسلة، كذلك إلى تخلي تركيا وقطر عن الإخوان في محاولة لإصلاح العلاقات مع الدول المحورية في المنطقة، خصوصا مصر، فغاب بذلك مصدر التمويل الرئيسي للجماعات الإرهابية.