إحصاءات تكشف تفشي كورونا بين العمال الأجانب وفشل النظام الصحي في قطر

إحصاءات تكشف تفشي كورونا بين العمال الأجانب وفشل النظام الصحي في قطر
صورة أرشيفية

بينما يتفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في قطر، التي تحاول جاهدة السيطرة عليها، ترتطم بصعوبة قوية في ذلك لضعف الجهاز الصحي بها وقلة إمكاناتها الطبية، فضلاً عن نقل تميم بن حمد لأغلبها إلى حلفائه بتركيا وإيران وتفضيلهم على أبناء شعبه.

وفي محاولة مخزية وبائسة، طوقت قطر الفيروس من خلال استغلال العمال الأجانب المساكين كدرع لها، بتكديسهم في معسكرات الموت داخل المنطقة الصناعية ليتفشى بينهم كورونا، لتسجل تلك الجنسيات المختلفة الإصابات الأعلى بالبلاد.

جنسيات وأعداد المصابين

قبل ساعات، أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية اليوم عن تسجيل 643 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد بحيث ارتفع الإجمالي لـ11311 حالة، أما أعداد الذين تم فحصهم في آخر 24 ساعة فبلغوا 2808 ليصل الإجمالي إلى 91415 كشفاً.

ووفقاً لأحدث إحصائية نشرها مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة حمد الطبية بقطر، فإن نسب الإصابة بفيروس كورونا في الدوحة، وفقاً للجنسية، فإن "الهند: 32%، نيبال: %20، بنجلاديش: 18%، باكستان: 6%، الفلبين: 4%، قطر: 6%"، وهو ما يظهر أن العمال الأجانب من آسيا، هم الضحايا الأكبر للفيروس، حيث قدمهم تنظيم الحمدين كقرابين لكورونا، بعدما فشلت وسائلهم في منع تفشيه.

كما أظهرت الإحصاءات، أن الإصابات وفقاً للجنس، سجلت بين ذكور 91%، وللإناث 9% من إجمالي الإصابات، وفيما يخص المكان، فإنه يوجد بالحجر الصحي 54% من المصابين، و8% في مرافق مؤسسة حمد، بينما ما زال ينتشر في المجتمع 33% من إجمالي نسبة المصابين.

اعترافات قطرية

وفي سابقة من نوعها، اعترف مدير إدارة تفتيش العمل في وزارة التنمية الإدارية والشؤون الاجتماعية القطرية، محمد المير، بأن العمال في بلاده يعانون من أوضاع صعبة، لاسيَّما في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي يعتبر أول تعليق محلي تجاه التقارير الحقوقية الدولية المتكررة بشأن أوضاع حقوق الإنسان فيها.

وأضاف المير: أن معظم الانتهاكات التي تحدث في معسكرات العمال تعود لأنها تستوعب عمالاً أكثر من قدرتها بكثير، مشيراً إلى أن الشقة المكونة من غرفتين إلى ثلاث يفترض أن تستوعب 5-6 عمال، لكن يسكنها في الحقيقة أكثر من 10 أشخاص وهو أمر غير قانوني، خاصة في ظل تفشي كورونا.

وادعى أن الوزارة تتواصل مع الشركات بشكل منتظم للطلب منها نقل العمال من المساكن المزرية إلى أخرى مناسبة تتوافق مع متطلبات السلام والصحة المهنية، وحث أصحاب الشركات على الالتزام بقواعد الصحة والسلامة التي أصدرتها الوزارة أخيراً بشأن كورونا، لأنهم في حالة المخالفة سيواجهون إجراءات وعقوبات قانونية، إلا أن حديثه يكشف أن الانتهاكات ما زالت مستمرة في معسكرات العمل، وأن قطر تتخذ من تلك المزاعم ستاراً للوفيات العالية بين العمال فيها.

لماذا سقط العمال ضحايا الفيروس؟

سجل الفيروس تلك النسب الكبيرة بين العمال الأجانب في قطر، لعدة أسباب، منها عزلهم في المنطقة الصناعية بالدوحة دون أي مراعاة للإجراءات الاحترازية والتعليمات الطبية لمنع انتشار المرض بينهم، فضلاً عن تدهور المعيشة في تلك المناطق، ورغم ذلك واصلت السلطات القطرية العمل في مشاريع بناء ملاعب كأس العالم والمشاريع الضخمة الخاصة بالمونديال، حيث يبلغ عدد الإصابات المؤكدة بين العمال النسبة الأكبر والمئات من الإصابات بقطر، التي لم تعلن حتى الآن عن الأعداد الحقيقية بينهم.

وبعد أن أغلقت عليهم معسكرات للموت وغياب الرعاية الصحية الكاملة عنهم، باتت السلطات القطرية تحرق جثث ضحايا العمال الأجانب في الخفاء بعيداً عن الأنظار العالمية، وهو ما اكتشفه القطريون بأنفسهم، الذين يشتكون من رائحة الحرائق المتكررة بشكل مثير للجدل.

منظمات دولية توثق انتهاكات قطر

ومنذ انتشار أزمة كورونا في قطر وبعد انتهاكاتها بحق العمال، شهد ذلك رفضاً عالمياً ضخماً، حيث طالب ائتلاف يضم 16 منظمة غير حكومية، بالإضافة لكل من "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش"، و"ميغرنتس رايتس" وهيئات حقوقية دولية أخرى، السلطات القطرية بضرورة حماية حقوق العمال الأجانب بالبلاد وحمايتهم من التمييز، في ظل انتشار فيروس كورونا.

ووجهوا رسالة إلى رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية، خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، تتضمن مطالبة الحكومة بالدوحة أهمية اتخاذ إجراءات لأجل مراعاة حقوق العمال الأجانب، وحذرت من مغبة التمييز ضدهم.

كما طالبوا قطر بأهمية استفادة كافة العمال الأجانب، بمن فيهم المخالفون، من الكشف عن فيروس كورونا والعلاج الطبي، في حال الإصابة، مشيرة إلى الذين لا يستطيعون العمل في الدوحة، بسبب الإصابة أو من جراء إجراءات الحجر الصحي، فينبغي أن يستمروا في الحصول على أجورهم.

ودعت السلطات القطرية إلى الحرص على ضمان عدم الإقصاء أو التمييز ضد العمال الأجانب خلال هذه الفترة التي تشهد انتشارا لفيروس كورونا، حيث إنه من الضروري ضمان استفادة هؤلاء العمال من الإجراءات الوقائية والصحية المطلوبة لوضعهم الهش.

وأوضحت أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم، كونها مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي وهو ما يعني أن العمال سيكونون حتماً أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس.

معسكرات للموت

فيما وثقت منظمة العفو الدولية تلك المعاناة الأخيرة للعمال في قطر، حيث أصيب منهم المئات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بسبب الظروف التي يعيشون فيها في المنطقة الصناعية بالدوحة.

وأضافت المنظمة: أنه بعد إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة، لتسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، بات الأمر أقرب بأن تلك التجمعات هي معسكرات للموت فيها.

وطالبت قطر بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا، خاصة للعاملين حيث إنهم لا يتلقون أي رعاية صحية حتى الآن، مضيفة أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم.