قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إسرائيل قبلت اقتراحًا لسد الخلافات التي تعيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، ودعا حماس إلى القيام بنفس الشيء، دون أن يقول ما إذا كانت المخاوف التي أشارت إليها الجماعة الفلسطينية قد تم تناولها أم لا، وفقًا لما نشرته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

مفاوضات عالية المخاطر

وبحسب الوكالة الأمريكية، فقد اكتسبت المفاوضات عالية المخاطر إلحاحًا في الأيام الأخيرة حيث يأمل الدبلوماسيون أن يردع الاتفاق إيران وحزب الله اللبناني عن الانتقام لعمليات القتل المستهدفة لاثنين من كبار المسلحين التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل. أثار تصاعد التوترات مخاوف من حرب إقليمية أكثر تدميرًا.

وتحدث بلينكن بعد عقد اجتماع لمدة ساعتين ونصف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم، قبل أن يتوجه صباح اليوم الثلاثاء إلى مصر وتتبعها زيارة إلى قطر لمزيد من المفاوضات، حيث أمضى الوسطاء الثلاثة أشهر في محاولة إنهاء الحرب في غزة، مع تعثر المحادثات مرارًا وتكرارًا.

وقال بلينكن للصحفيين - في اجتماع بنّاء للغاية مع رئيس الوزراء نتنياهو اليوم-، أكد لي "أن إسرائيل تدعم اقتراح سد الفجوة"، دون أن يذكر ما ينطوي عليه الاقتراح. "الخطوة المهمة التالية هي أن تقول حماس "نعم".

قضايا خلافية

وأكدت الوكالة،أن بلينكن أكد أنه حتى لو قبلت حماس الاقتراح، فإن المفاوضين سيقضون الأيام القادمة في العمل على "تفاهمات واضحة بشأن تنفيذ الاتفاق"، مشيرًا إلى إن هناك "قضايا معقدة" ما تزال تتطلب "قرارات صعبة من القادة"، دون تقديم تفاصيل.

وقالت حماس، إنها فقدت الثقة في الولايات المتحدة كوسيط، متهمة المفاوضين الأميركيين بالانحياز إلى إسرائيل لأنها تقدم مطالب جديدة ترفضها الجماعة المسلحة. ولم يذكر بلينكن ما إذا كان الاقتراح يعالج مطلب إسرائيل بالسيطرة على ممرين استراتيجيين داخل غزة - والذي قالت حماس إنه غير قابل للتنفيذ - أو قضايا أخرى أفسدت المفاوضات لفترة طويلة.

وقال نتنياهو، إنه عقد "اجتماعًا جيدًا ومهمًا" مع بلينكن، وأشاد "بالتفاهم الذي أظهرته الولايات المتحدة لمصالحنا الأمنية الحيوية، إلى جانب جهودنا المشتركة لإطلاق سراح رهائننا".

وأضاف أن الجهود جارية لإطلاق سراح أقصى عدد من الرهائن في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

رحلة بلينكن

وتابعت الوكالة الأمريكية، أن رحلة بلينكن التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الصراع تأتي بعد أيام من تعبير الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن تفاؤل متجدد بأن الاتفاق قريب. لكن حماس أعربت عن استيائها العميق من الاقتراح الأخير، وقالت إسرائيل إن هناك نقاطا لا ترغب في التنازل عنها.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال بلينكن، إنها كانت "لحظة حاسمة"، و"ربما الفرصة الأخيرة" لتحرير الرهائن وتأمين وقف إطلاق النار.

وقال في إشارة مبطنة إلى إيران: "حان الوقت أيضًا للتأكد من عدم اتخاذ أي شخص أي خطوات من شأنها أن تعرقل هذه العملية".

 "ولذلك فإننا نعمل على التأكد من عدم حدوث تصعيد، وعدم حدوث استفزازات، وعدم حدوث أفعال من شأنها أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إتمام هذه الصفقة، أو تصعيد الصراع إلى أماكن أخرى وبشدة أكبر".