بعقوبات جديدة… أميركا تلاحق فيلق القدس الإيراني

تلاحق أميركا سمسار نفط مرتبط بفيلق القدس الإيراني

بعقوبات جديدة… أميركا تلاحق فيلق القدس الإيراني
صورة أرشيفية

كشفت الولايات المتحدة النقاب عن عقوبات مرتبطة بالإرهاب على عملية لتهريب نفط ذات صلات مع الحرس الثوري الإيراني، أمس الجمعة، بينما لا تزال المحادثات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي عالقة.

وجاء بيان الخارجية الأميركية يكشف عن العملية، حيث اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، الفرع الخارجي من الحرس الثوري الإيراني، المعروف باسم فيلق القدس، بتمويل أنشطته من عائدات مبيعات النفط الإيراني.

وقال "بلينكين": إن "الولايات المتحدة ستواصل فضح وتعطيل أولئك الذين يدعمون مثل هذه الجهود" ، موضحًا أن مبيعات النفط تعتمد على وسطاء أجانب لإخفاء تورُّط فيلق القدس.

تلاعُب الحبسي بالعقوبات

وحسبما ذكرت صحيفة "إيران إنترناشيونال"، فقد فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية عقوبات على محمود راشد عمرو الحبسي، سمسار نفط عمان، والذي قالت الولايات المتحدة إنه عمل مع كبار مسؤولي فيلق القدس، واستخدم العديد من الشركات لتسهيل شحنات النفط الإيراني للعملاء الأجانب.

وقالت الوزارة إنه لإخفاء التورط الإيراني والتهرب من العقوبات، تلاعب الحبسي بأنظمة التعرف الآلي الموجودة على متن السفن ووثائق الشحن المزورة ودفع الرشاوى. كما تم تصنيف شركات الحبسي، وهي شركة مسجلة في ليبيريا وواحدة في رومانيا واثنتان في عمان، بدعوى أنها ساعدت في تسهيل صفقات النفط.

وبحسب الصحيفة، يخضع الحبسي وشبكته للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يخول الإدارة منع الأصول الأميركية لأولئك الذين يرتكبون أو يشكلون خطرًا كبيرًا لارتكاب أعمال إرهابية.

عراقيل أمام المفاوضات

وأكدت "إيران إنترناشيونال" على أهمية هذه العقوبات التي في الوقت الذي تعثرت فيه المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا، والتي كانت آخرها في 20 يونيو، ووصلت إلى طريق مسدود.

ولم يتمكن الطرفان من الاتفاق على أنواع العقوبات التي سترفعها الولايات المتحدة مقابل عودة إيران إلى الامتثال بموجب الاتفاق النووي المخترق، إذ يقال إن المفاوضين الإيرانيين يطالبون برفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب والعقوبات الأخرى غير النووية، بما في ذلك شخصيات قيادية من الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى لإيران نفسه. 

وأشارت الصحيفة إلى عقبة أخرى محتملة في طريق المفاوضات، حيث تقول طهران الآن إنها بحاجة إلى نص في الصفقة يضمن لها ألا تتخلى الإدارات الأميركية المستقبلية عن الاتفاقية بشكل أحادى. 

سلسلة الحوادث البحرية

وقالت الصحيفة إنه مما يزيد من تعقيد آفاق المحادثات الدبلوماسية هي سلسلة من الحوادث البحرية التي ألقي باللوم فيها على إيران، بما في ذلك الغارة القاتلة التي استهدفت سفينة إسرائيلية بطائرة مسيرة قبالة سواحل عمان أواخر الشهر الماضي، حيث تعهدت الولايات المتحدة وشركاؤها برد جماعي على الهجوم على "ميرسر ستريت"، الذي أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم الروماني والبريطاني.

ماذا بعد؟

وعن التوقعات المستقبلية في مشهد المفاوضات الأميركية الإيرانية، قالت الصحيفة إنه جرى اختتام الجولة السادسة من المحادثات النووية في حزيران/ يونيو، ولم تقل الحكومة الإيرانية المتشددة الجديدة متى سيعود مفاوضوها إلى فيينا.

وفى الوقت ذاته، وفي إشارة إلى أن الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي منفتح على استئناف المفاوضات، قال رئيسي للحضور خلال حفل تنصيبه رئيسًا لإيران، الأسبوع الماضي، إن إيران "ستدعم أي خطة دبلوماسية" لرفع العقوبات.

وكان وزير الخارجية الأميركي بلينكين حذر من أن المحادثات "لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية" مع استمرار برنامج طهران النووي في التقدم في انتهاك للاتفاق متعدد الأطراف. وحذر مسؤولون أميركيون من أن إيران جمعت ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط.