اليمنيون في رمضان.. معاناة معيشية تفوق قدرتهم على التحمل

اليمنيون في رمضان.. معاناة معيشية تفوق قدرتهم على التحمل

اليمنيون في رمضان.. معاناة معيشية تفوق قدرتهم على التحمل
اليمن في رمضان

حلّ شهر رمضان هذا العام على اليمنيين في ظل أوضاع اقتصادية خانقة، حيث باتت أبسط مقومات الحياة اليومية تُشكل تحديًا يفوق قدرة الكثير من الأسر على التحمل. 


ومع ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، باتت موائد الإفطار تفتقر إلى الكثير مما اعتادت عليه في السنوات الماضية، مما ألقى بظلال قاتمة على أجواء الشهر الفضيل التي كانت تمتاز سابقًا بالتراحم والتكافل.

أسواق شبه مشلولة وارتفاع جنوني للأسعار

تشهد الأسواق اليمنية حالة من الركود الحاد، حيث باتت حركة البيع والشراء ضعيفة بشكل غير مسبوق، فارتفاع الأسعار جعل العديد من الأسر عاجزة عن شراء المواد الغذائية الأساسية، ناهيك عن السلع الرمضانية التي أصبحت تصنف ضمن قائمة الكماليات.

العملة المحلية تُواصل فقدان قيمتها بوتيرة متسارعة، ما أدى إلى قفزات غير متوقعة في أسعار السلع، حيث ارتفعت تكلفة المواد الغذائية الأساسية إلى مستويات تفوق قدرة المواطن العادي، ما جعل الاحتياجات اليومية تزداد صعوبة يومًا بعد يوم.

ويقول المواطنون إن الأسعار تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، في ظل غياب أي رقابة على الأسواق، حيث يتحكم التجار في الأسعار وفقًا لأوضاع العرض والطلب، دون أي تدخل لفرض ضوابط تمنع استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس.

غياب المساعدات وندرة مصادر الدخل


في ظل هذا الواقع المعيشي القاسي، كانت المساعدات الإنسانية تُشكل طوق نجاة لكثير من الأسر الفقيرة، إلا أن هذه المساعدات تراجعت بشكل كبير خلال العام الأخير، ما زاد من معاناة المواطنين.

مع انقطاع الرواتب للعام الثامن على التوالي، وجد الملايين من الموظفين أنفسهم أمام أزمة معيشية خانقة، حيث باتوا يعتمدون على مصادر دخل غير مستقرة، مثل الأعمال اليومية والمساعدات الخيرية التي تضاءلت بشكل غير مسبوق هذا العام.

حتى المبادرات الخيرية التي كانت تُضفي على رمضان طابعًا خاصًا تراجعت بشكل ملحوظ، حيث لم يعد التجار والميسورون قادرين على تقديم الدعم كما كان الحال في الأعوام السابقة، بسبب الضغوط الاقتصادية التي طالت الجميع.

رمضان بلا فرحة.. وواقع يزداد قسوة


لم يكن رمضان هذا العام كما اعتاده اليمنيون في السابق، حيث حل مثقلًا بالهموم الاقتصادية التي سرقت فرحة الشهر الفضيل، فالأسر التي كانت تستعد لاستقبال رمضان بشراء ما يلزمها من مواد غذائية، باتت اليوم تبحث عن الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية، بل إن البعض لم يعد قادرًا حتى على ذلك.

مشاهد الأسواق الرمضانية التي كانت تعج بالحركة في السنوات الماضية أصبحت باهتة هذا العام، فيما يقف الباعة لساعات طويلة دون أن يتمكنوا من تحقيق مبيعات تذكر.


أما الأطفال الذين كانوا ينتظرون رمضان بفرح وحماس، فقد وجدوا أنفسهم محرومين من بهجة هذا الشهر، بعدما أصبح تأمين الطعام والشراب تحديًا يوميًا تعيشه معظم الأسر.

أزمة بلا حلول في الأفق


وسط هذه الظروف، يبدو أن الحلول ما زالت بعيدة المنال، حيث لا توجد أي بوادر لتغير الوضع الاقتصادي نحو الأفضل في القريب العاجل، فالتدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية، وغياب أي سياسات اقتصادية فاعلة، واستمرار الحرب، كلها عوامل تساهم في تعميق الأزمة المعيشية.


ويقول الباحث السياسي اليمني، صهيب ناصر الحميري، إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تسببت على مر السنوات بما يحدث في اليمن حاليًا فقر وبطالة وأزمات كبري، وكل ما نراه اليوم نتاج حرب الحوثيين واليمن أصبح بشكل عام بلدًا صعب الحياة وكل شيء أصبح صعبًا للغاية. 


وأضاف الحميري - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن التدهور المعيشي في اليمن لم يكن وليد اللحظة، لكنه تفاقم بشكل غير مسبوق هذا العام، نتيجة تراجع المساعدات الدولية، وانكماش الأنشطة الاقتصادية، وغياب أي سياسات حقيقية للحد من معاناة المواطنين.