بعد ساعات من تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي هدد فيها إثيوبيا بسبب تعنتها حول ملء خزان سد النهضة والذي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على حصة مصر والسودان من مياه نهر النيل.

تصريحات السيسي بالأمس كانت تحمل رسالة تحذير وتهديد لإثيوبيا، وتعد هذه المرة الأولى التي يهدد فيها الرئيس المصري إثيوبيا بهذه الطريقة، ليعلن عدد كبير من الدول العربية دعمها لمصر، بينما عكست تصريحات الجانب الإثيوبي رضوخًا لمصر.

دعم عربي

وأعلن عدد كبير من الدول العربية دعمهم لمصر، وعلى رأسها الإمارات والكويت والسعودية وعمان والأردن والبحرين.

وأكدت الإمارات في بيان لها أنها تؤيد الحوار الدبلوماسي البنّاء لتجاوز الخلافات مع ضرورة الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية للوصول إلى حل يقبله الجميع ويؤمن حقوق الدول الثلاث وأمنها المائي.

كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن تضامنها مع مصر والسودان الشقيقتين في جهودهما الحثيثة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومساعيهما لحل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ لدول مصب نهر النيل حقوقهم المائية والاقتصادية وفق القوانين الدولية، وبما يمكن هذه الدول من تحقيق طموحاتهم في التنمية.

وشددت الخارجية الكويتية على أن أمن مصر والسودان المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

كما أكدت الأردن، في بيان، أن أمن مصر المائي من الأمن القومي العربي، قائلة "نقف مع الأشقاء في حماية حقوقهم".

وأعلن البرلمان العربي رفضه لأي إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا، وطالبها بالابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع. 

وأكد تأييده التام لمصر والسودان في ضمان حقوقهما المشروعة في حصتيهما من مياه نهر النيل.

ومن جانبها أكدت المملكة العربية السعودية أنها تدعم وتساند مصر والسودان، قائلة إن "أمنهما المائي جزء لا يتجزأ من الأمن العربي".

كما أعلنت المملكة، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) صباح الأربعاء، دعمها ومساندتها لأي مساع تسهم في إنهاء ملف سد النهضة وتراعي مصالح كل الأطراف.

وأعربت البحرين عن تضامنها مع مصر في الحفاظ على أمنها القومي والمائي.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية إن المملكة تقف مع مصر "في الحفاظ على أمنها القومي وأمنها المائي، وحماية مصالح شعبها وحقه المشروع في الحياة، وجهودها المخلصة لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي".

وأكدت سلطنة عمان في بيان صادر عن وزارة الخارجية تضامنها مع مصر وتأييدها في جهودها لحل الخلاف حول السد عبر الحوار والتفاوض بما يحقق الاستقرار للمنطقة ويحفظ مصالح جميع الأطراف.

رضوخ إثيوبي

وبعد ساعات من تصريحات الرئيس السيسي، قال السفير الإثيوبي في القاهرة ماركوس تيكلي ريكى، اليوم الأربعاء، إنه سيتم استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة مع مصر والسودان قريبًا، للتوصل إلى اتفاق مُرْض مع جميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي.

وتابع خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الإثيوبية بالقاهرة: "لم يتم التواصل مع إثيوبيا رسمياً بشأن لجنة الوساطة الرباعية التي اقترحها السودان، وسمعنا عنها من وسائل الإعلام فقط".

وادعى السفير الإثيوبي أن بلاده دائما ما تركز على المفاوضات وتعمل على حل الخلافات بطريقة سلمية.
وأوضح أنه من مصلحة إثيوبيا الوصول إلى اتفاق قائلا: "مستعدون لذلك".

وشدد السفير الإثيوبي لدى القاهرة على أن أديس أبابا ملتزمة بالمفاوضات والحلول السلمية، ونركز على المفاوضات في الوقت الراهن.

تهديد السيسي

وهدد الرئيس عبد الفتاح السيسي إثيوبيا خلال خطابه الذي ألقاه في قناة السويس أمس الثلاثاء.

وقال: "لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة ماء واحدة من مصر"، مشدداً على أن "ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد".

وأكد أن المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل.

وتابع "سيحدث عدم استقرار إقليمي لو انتهك أحد حقوق مصر المائية".

وأوضح أنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وهذا ليس تهديداً لأحد، قائلاً:حوارنا رشيد جدا وصبور جدا ولا أحد يتصور أنه سيكون بعيدا عن قدراتنا ورد فعلنا على المساس بمياه مصر".