السر في رفح.. لماذا تصر إسرائيل على اجتياح جنوب غزة رغم التحذيرات؟

تصر إسرائيل على اجتياح جنوب غزة رغم التحذيرات

السر في رفح.. لماذا تصر إسرائيل على اجتياح جنوب غزة رغم التحذيرات؟
صورة أرشيفية

يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة على شن هجوم بري ضد حماس في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي الخطة التي أثارت قلقًا عالميًا بسبب احتمالات إلحاق الأذى بمئات الآلاف من المدنيين الذين يحتمون هناك، وحذرت مصر والولايات المتحدة وقطر إسرائيل من تبعات أي هجوم بري على رفح.  

وقال نتنياهو: إن إسرائيل لا تستطيع تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق "النصر الكامل" على حماس دون الدخول إلى رفح.  
  
مزاعم إسرائيلية  

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فإن نتنياهو وافق على خطط عسكرية للهجوم على رفح، ولكن مع تكدس 1.4 مليون فلسطيني في المدينة، طالب حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، بتوفير رعاية أكبر للمدنيين في توغلها المتوقع، حيث نزح معظم هؤلاء الفلسطينيين بسبب القتال في أجزاء أخرى من غزة ويعيشون في مخيمات مكتظة بالسكان أو في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة أو في شقق مكتظة.  

وتابعت: أن الإصرار وصل بأن يرسل نتنياهو وفدًا إلى واشنطن ليعرض على الإدارة خططها، لتثار التساؤلات عن السر في إصرار نتنياهو الغريب في دخول رفح.  

وتزعم إسرائيل أن رفح هي آخر معقل رئيسي لحركة حماس في قطاع غزة، بعد أن أدت العمليات في أماكن أخرى إلى تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة للحركة، وفقًا للجيش. ولكن حتى في شمال غزة، الهدف الأول للهجوم، أعادت حماس تجميع صفوفها في بعض المناطق وواصلت شن الهجمات.  

وتقول إسرائيل: إن حماس لها أربع كتائب في رفح وإنها يجب أن ترسل قوات برية للإطاحة بها. ومن الممكن أيضًا أن يكون بعض كبار المسلحين مختبئين في المدينة.  
  
تحذيرات دولية  

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم تنفيذ العملية دون خطة "ذات مصداقية" لإجلاء المدنيين. وقالت مصر، الشريك الاستراتيجي لإسرائيل: إن أي تحرك لدفع الفلسطينيين إلى مصر سيهدد اتفاق السلام المستمر منذ أربعة عقود مع إسرائيل.  

وتابعت الوكالة الأمريكية، أنه في مكالمة هاتفية مع نتنياهو هذا الأسبوع، طلب الرئيس جو بايدن من الزعيم الإسرائيلي عدم تنفيذ عملية رفح، حسبما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان. وقال: إن الولايات المتحدة تسعى إلى "نهج بديل" لا يتضمن غزوًا بريًا.  

وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارته السادسة للمنطقة منذ بدء الحرب، هذه المخاوف، قائلاً: "لقد كان الرئيس بايدن واضحًا للغاية بشأن أننا لا نستطيع دعم عملية برية كبيرة، عملية عسكرية في رفح".   

وأضاف أنه لا توجد طريقة فعالة لنقل 1.4 مليون شخص إلى بر الأمان وأن أولئك الذين سيبقون في الخلف سيكونون في وضع رهيب وخطر.  
  
تراجع إسرائيلي  

وأكدت الوكالة الأمريكية، أنه على الرغم من الحديث الإسرائيلي القاسي، لا يبدو أن إسرائيل قريبة من إرسال قوات إلى رفح، وقد يكون هذا مرتبطًا بالمحاولات المستمرة للتوسط في وقف مؤقت لإطلاق النار، ويقول الوسطاء القطريون والمصريون: إن تلك المحادثات ستتعرض لانتكاسة بسبب غزو رفح، كما أن هناك أيضًا مخاوف لوجستية.  

ويقول الجيش الإسرائيلي: إنه يخطط لتوجيه المدنيين إلى "جزر إنسانية" في وسط غزة قبل الهجوم المخطط له، وقال نتنياهو يوم الأربعاء: إنه لم تتم الموافقة بعد على خطط الإخلاء.  

وأفادت الوكالة الأمريكية، أن الإصرار الإسرائيلي على اقتحام رفح لا علاقة له بحماس، خصوصًا مع اعتراف قادة الجيش الإسرائيلي بأن معظم قادة حماس عادوا لشمال غزة مرة أخرى، وإنما السبب يكمن في حماية نتنياهو سياسيًا، لأن عدم دخول رفح يعني هزيمة إسرائيل في هذه الحرب، وبالتالي رحيل نتنياهو بأسوأ طريقة عن منصبه.