كورونا والعنصرية يزيدان من آلام عرب الأحواز في إيران

كورونا والعنصرية يزيدان من آلام عرب الأحواز في إيران
صورة أرشيفية

لم يغلق سيناريو عرب الأحواز، بل تزداد فصوله قسوة يوماً بعد يوم، مع تزايد حدة التمييز والاضطهاد الذي يمارسه النظام الإيراني، على أقلية الأحواز سواء من حملات الاعتقال العشوائية التي تمارس ضد المواطنين، أو اعتقال النشطاء المعارضين للحكومة، أو الامتناع عن استقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد؛ ما جعل منطقة الأحواز التي تقع بإقليم خوزستان بؤرة تضاهي باقي إيران في انتشار الوباء. 

ممارسات قمعية على عرب الأحواز 

وقالت جيلان فارس، 27 عاماً، من عرب الأحواز في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن أعداد الإصابات بفيروس كورونا زادت إلى مستويات خطيرة، وقوبل الأمر بإهمال شديد من قِبل السلطات الإيرانية، نحن نعاني من التهميش من قِبل الحكومة منذ زمن.

وتابعت جيلان: إن الحكومة الإيرانية تسعى لإبادتنا إبادة جماعية، وإن لم تقدر علينا بحملات الاعتقال التي طالت شقيقي الأكبر، فإنها تترك فيروس كورونا يفتك بنا، مؤكدة أن مراكز العزل ترفض استقبال حالات كورونا من عرب الأحواز بينما تستقبل الإيرانيين يومياً، والحكومة تعلم أن حالات الوفاة ارتفعت بإقليم خوزستان ولكن هل يعلم المجتمع الدولي وينقذنا من بطش واضطهاد الحكومة.

كورونا يدمر إقليم خوزستان

ومن ناحيته قال مرشد غيث، 57 عاماً، من عرب الأحواز، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، فيروس كورونا دمر ما تبقى لنا من الحياة داخل تلك الأرض، لافتاً أن أزمة الأحواز مع النظام لن تنتهي طالما اختلفت الملة الدينية، مشيراً أن إيران تضطهد السنة وتثير الحروب في الدول السنية، ولكن نحن نقع تحت أيديهم لذا تعرضنا للاضطهاد أكبر.

وتابع غيث: إن الأزمة مع النظام الإيراني من توليه أنه يسعى لإقامة دولة دينية شيعية تعيد له أمجاد دولة الفرس، ولا يدرك أن العالم تغير من حوله ولم يعد هناك إمبراطوريات، مشيراً أن العقوبات التي طالت إيران وقع أثرها على الجميع وانهارت الحالة الاقتصادية، ولكن إيران تصر على عنادها وبطش كل من أمام سلطانها، واليوم نحن نموت واحداً تلو الآخر في خوزستان والمستشفيات ترفض استقبالنا، وإن تظاهرنا من أجل استقبال الحالات المصابة يتم اعتقال العشرات منا مقابل إسكاتنا.

إيران ومجازر عرب الأحواز 

بينما قال آرام باران، 39 عاماً، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، السلطة تفتك بعرب الأحواز، ونتعرض لمجازر يومياً وحملات اعتقال، لافتاً أن ما يتعرضون له في أزمة كورونا هو استكمال لسلسلة التمييز العنصري ضد الأحواز، سواء لكونهم سنة أو لتمسكهم باللغة العربية ورفضهم التخلي عنها مقابل اللهجة الفارسية.

وتابع باران، لدي شقيقان تعرضا للاعتقال منذ عام ولا نعرف مكانهما، وأحدهما قاصر وعمره 14 عاماً، لافتاً أنه تم القبض عليهما عشوائياً أثناء خروج مظاهرات العام الماضي تندد بالاضطهاد الذي نتعرض له، ولم يكونا ضمن المشاركين، مشيراً أن السلطات الإيرانية لا تجري تحقيقات بل تصدر أحكاماً فورية بالسجن على المعتقلين من عرب الأحواز سواء نساء أو رجالاً فهم لا يفرقون في بطشهم وعنصريتهم.

خوزستان بؤرة لانتشار كورونا 

وأصبحت محافظة خوزستان، بؤرة رئيسية لانتشار الفيروس منذ شهر مايو الماضي، وتزايد بعد ذلك أعداد الوفيات والإصابات بشكل كبير.

وحسبما ذكر موقع راديو "فرادا" المتخصص في الشأن الإيراني، أن السلطات الإيرانية ضاعفت المعاناة على سكان المحافظة بحرمانهم من أجهزة التنفس الاصطناعي، ويقول مسؤول في جامعة جوندي شابور للعلوم الطبية، إن نقص هذه الأجهزة بات مشكلة خطيرة في المستشفيات التي تواجه أعداداً متزايدة من مرضى فيروس كورونا.

وقال الدكتور فرهاد أبو لنجندين في تصريحات صحفية: إن هناك 17 مستشفى على الأقل في المحافظة تعاني من نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي.

حملات الاعتقال في إيران

ومنذ أكثر من عامين شنت السلطات الإيرانية حملة قمع واسعة النطاق على الأقلية العرقية العربية الأحوازية، فاعتقلت المئات في محافظة خوزستان، جنوبي إيران، في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم الهجوم في الأحواز ذريعة لإلقاء اللوم على أفراد الأقلية العرقية العربية الأحوازية، ويشمل ذلك المجتمع المدني والناشطين السياسيين، بغية سحق المعارضة في محافظة خوزستان.

وقد حصلت منظمة العفو الدولية حتى الآن، من ناشطين عرب أحوازيين يعيشون خارج إيران، على أسماء 178 شخصاً تم اعتقالهم. وقد يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير؛ إذ أفاد بعض الناشطين خارج البلد باعتقال زهاء 600 شخص. كما أن هناك تقارير تفيد بأن الاعتقالات مستمرة على نحو يومي تقريباً.