زيارة ولي عهد أبوظبي لبريطانيا.. نتائج مهمة وآفاق اقتصادية واعدة
عقد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني
في زيارة رسمية رفيعة، عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لقاءات واتفاقيات هامة تدشن لمستقبل العلاقات بين الإمارات وبريطانيا.
مباحثات ثنائية
وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات أمس الخميس إلى لندن، في مستهل زيارة رسمية إلى بريطانيا، حيث استقبله رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في مبنى الحكومة، داونينج ستريت، ثم عقدا مباحثات ثنائية موسعة مثمرة.
وركز القادة في المباحثات على مجمل التطورات الإقليمية، بجانب آليات سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
مستقبل مشترك
وفي ختام الزيارة، أعلنت الإمارات وبريطانيا، في بيان مشترك، إنشاء شراكة جديدة وطموحة من أجل المستقبل، ترتكز على تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتعزيز الرخاء والرفاهية والأمن ومعالجة قضية التغير المناخي وتوسيع تبادل المعارف والمهارات والأفكار، بالإضافة إلى خلق الازدهار المستدام ومعالجة القضايا العالمية.
وأكد البلدان سعيهما إلى تعميق التعاون في مجالات تشمل علوم الحياة والابتكار في مجال الطاقة والقضايا الإقليمية والتمويل غير المشروع والتعليم والأمن والتنمية والثقافة والمناخ والصحة والأمن الغذائي.
كما تم إطلاق شراكة لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة والاتفاق على ضرورة العمل للتصدي لعمليات غسل الأموال، واتفق الجانبان على زيادة التعاون لضمان سلامة وأمن التجارة البحرية وإمدادات الطاقة.
علاقات إستراتيجية
ومن ناحيته، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية: إنه أجرى محادثات معمقة مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة عبر موقع تويتر، أن المحادثات تركزت حول تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط.
فيما أكد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، أنه "تربطنا مع الإمارات علاقات تاريخية مشتركة، وركزت خلال مباحثاتي مع ولي عهد أبوظبي على مستقبل بلدينا"، مشيرا إلى أن "الإمارات وبريطانيا تعملان معًا لتسخير التكنولوجيا لحل أزمة المناخ وتحقيق الرخاء لشعبينا".
القضايا الإقليمية
واهتم الزعيمان ببحث الأوضاع الإقليمية، حيث شددا على أهمية الاتفاق الإبراهيمي في المساهمة في تعزيز السلم والأمن الإقليميين، والتزامهما بحل الدولتين من خلال التفاوض لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأبديا قلقهما تجاه تطورات الوضع الأفغاني والتزامهما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع تجدد الإرهاب.
وتطرقا إلى ضرورة حماية حقوق النساء والفتيات الأفغانيات وعلى أهمية الحفاظ على حقوقهن، والتزامهما بالعمل معا للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في أفغانستان ودعم اللاجئين.
لقاء مع وزيرة الخارجية
كما التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس، وبحث الجانبان خلال اللقاء علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وبريطانيا في مختلف المجالات.
وركزت المباحثات على سبل تنمية العلاقات الثنائية وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويسهم في تحقيق تطلعاتهما، وتبادلا وجهات النظر في مجمل التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي خلدون خليفة المبارك، بجانب عدد من المسؤولين البريطانيين.
استثمارات ضخمة
وخلال الزيارة، وقع مكتب الاستثمار البريطاني وشركة "مبادلة" للاستثمار الإماراتية، بمقر الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت، اتفاقية لتوسيع شراكة الاستثمار السيادي القائمة بين البلدين، والتي أعلن عنها في مارس الماضي.
وكشف الموقع الرسمي للحكومة البريطانية أن قيمة الشراكة تبلغ 10 مليارات جنيه إسترليني، وستمتد على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتهدف إلى زيادة الاستثمار في 3 قطاعات جديدة، هي التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة، إلى جانب تعزيز برنامج الاستثمار الحالي في مجال علوم الحياة.
فيما وقعت كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وشركة "بي بي" البريطانية، اتفاقيات للتعاون الإستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط.
وتعكس الاتفاقيات ريادة الشركاء في الحلول القائمة على التكنولوجيا للمساهمة في الحد من تداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى الالتزام المشترك بالسعي إلى خلق فرص اقتصادية جديدة ترتكز على تقنيات الحد من انبعاثات الكربون على المستويين المحلي والدولي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".