ترامب يخطط لـ100 مرسوم في يومه الأول.. تغيير شامل في الأفق
ترامب يخطط لـ100 مرسوم في يومه الأول.. تغيير شامل في الأفق

مع توليه منصب الرئيس الأمريكي السابع والأربعين، يعتزم دونالد ترامب بدء فترة رئاسته بتطبيق سلسلة من القرارات الجريئة التي ستغير وجه السياسة الأمريكية بشكل جذري.
ومع قدوم يوم التنصيب، يتوقع أن يشهد البيت الأبيض موجة من التغييرات الكبيرة، حيث يخطط ترامب لتوقيع أكثر من 100 مرسوم رئاسي في أول يوم له في المنصب، محققًا رقمًا قياسيًا غير مسبوق.
تغييرات محورية
في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أكد ترامب أن أول يوم له في البيت الأبيض سيكون محوريًا في تغيير السياسات التي اعتمدها سلفه جو بايدن. ورغم أنه لم يحدد رقماً دقيقاً، إلا أن ترامب أكد أنه يخطط لتوقيع "عدد قياسي" من المراسيم فور أداء اليمين الدستورية.
وفي رد على سؤال الصحفية حول ما إذا كان سيوقع أكثر من 100 مرسوم، أجاب ترامب بحسم قائلاً: "في هذه الحدود على الأقل".
وقد كانت هذه التصريحات جزءًا من تعهداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، التي شددت على ضرورة التراجع عن سياسات إدارة بايدن والعمل على تنفيذ أجندة جديدة تمامًا.
ترامب، الذي يعتمد على قوة قراراته التنفيذية، ينوي إعادة صياغة العديد من القوانين والسياسات التي شكلت الأساس لإدارة بايدن، مع التركيز على قضايا مثل الهجرة والحدود.
الترحيل والحدود "البداية العاجلة"
من بين أولويات ترامب البارزة سيكون برنامج الترحيل الذي وعد به منذ حملته الانتخابية. حيث أشار أن واحدًا من أكبر الملفات التي سيعمل على معالجتها هو ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، الذين يقدر عددهم بحوالي 11 مليون شخص.
وأكد ترامب، أنه سيبدأ تنفيذ هذا البرنامج "سريعًا جدًا"، مشيرًا أن العملية ستكون شاملة وتستهدف جميع الولايات الأمريكية، مع التركيز على المدن التي تشهد كثافة في وجود المهاجرين غير الشرعيين مثل شيكاغو.
وقال ترامب - في تصريحات له على قناة "فوكس نيوز"-: إن إجراءات الترحيل ستكون شاملة "في جميع أنحاء البلاد".
وأوضح توم هومان، الذي سيشغل منصب المسؤول عن حماية الحدود في إدارة ترامب، أن العمل على تطبيق القانون سيكون متسارعًا في كافة الولايات، مع تركيز على المدن الكبيرة التي قد تكون معاقل لوجود المهاجرين غير الشرعيين.
وصرح هومان قائلاً: "شيكاغو ليست سوى مثال واحد من بين العديد من الأماكن التي سنركز عليها".
التغييرات في مراسم التنصيب "تكاليف الطقس الحاد"
كما شهدت التحضيرات لمراسم التنصيب بعض التعديلات غير التقليدية، حيث قرر ترامب أن يتم أداء اليمين داخل مبنى الكابيتول بدلاً من الخروج إلى الهواء الطلق كما جرت العادة.
هذا القرار كان مدفوعًا بتوقعات الطقس القارس الذي سيغطي العاصمة واشنطن في يوم التنصيب؛ مما دفع الفريق المنظم إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة بعد مرور 40 عامًا على آخر مرة حدث فيها ذلك.
وأضاف ترامب في تبريره للقرار: "أعتقد أننا اتخذنا القرار الصحيح، الطقس المتوقع يبدو سيئًا جدًا وباردًا، وكان ذلك يشكل خطرًا على سلامة الكثير من الناس".
وبذلك، يصبح يوم التنصيب 2025 هو الأول منذ أربعة عقود الذي يشهد إقامة المراسم داخل مبنى الكابيتول، مما يضيف بُعدًا جديدًا إلى الاحتفال الذي يُعد من أبرز التقاليد السياسية في الولايات المتحدة.
المرحلة المقبلة "إشارات من إدارة ترامب الجديدة"
يبدو أن الأيام الأولى لرئاسة ترامب ستكون مليئة بالتغييرات الجذرية، التي قد تؤثر بشكل كبير على السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
وبينما يخطط لإعادة ترتيب أولوياته على الفور، سيشمل ذلك تقديم سلسلة من المراسيم التنفيذية التي ستشكل التوجهات الكبرى لإدارته.
ومن المتوقع أن تشمل الأيام الأولى لإدارة ترامب تغييرات واسعة في مجالات متعددة مثل التجارة والبيئة، فضلاً عن استراتيجيات الأمن الوطني والهجرة، مع التركيز على تقليص التدخلات الحكومية في الاقتصاد، وتعزيز الأمن على الحدود.
لكن وسط هذه التغييرات، ستظل الأنظار متجهة إلى المدى الذي يمكن أن يبلغه ترامب في تحقيق أجندته، ومدى تأثير القرارات التنفيذية في المجتمع الأمريكي والعلاقات الدولية.