مجزرة خان يونس.. غارات إسرائيلية تسفر عن مقتل 19 فلسطينيًا بينهم أطفال
مجزرة خان يونس.. غارات إسرائيلية تسفر عن مقتل 19 فلسطينيًا بينهم أطفال
شهد قطاع غزة تصعيدًا دمويًا جديدًا صباح اليوم، حيث أسفرت غارات جوية إسرائيلية عن مقتل 19 فلسطينيًا، بينهم 8 أطفال، وإصابة العشرات، في سلسلة هجمات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وفقًا لمصادر محلية وشهود عيان.
يأتي هذا التصعيد ضمن إطار الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي تسببت في خسائر بشرية ومادية هائلة.
استهداف المدنيين وتدمير المنازل
أفادت مصادر الدفاع المدني، بأن من بين الضحايا أسرة كاملة من حي الشجاعية شرقي غزة. تعرض منزل العائلة المكون من طابقين لقصف جوي مكثف؛ ما أدى إلى انهياره بالكامل فوق ساكنيه، بينهم نازحون كانوا قد لجأوا إليه هربًا من المناطق الأكثر استهدافًا.
ورغم محاولات فرق الإنقاذ، ما يزال عدد من الأشخاص مفقودين تحت الأنقاض، ما يثير المخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى.
وفي حادثة أخرى، استُهدف منزل في غرب خان يونس؛ مما أدى إلى مقتل زوجين وابنهما.
يأتي ذلك في ظل استمرار الغارات التي طالت حتى فرق الإسعاف والعاملين في مجال تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية.
وبحسب محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني، فقد استشهد خمسة عاملين في هذا المجال جراء استهداف سيارتهم بصاروخ من طائرة حربية أثناء وجودهم في خان يونس.
تعمد استهداف المنظومة الإنسانية
أثارت هذه الهجمات اتهامات واسعة بأن الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف البنى التحتية الإنسانية والخدمية.
وأكد بصل، أن القصف طال حراس شاحنات المساعدات وفرق الإسعاف، ما يزيد من معاناة السكان المدنيين.
كما حذّر من الوضع المتدهور في مستشفى الأندونيسي شمال غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ ثلاثة أيام، وسط انقطاع المياه والطعام والكهرباء، ما يهدد حياة المرضى والطواقم الطبية.
أرقام صادمة وضحايا بلا نهاية
وفقاً لوزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 أكثر من 45 ألف قتيل و108 آلاف جريح.
ولا تشمل هذه الأرقام ضحايا الهجمات الأخيرة، ما يشير أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بشكل كبير مع استمرار التصعيد.
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير "حي الضباط"
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير حي الضباط شمال غزة، واصفًا إياه بأنه مركز قيادة لكبار قادة حركة حماس ومجمع عسكري يضم أنفاقًا ومنصات إطلاق صواريخ.
وذكر بيان الجيش، أن العمليات العسكرية في المنطقة تهدف إلى "القضاء على التهديدات الموجهة نحو إسرائيل"، وسط تصعيد يشمل ضربات مكثفة تستهدف البنى التحتية في القطاع.
تأتي هذه المجازر ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية الحيوية، ما يفاقم من معاناة سكان القطاع.
ومع تواصل الحصار والهجمات، يجد أكثر من مليوني فلسطيني أنفسهم عالقين بين الموت اليومي تحت القصف والانهيار الشامل للخدمات الأساسية.
في ظل هذا التصعيد، تبرز الحاجة الماسة لتدخل دولي عاجل يضع حدًا لهذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وسط تحذيرات من تحول القطاع إلى مسرح لإبادة جماعية بحق السكان المدنيين.
ويقول المحلل السياسي الدكتور هاني المصري: إن الوضع في قطاع غزة ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث إن استمرار استهداف المنازل والمنشآت المدنية قد يؤدي إلى انهيار كامل للبنية التحتية وتهجير واسع النطاق للسكان، والمطلوب اليوم هو وقفة دولية حازمة تضع حداً لهذا العدوان وتدفع باتجاه حلول تضمن وقف النزيف الإنساني في القطاع.
ويضيف المصري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن غياب موقف دولي حازم حيال ما يجري في غزة يعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لمواصلة عدوانها، وعلى القوى الكبرى والمنظمات الدولية التحرك فورًا لوقف هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب وتوفير حماية دولية للمدنيين.