الحرب الإيرانية الخفية.. كيف يتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى ساحة معركة غير معلنة

الحرب الإيرانية الخفية.. كيف يتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى ساحة معركة غير معلنة

الحرب الإيرانية الخفية.. كيف يتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى ساحة معركة غير معلنة
حرب لبنان

في الأسابيع الأخيرة، أطلقت الميليشيات المرتبطة بإيران في العراق نحو 40 هجومًا باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقذائف على إسرائيل؛ مما يمثل تصعيدًا ملحوظًا في صراع غير معلن يتم في مناطق شتى من الشرق الأوسط، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" الأمريكية.

مرحلة جديدة من الصراع


وبحسب الصحيفة، فقد بدأت هذه الهجمات في أكتوبر من العام الماضي مع بدء الحرب في غزة، لكن البيانات التي جمعها "معهد واشنطن" تظهر زيادة حادة في وتيرتها بعد اغتيال إسرائيل للزعيم العسكري لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة جوية بتاريخ 27 سبتمبر.

وتأسس حزب الله بدعم إيراني في لبنان منذ أكثر من 40 عامًا، ويعتبر حجر الزاوية في الائتلاف الفضفاض الذي أنشأته إيران من الجماعات المسلحة على مر العقود.

ومع ضعف حركة حماس بشكل ملحوظ بعد عامٍ من الحرب في غزة، وتعرض حزب الله لضغوط من الهجمات الإسرائيلية المستمرة في لبنان، بدأت طهران بالاعتماد على عناصر أصغر من هذا الائتلاف لتوجيه الضغوط ضد خصمها اللدود.

يقول مايكل نايتس، المحلل في معهد واشنطن: إن "عدد الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من العراق نحو إسرائيل قد ارتفع بشكل كبير، لقد انتقلوا إلى مرحلة أعلى لإظهار دعمهم لحزب الله".

وتشير الهجمات من العراق إلى استراتيجية إيران في استخدام عناصر "محور المقاومة" لدعم بعضها البعض ضد إسرائيل، إضافة إلى المنافسة بين الفصائل.

ويضيف نايتس: "الميليشيات في العراق ليست بنفس قدرات حزب الله، وليس لديها نفس الجرأة مثل الحوثيين، لذا يشعرون بالقلق من أن يظلوا في الظل مقارنة بالآخرين في المحور".

وكلاء إيران


ويشير المحللون، أن وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن، حيث أطلق الحوثيون صواريخ على إسرائيل، بينما هاجموا الشحن في البحر الأحمر، هم جميعهم أهداف محتملة لإسرائيل مع توجه صناع القرار هناك للتعامل مع إطلاق إيران 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل في 1 أكتوبر.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية وأطلقت على الأقل عملية برية واحدة كبيرة بواسطة القوات الخاصة في سوريا خلال العام الماضي.

 وتسعى الجماعات المسلحة المدعومة من إيران هناك أيضًا لتوسيع وحماية طرق الإمداد الحيوية التي تسمح لطهران بإرسال الإمدادات إلى حزب الله في لبنان.

وعندما انفجرت آلاف أجهزة النداء التي وزعها حزب الله على أعضائه الشهر الماضي، في عملية يُعتقد على نطاق واسع أنها تخريب إسرائيلي، تم الإبلاغ عن إصابات في سوريا واليمن، بالإضافة إلى لبنان، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل ما يصل إلى 40 شخصًا في اليمن.

ووصفت كيرستين فونتنروز، الخبيرة في مركز "أتلانتيك كاونسل"، انفجارات أجهزة النداء بأنها "ومضة لحظية على خريطة شبكة مظلمة".

وفي عملية إسرائيلية واحدة الشهر الماضي، نفذت القوات الخاصة هجومًا على منشأة لإنتاج الأسلحة مرتبطة بإيران في مصياف، غرب سوريا بالقرب من الحدود اللبنانية، حيث تم الإبلاغ عن تدمير معدات والاستيلاء على مستندات وبيانات مهمة.

تعاون وثيق


وأكدت الصحيفة، أنه حتى الآن، لم تشن إسرائيل غارات في العراق لكنها استهدفت أعداءها العراقيين في سوريا، بما في ذلك قادة التحالف المسلح المدعوم من إيران، والذي يطلق على نفسه اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" (IRI)، وقد أعلن الـ IRI عن مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت إسرائيل والقوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا بين أكتوبر ويونيو.

بعد أن أطلق الـ IRI النار على إيلات في سبتمبر، قتلت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة قائدًا من الـ IRI بالقرب من مطار دمشق. 

وقال دانيل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن إسرائيل تراقب التهديد القادم من العراق وستقوم "بكل ما هو ضروري للتعامل مع الوضع".

في علامة على التعاون الوثيق بين الوكلاء، عمل الـ IRI مع الحوثيين، الذين زادوا مؤخرًا من وجودهم في العراق.