مسيرة تركيا للاستبداد.. المحاكمات الصورية والاعتقالات تثير الغضب الشعبي
اثارت المحاكمات الصورية والاعتقالات في تركيا الغضب الشعبي
خلال العقد الأخير، انتشرت في تركيا المحاكمات الصورية وما توجبه من اتهامات باطلة لكل من يعارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنوعت هذه الاتهامات بين الإرهاب أو إهانة الرئيس أو تهديد الأمن القومي.
وبرزت قضية رجل الأعمال المحسن عثمان كافالا لتكشف الوجه القبيح لتركيا واستبداد الحكومة وقمع المعارضين بأبشع الطرق.
استبداد تركيا
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإنه من بين الأمثلة المختلفة للمحاكمات الصورية التي أجريت في تركيا على مدى السنوات الـ14 الماضية، ربما تكون قضية عثمان كافالا هي الأكثر فظاعة.
ويواجه رجل الأعمال والمحسن عقوبة السجن مدى الحياة بتهم ملفقة بالسعي للإطاحة بالحكومة، وخلال فترة حكمه الجائر البالغة خمس سنوات مضطربة كان كافالا خلالها على وشك الإفراج عنه ليواجه مزيدًا من التهم التي لا يمكن توقعها.
وقال مصدر حقوقي تركي: إن كافالا يعد رمزا لحملة قمع المعارضة من قبل نظام رجب طيب أردوغان الاستبدادي بشكل متزايد.
وتابع: إن توسط تركيا في الحرب الروسية الأوكرانية لا ينبغي أن يعفي تركيا من التزاماتها بسيادة القانون، ولا يحميها من عواقب انتهاكها.
خلاف تركي غربي
ووفقا للصحيفة البريطانية، فقد أثارت القضية بالفعل خلافًا بين أردوغان والغرب، حيث كان كافالا يقبع في السجن حتى قبل إدانته.
وأمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج عنه في عام 2019.
وكاد دبلوماسيون من 10 دول غربية مختلفة يتركوا تركيا العام الماضي بعد انتقادهم معاملته، وتراجعوا بعد أن زعم أردوغان التدخل الأجنبي في شؤون تركيا.
غضب شعبي
وأكد محللون أن التدخل الأجنبي في شؤون تركيا يعد الموضوع المفضل الذي يتكلم عنه أردوغان دائما بغض النظر عن الحالة المزرية للاقتصاد واحتجاجات 2013 التي اتُّهم كافالا بتنظيمها.
وأضاف المحللون: أن جنون العظمة لدى أردوغان واستهجانه ضد التدخلات الأجنبية الغامضة قد ازداد فقط منذ الانقلاب الفاشل في عام 2016.
ولكن في الحقيقة، فإن تأثيره الشديد على كل جانب من جوانب الحياة، من أسعار البنك المركزي إلى المحاكم، هو الذي يهدد طريقة حياة الشعب التركي، ويثير الغضب الشعبي.
وقال مصدر حقوقي: إن هناك حالة من الغضب تسود الشارع التركي، فالحكومة لم تكتفِ باستبدادها وظلمها للمواطنين، بل زادت من معاناتهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث بلغ التضخم رسمياً إلى 61 في المائة في شهر مارس.
وتابع: إن كافة هذه العوامل أدت إلى تآكل شعبية أردوغان، هذا مهم بالنسبة لانتخابات العام المقبل.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن قضية كافالا، وسجن السياسيين المعارضين مثل صلاح الدين دميرتاش، يمكن أن يعقد طلب تركيا لشراء طائرات مقاتلة أميركية من طراز F-16.
في غضون ذلك، تعتمد تركيا على أوروبا في أكثر من نصف تجارتها واستثماراتها، وهي حاجة زادت بسبب المشاكل الاقتصادية للبلاد.
وأكدت الصحيفة أن التصريحات الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومجلس أوروبا -التي تدعم حقوق الإنسان التي تنفذها المحكمة- مهمة.
ويحقق المجلس بالفعل في تجاهل أنقرة لحكم كافالا الصادر عن محكمة ستراسبورج، ويمكن أن تتم معاقبة تركيا في نهاية المطاف من خلال تعليق حقوق التصويت في المجلس.