واشنطن تُوقف خطة إسرائيلية لتوسيع السيطرة في غزة بعد اتصالات رفيعة المستوى

واشنطن تُوقف خطة إسرائيلية لتوسيع السيطرة في غزة بعد اتصالات رفيعة المستوى

واشنطن تُوقف خطة إسرائيلية لتوسيع السيطرة في غزة بعد اتصالات رفيعة المستوى
نتنياهو

كشفت القناة الـ 14 الإسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية تدخلت بشكل مباشر لمنع الحكومة الإسرائيلية من توسيع نطاق سيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك عقب مشاورات أمنية عقدت في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ردًا على ما وصفته إسرائيل بانتهاكات جسيمة ارتكبتها حركة حماس.

وخلال تلك المشاورات الأمنية، التي عُقدت مساء أمس بحضور عدد من المسؤولين البارزين، تقرر مبدئيًا تنفيذ خطتين رئيسيتين: الأولى تكثيف الضربات الجوية ضد أهداف تابعة لحماس، والثانية توسيع نطاق المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع من 53% إلى نحو 70% من أراضي غزة.

اتصالات عاجلة بين القدس وواشنطن

وتابعت القناة العبرية، لم ينتهِ الاجتماع حتى جرت سلسلة من الاتصالات الهاتفية بين القدس وواشنطن، شارك في إحداها رئيس الوزراء نتنياهو، والوزير رون ديرمر، إلى جانب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمستشار المقرب منه.

ووفقًا للتقرير، فإن نتائج تلك الاتصالات كانت حاسمة؛ إذ تراجع نتنياهو عن خطة توسيع السيطرة الميدانية في غزة، وقرر تعليق الفكرة مؤقتًا بعد استيعاب الموقف الأمريكي وتحليل تبعاته.

آلية التنسيق بين تل أبيب وواشنطن

وأوضح التقرير، أن طريقة التواصل بين الطرفين لا تقوم على أساس طلب الإذن أو الموافقة المسبقة من واشنطن، بل على تبادل للأفكار والمقترحات العملياتية، مع الإصغاء جيدًا إلى نبرة وردود الفعل الأمريكية، ثم اتخاذ القرار النهائي بناءً على القراءة الإسرائيلية لتلك الإشارات.

ونقل التقرير عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: إن العلاقة مع الإدارة الأمريكية تُدار من خلال حوار مستمر، وأضاف أن إسرائيل لا تطلب إذنًا من واشنطن قبل كل خطوة، لكنها تحاول، قدر الإمكان، تجنب أي تحرك أحادي قد يفاقم التوتر أو يؤثر على التنسيق الأمني بين الجانبين.

علاقة معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا

وأشار المصدر إلى أن ما حدث الليلة الماضية يُعد مثالاً واضحًا على لحظة اختارت فيها إسرائيل التماشي مع الموقف الأمريكي، موضحًا أن هذا لا يجعل من إسرائيل دولة تابعة أو خاضعة، بل يعكس طبيعة العلاقة المعقدة بين البلدين، والتي تستدعي مزيجًا من الحذر والجرأة، والموازنة بين ضرورات التنسيق الاستراتيجي وحق اتخاذ القرار السيادي في المواقف الحساسة.

بهذا، يظهر أن واشنطن ما زالت تمارس نفوذها المباشر على القرارات الأمنية الإسرائيلية الكبرى، خصوصًا فيما يتعلق بالتطورات داخل قطاع غزة، في حين تحاول تل أبيب الحفاظ على هامش مناورة يتيح لها تنفيذ سياساتها الميدانية دون الاصطدام بالموقف الأمريكي الحازم حيال أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي.