الاتفاق السعودي الإيراني.. كيف يؤثر على حركية القوى في بؤر التوتر من اليمن جنوباً إلى لبنان شمالاً؟
يؤثر الاتفاق السعودي الإيراني على حركية القوى في بؤر التوتر من اليمن جنوباً إلى لبنان شمالاً
فور الإعلان عن التقارب السعودي الإيراني، وهو الذي أحدث ضجة كبري نتيجة اتفاق الغريمين، إلا هناك من يرتجف خوفاً بعد الإعلان، المحللون أكدوا على حذرهم في تقييمهم للتقارب، خاصة وأن لغة البيان كانت مبهمة فيما يخص العناصر الإرهابية، مثل جماعة الحوثي وحزب الله، وبما في ذلك تعهد كل جانب بعدم التدخل في "الشؤون الداخلية" للطرف الآخر واحترام سيادته.
وقد أنهى الاتفاق السعودي الإيراني الذي كشف بوساطة صينية للمرة الأولى في المنطقة، قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من سبع سنوات وأشعلت المنطقة في عدة صراعات.
نقاط حساسة
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان شدد على أنه لا تزال هناك الكثير من النقاط الحساسة التي يجب معالجتها في العلاقة بين البلدين، وقال الأمير فيصل لصحيفة الشرق الأوسط السعودية: إن "الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية لا يعني أننا توصلنا إلى حل لجميع الخلافات بيننا".
وتابع: "بل هو علامة على إرادتنا المشتركة لحلها من خلال التواصل والحوار والوسائل السلمية والدبلوماسية".
ويرى الكثيرون أنه إذا حافظت طهران على وعودها في الاتفاق، فقد يشكل تغييرا حقيقيا للمنطقة، يبشر بحقبة من السلام والازدهار الإقليمي لم تشهده المنطقة منذ عقود.
اليمن
ما سيحدث بعد ذلك في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا منذ ثماني سنوات ضد قوات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وكذلك قيام الحوثي بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على منشآت نفطية سعودية، بما في ذلك هجوم في العام 2019 أدى إلى خفض الإنتاج الخام للمملكة مؤقتًا إلى النصف، وقتها اتهمت الرياض وواشنطن إيران بالوقوف وراء الهجوم.
وعلى الرغم من الاتفاق إلا أن هذا لا يعني سلامًا في اليمن، خصوصا إذا اكتفى بإتاحة مساحة أكبر لتواصل المحادثات بين السعودية والحوثيين.
وكذلك فهناك طرح للهدنة، خاصة أن المشكلة في الداخل اليمني متشعبة أكثر ما بين حوثيين وإرهاب داعش والقاعدة والإخوان.
وما إن تم الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني حتى بدأت القوى اللبنانية تلمس انعكاسات، حيث في رد فعل أولي ظهر وكأن كل فريق يحاول أن يطمئن نفسه بأنه الرابح، وقال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن الاتفاق الإيراني السعودي ضربة قاضية للمشروع الصهيوني بالتعاون مع أميركا، وأضاف قاسم "أعداء إيران الممثلون في الكيان الصهيوني وأميركا أرادوا أن يجمعوا دول المنطقة وعلى رأسها الخليج لتكون إيران هي العدو بدل الكيان الإسرائيلي، والاتفاق الإيراني السعودي قضى على المسار الذي يستبدل العدو الإسرائيلي بغيره.
إن غياب الأجوبة الواضحة عن هذه الأسئلة لم يزعزع الحماس الذي ولّده إعلان الجمعة في صفوف محللين مثل العراقي علي البيدر، الذي تعاني بلاده من الخلاف السعودي - الإيراني منذ سنوات وتحاول التوصل إلى اتفاق بين الجانبين قبل تدخل بكين.
وبينما في العراق فهي أكبر المستفيدين من عودة العلاقات بين السعودية وإيران التي ستخفف الضغط الحاصل داخل المشهد العراقي".