ترامب وبوتين.. شراكة غير مُعلنة قد تحسم مصير الحرب الأوكرانية

ترامب وبوتين.. شراكة غير مُعلنة قد تحسم مصير الحرب الأوكرانية

ترامب وبوتين.. شراكة غير مُعلنة قد تحسم مصير الحرب الأوكرانية
ترامب

تأهبت أوكرانيا وحلفاؤها في الناتو منذ أشهر لاحتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مستشرفين مستقبلًا يضع فيه ترامب نهاية سريعة للحرب أو يدفع نحو اتفاقية سلام تضمن مصالح كييف. 


لكن هذا السيناريو المريح لم يكن سوى خيال؛ فالمستقبل الذي ينتظر كييف مع رئاسة ترامب يبدو شديد القسوة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

إنهاء الحرب


وتابعت الشبكة الأمريكية، أن ترامب صرح سابقًا بأنه قادر على إنهاء الحرب في "24 ساعة" دون توضيح الكيفية، وذكر أيضًا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يكن ينبغي أن يسمح باندلاع هذه الحرب، واصفًا إياه بـ"أعظم بائع رأيته على الإطلاق"، بسبب نجاحه في استقطاب دعم يصل إلى 100 مليار دولار من الكونغرس الأمريكي في كل زيارة، ورغم أن هذه التصريحات كانت تُعتبر مبالغة في السابق، إلا إنها اليوم أصبحت تمثل عدسة مشوهة ستُشاهد من خلالها الإدارة الأمريكية الجديدة أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضافت، أنه ربما يقوم ترامب بتشكيل حكومة تضبط وتيرة وسياسته بشكل طفيف، إلا إن هدفه الأساسي واضح: الخروج من هذا الصراع، ولا يهم أن تكون الحرب الأوكرانية قد شكلت وسيلة فعالة نسبيًا للبنتاغون في تقويض قدرات خصمها الثاني الأعظم روسيا دون خسائر بشرية أمريكية، إذ تتعارض هذه الحرب مع نهج ترامب الانعزالي وتوتره مع التدخلات العسكرية الأجنبية وميله نحو تجنب إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعبّرت موسكو عن ارتياحها غير المعلن لنتيجة الانتخابات، فقد كانت تتوقع أن يكون العام القادم مقامرة محسوبة.

وركزت القوات الروسية خلال الفترة الماضية على التحصين حول مناطق عسكرية في دونباس لتكثيف الهجوم خلال الشتاء وإخراج كييف من المنطقة.


 النجاح في دونيتسك قد يفتح الطريق نحو مدن كبرى كدنيبرو وزاباروجيا، مما سيجعل العاصمة الأوكرانية ضعيفة وقابلة للسقوط، وقد يقلب موازين الحرب.

تحديات كبرى


وأكدت الشبكة الأمريكية مع ذلك، تواجه روسيا تحديات كبيرة؛ فقد أشار مسؤولون غربيون إلى أن معدل الخسائر الروسية المرتفع قد لا يكون مستدامًا دون تعبئة شعبية جديدة. وقد تُضطر موسكو إلى مواجهة نقص حاد في العتاد والذخيرة العام المقبل.

وأضافت، أنه لطالما اعتمد بوتين على قناعة ترامب بالانعزالية وعدم الثقة في تحالفات أمريكا طويلة الأمد. ومن المتوقع أن يشهد نهج ترامب في التعامل مع القضايا الخارجية ميولًا نحو الحلول السريعة التي لا تتطلب تعقيدات طويلة الأمد، فعلى غرار انسحابه من أفغانستان وتسوية لقاء سريع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قد يتعامل ترامب مع الحرب الأوكرانية بمنطق "الخروج السريع"، تاركًا كييف في حالة من الضعف والاضطراب.

إلى جانب ذلك، تأتي فترة ولاية ترامب المحتملة في وقت حرج لكييف. فقد خسر الجيش الأوكراني أراضي مهمة في الشرق؛ مما يجعل هذه الجبهة أكثر هشاشة، وكان هناك خلل واضح في سياسة حلف الناتو؛ إذ رفضت إدارة بايدن تسليح أوكرانيا بشكل يمكنها من هزيمة روسيا عسكريًا، تجنبًا لتصعيد قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق. لكن الناتو أيضًا لم يكن على استعداد لقبول هزيمة أوكرانيا.

وأشارت، أن هذا النهج المتناقض كان في نهاية المطاف أفضل من الطلب من أوكرانيا الاستسلام.

 
ولكن الآن، من الصعب أن يستمر الأوكرانيون في المعركة دون إيمان قوي بإمكانية الفوز. فليس من السهل طلب من الجنود الأوكرانيين تحمل القصف في الخنادق أو توجيه مدرعاتهم نحو مواقع العدو تحت نيران كثيفة، دون إيمانهم بأن تضحياتهم لها جدوى.

فوز ترامب


وأكدت الشبكة الأمريكية، أن فوز ترامب سيشكل أيضًا تحديًا سياسيًا للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي كان يعد أبرز ممثل لقضية أوكرانيا، ورغم نجاحه في السابق بجذب دعم دولي، إلا أن سجله السياسي المعقد مع ترامب، خاصة فيما يتعلق بطلب ترامب التحقيق في عائلة بايدن، قد يثقل عليه. 


هذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان زيلينسكي سيظل قادرًا على جذب الدعم العسكري والدبلوماسي لأوكرانيا.

أما على الجانب الروسي، فإن أي صفقة قد يدعمها ترامب ستكون في صالح موسكو، فروسيا أثبتت في أوكرانيا قدرتها على استغلال المفاوضات لكسب الوقت وتحقيق أهدافها العسكرية، ومن المحتمل أن يستغل بوتين أي مكاسب إقليمية لتحقيق انتصار محلي، ليعيد تنظيم قواته دون إنهاء طموحاته في المنطقة.

وفي النهاية، فإن أكبر خطر قد تواجهه أوكرانيا والناتو يتمثل في موقف ترامب المتساهل تجاه موسكو، الذي قد يمنح بوتين فرصة لتعزيز نفوذه في دول الجوار مثل جورجيا ومولدوفا.