تشهد السودان حاليا عمليات أمنية قوية ضد جماعة الإخوان المحظورة لتطهير البلاد منها، خاصة بعد كشف مخططاتها ضد الخرطوم ومحاولة تنفيذ أعمال إرهابية بها.

مخططات الإخوان الإرهابية

تمكنت السلطات السودانية من رصد سلسلة اجتماعات منظمة لأعضاء التنظيم المحظور، تهدف لتدمير جهاز الدولة، كما وصلت لمعلومات حول المضاربات الاقتصادية في الدولار والسلع الأساسية ضِمن مساعيها لخنق الاقتصاد السوداني وتدميره.

كما رصدت تحركات وأنشطة عناصر المؤتمر الوطني الذي تم حله والهادفة إلى التحريض والإعداد للتظاهرات وأعمال العنف والسلب والنهب ودفع المواطنين ضد جهاز الدولة الفيدرالي.

وأطلقت السودان حملة ضخمة ضد فلول نظام الإخوان البائد لتقويضهم والقبض عليهم، بهدف منع مخططهم ضد استقرار البلاد وزعزعة الفترة الانتقالية، عبر إشعال الحرائق في الولايات وممارسة عمليات عنف وتخريب واسعة، وتم القبض على نحو 170 عنصرا من التنظيم في ولايات القضارف، شمال كردفان، شرق دارفور، المتورطين في أعمال شغب ونهب وتخريب بتلك الولايات، من بينهم أمين حسن عمر أحد العقول المدبرة لتنظيم الإخوان.

إرهاب أمين عمر

تعتبر تلك هي أول مرة يتم القبض فيها على أمين حسن عمر منذ سقوط نظام الإخوان وعمر البشير في إبريل 2019، بعد تولي السلطة الانتقالية الحكم بالبلاد.

وتم إيداع أمين عمر لدى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة والإرهاب، لإجراء التحقيقات معه تمهيدا لمحاكمته، حيث تم القبض عليه بعد تقارير من لجنة تفكيك الإخوان، اتهمته بتنفيذ أعمال وأنشطة تستهدف استقرار البلاد وتقويض الحكومة الانتقالية.

مَن هو عمر؟

أمين حسن عمر عبد الله، هو سياسي سوداني بارز لدى الإخوان، ولد في نوفمبر 1951، بمدينة الأبيض بغرب السودان، ودرس في جامعة الخرطوم 1971 - 1975 بكلية العلوم السياسية، ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه بنفس التخصص.

كان أمين عمر من قيادات الصف الأول في نظام الإخوان، حيث تولى عدة مناصب، آخرها مسؤول ملف سلام دارفور في القصر الرئاسي، بمكتب سلام دارفور.

ومن بين المناصب التي تولاها، أنه كان ضابط علاقات عامة في شركة خاصة، ومديرا لمكتب النائب العام، وأمين عام وزارة الثقافة والإعلام، ومستشارا صحفيا لرئيس الجمهورية ووزير الثقافة والإعلام، ورئيس مجلس الإدارة ورئيس هيئة التحرير بالدار الوطنية للإعلام، ورئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتلفزيون، ورئيس مجلس إدارة شركة تقانة الاتصالات، ورئيس مجلس إدارة شركة هواتف للنداء الآلي، والمدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون.

كما شغل عضوية اللجنة الفنية لإعداد دستور 1998، واللجنة القومية لإعداد دستور 1998، وعضو الوفد الحكومي لمفاوضات الإيقاد، وعضو الفنية للدستور الانتقالي 2005، وعضو اللجنة القومية للدستور الانتقالي 2005، وعضو الوفد الحكومي لمفاوضات "دارفور – أبوجا".

وترأس الوفد الحكومي لمفاوضات دارفور بالدوحة من العام 2009 إلى العام 2011 وشغل إبان ذلك منصب وزير دولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة.

الفتى المدلل

أصبح أمين هو "الفتى المدلل" لزعيم جماعة الإخوان الإرهابية الراحل حسن الترابي، إلا أن الأمور تبدلت بعد انقسام الحركة الإسلامية السياسية، في بداية الألفية الثانية.

وبعد ذلك الانقسام بالحركة اختار أمين الانحياز إلى فريق الرئيس المعزول عمر البشير، الذي مكنه من عدة مناصب قيادية بالدولة.

وألقت السلطات السودانية، الجمعة، القبض عليه، بسبب نشاط مشبوه يستهدف استقرار البلاد.

 طوارئ بالسودان

أعلنت عدة ولايات سودانية فرض حالة الطوارئ، منها الجزيرة وسنار وشرق دارفور وشمال كردفان والقضارف، بعدما أصيب 12 فردًا من القوات النظامية في أعمال عنف بدارفور.

كما أصدرت ولايات سودانية -بينها الخرطوم- قوائم بالعناصر الإخوانية النشطة في أعمال التخريب للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وإنفاذًا لتوجيهات لجنة تفكيك الإخوان بهذا الخصوص، وشملت حملة الاعتقالات للواسعة العشرات من عناصر حزب المؤتمر الوطني الذي تم حله، المسؤول عن أعمال تخريب خطيرة مستغلاً الظروف الأمنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد حاليًا.

وأكدت لجنة تفكيك نظام المخلوع عمر البشير، في بيانها الأسبوع الماضي، أنها حصلت على معلومات كافية عن نشاط أعضاء حزب البشير الذي تم حله وتنظيمهم لأعمال حرق ونهب وإرهاب للمواطنين العزّل يجافي نسق الاحتجاج الذي درجت قوى الثورة بتنظيمه.

ووجهت اللجنة حكام الولايات ورؤساء لجان التفكيك فيها باتخاذ إجراءات جنائية ضد مرتكبي تلك الأعمال بواسطة النيابة العامة، وفقًا لقانون التفكيك ومكافحة الإرهاب.