تفاصيل ليلة انقلاب القصر في عمّان.. وتأييد عربي لملك الأردن

شهدت الأردن محاولة انقلاب قام بها ولي العهد السابق وتم إفشالها واعتقال منفذيها

تفاصيل ليلة انقلاب القصر في عمّان.. وتأييد عربي لملك الأردن
العاهل الأردني

شهدت المملكة الأردنية الهاشمية حالة من استنفار أمني في عموم المملكة وسط انتشار وتنفيذ عناصر الجيش والشرطة، حملة اعتقالات بناء على معلومات استخباراتية، وتأمين قصر الملك في العاصمة "عمّان".

وبدأت الأحداث تتكشف بالإعلان عن اعتقال رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، مبعوث الملك الخاص السابق إلى المملكة العربية السعودية.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية "بترا" نقلا عن مصدر أمني، بأنه تم اعتقال عوض الله والشريف حسن بن زيد لأسباب أمنية.

البداية كانت حين تسرب خبر في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يفيد باعتقال السلطات الأردنية ولي عهد البلاد السابق، الأمير حمزة، الأخ غير شقيق للملك، ونحو 20 شخصا من المقربين منه، إثر ما وصفه مسؤولون بأنه تهديد لاستقرار البلاد.

وسرعان ما خرجت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" بخبر عاجل لنفي الخبر مؤكدة على لسان مصدر رسمي، أن الأمير حمزة بن الحسين ليس قيد الإقامة ولا موقوفاً كما تتداول بعض وسائل الإعلام.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أن الاعتقالات نُفذت بعد متابعة أمنية، وأن التحقيق في الموضوع جارٍ، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. 

وعُلم أنها نفذت من قبل قوة مشتركة من الأمن العسكري والمخابرات وبإشراف قائد الجيش.

وأوقفت السلطات الأردنية عدداً من المسؤولين الأردنيين السابقين والحاليين، من أبرزهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، إضافة إلى زعماء قبائل ومسؤولين في الأجهزة الأمنية وسط حديث عن "مؤامرة" لم تُكشف تفاصيلها بعد، فيما التحقيقات لا تزال جارية.

ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أكد مصدر أمني أن اعتقال عوض الله وآخرين، جاء بعد متابعة أمنية حثيثة. وبحسب مصادر "إندبندنت عربية"، جرى انتشار أمني كثيف بالقرب من القصور الملكية في منطقة دابوق، غرب العاصمة عمان.

 وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه كان لافتا استخدام مفردة اعتقال بدلا من توقيف في الخبر الرسمي الذي بثّته "بترا" من دون تفاصيل إضافية.

تضارب أنباء حول مصير الأمير حمزة

وفي السياق أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، "عدم صحة ما نُشر من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة،  لكنه أوضح أنه "طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات تُوظَّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة أجرتها الأجهزة الأمنية"، واعتُقل نتيجتها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون. 

وقال اللواء الحنيطي إن "التحقيقات مستمرة وسيكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح".

 وأضاف أن كل الإجراءات التي اتُّخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة، مشدداً على أن "لا أحد فوق القانون وأمن الأردن واستقراره يتقدمان على أي اعتبار آخر".

متابعة أمنية

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن مصادر مطلعة أن الاعتقالات ناهزت العشرين وشملت مرافقين ومقربين من الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق لملك الأردن.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أن الاعتقالات نُفذت بعد متابعة أمنية، وأن التحقيق في الموضوع جارٍ، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 وعُلم أنها نفذت من قبل قوة مشتركة من الأمن العسكري والمخابرات وبإشراف قائد الجيش.

الجامعة العربية تعلن تأييدها للأردن

وأعرب الأمین العام لجامعة الدول العربیة، أحمد أبو الغیط، عن "التضامن التام مع الإجراءات التي اتخذتھا القیادة الأردنیة لصیانة أمن المملكة والحفاظ على الاستقرار"، مؤكداً ثقته في "حكمة القیادة وحرصھا على تأمین استقرار البلاد بالتوازي مع احترام الدستور والقانون".

كما أعربت وزارة الخارجیة الكويتية عن وقوف البلاد إلى جانب الأردن، وتأییدھا "لكافة الإجراءات والقرارات التي اتخذھا" الملك عبد الله وولي العھد الأمیر الحسین "للحفاظ على أمن واستقرار" الأردن، مؤكّدةً أن "أمن واستقرار المملكة الأردنیة الھاشمیة من أمن واستقرار دولة الكویت".

تضامن مصري

من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تضامن مصر "الكامل ودعمها للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وقياداتها"، وذلك "في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضدّ أي محاولات للنيل منها".

وأضاف أن مصر تؤكّد أن "أمن واستقرار الأردن الشقيق هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي".

مجلس التعاون الخليجي يؤكد دعمه

وأكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، وقوف مجلس التعاون مع المملكة الأردنية و"دعمه لكل ما تتّخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار" في البلاد. 

وأكّد الحجرف أن أمن الأردن "من أمن دول المجلس".

كما أكّد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، "وقوفه وتأييده التام ومساندته الكاملة لكل القرارات والإجراءات التي يتخذها" العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "لحفظ أمن واستقرار الأردن الشقيق ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما".

وأصدر الديوان الملكي السعودي بياناً أكّد فيه وقوف المملكة "التام" إلى جانب المملكة الأردنية و"مساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه" العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين "من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما".
 
فيما أكّد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أن "أمن الأردن وسلامته قاعدة أساس في أمن العالم العربي وسلامته"، معرباً عن تضامنه مع القيادة الأردنية والملك عبدالله الثاني "في الدفاع عن مكتسبات الشعب الأردني وحماية استقراره ورفض التدخّل في شؤونه".