جريمة إنسانية جديدة ارتكبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد رفضه السماح للمساعدات الإنسانية الأميركية بالوصول إلى أرمينيا، بمساعدة حليفه تميم بن حمد حاكم قطر.

فلم يكتفِ أردوغان بإشعال الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في جنوب القوقاز وقتل المدنيين بل منع المساعدات الإنسانية من الوصول لمتضرري الحرب.

رفض تركي

وقالت لجنة الطيران المدني الأرمينية في بيان: إن تركيا ترفض توفير مجالها الجوي لنقل المساعدات الإنسانية من لوس أنجلوس إلى أرمينيا.

وبحسب وكالة "أرمن برس" فإن رحلة الخطوط الجوية القطرية إلى أرمينيا المقرر لها 15 أكتوبر من طريق لوس أنجلوس إلى يريفان والتي تحمل مساعدات إنسانية لن تتم. 

وفشلت الشركة القطرية في تقديم أي مبرر لعدم القيام بالرحلة واتخاذ مسار آخر بدلاً من ذلك الذي تم إلغاؤه.

وكان من المفترض أن ترسل المساعدات الإنسانية التي جمعتها الجالية الأرمينية الأميركية إلى المدنيين المتضررين من حرب أرتساخ - أذربيجان. 

وأبلغت الخطوط الجوية القطرية لجنة الطيران المدني الأرمينية بإلغاء الرحلة في 14 أكتوبر، وذكر البيان أن الطائرة كان من المفترض أن تمر عبر الأجواء التركية، لكن تركيا رفضت وصول الشحنات الإنسانية إلى أرمينيا.

تعنت قطري

ووفقاً للصحيفة فإن تغيير مسار الرحلة عبر بلدان أخرى مثل الاتحاد الروسي أو جورجيا يستغرق ساعات فقط، لذلك كان يجب على شركة الطيران إيجاد طرق أخرى لنقل المساعدات الإنسانية. 

وبحسب معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن الخطوط الجوية القطرية لن تنقل الشحنة إلى أرمينيا، بعد قرار تركيا بغلق المجال الجوي.

قطر تخشى الغضب التركي إذا ما قررت شركة الطيران اتخاذ مسار آخر لإيصال الشحنة.

استغاثة أرمينيا

لا تعد هذه المرة الأولى التي تعرقل فيها تركيا نقل البضائع إلى أرمينيا. 

خلال فترة ما قبل الحرب، بدأت الدولة في خلق عقبات، حيث طلبت من شركات الطيران تقديم قائمة مفصلة بالبضائع أثناء مرورها عبر مجالها الجوي.

ووفقاً للوكالة فإن توفير المجال الجوي هو حق سيادي لكل دولة، وفقًا للممارسات الدولية، مع توفير بيانات مطلوبة فقط للبضائع الخطرة من أجل الاستجابة بشكل صحيح في حالة الطوارئ وفقاً لاتفاقية شيكاغو، المادة 5. 

وقال تاتيفيك ريفازيان، رئيس لجنة الطيران المدني في أرمينيا، إن هذه الشحنة اجتازت مرحلة التفتيش.

وتابع: "ناشدت لجنة الطيران المدني الأرمينية منظمة EUROCONTROL لسلامة الملاحة الجوية، حيث تم إرسال العديد من شحنات البضائع إلى أرمينيا من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وروسيا".

تركيا وراء الحرب

وفي تقرير سابق، كشف موقع "المونيتور" الأميركي، أن تركيا وراء إشعال حرب جنوب القوقاز، بعد الهدوء الذي دام المنطقة لعقود طويلة.

وقد يكون السبب وراء هذا العدوان هو فشل أردوغان في سوريا وليبيا والعراق وعدم تحقيق أي انتصارات إقليمية في كافة غزواته العسكرية.

بينما رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، أن السخط الشعبي وانهيار الاقتصاد وفقد العملة التركية ما يقرب من ٢٢% من قيمتها هذا العام وراء الغزو الأخير.

يخشى أردوغان من انهيار شعبيته وبالتالي يستغل ورقة القومية الوطنية للعب على وتر الحقوق السياسية لتركيا وكسب المزيد من الأصوات.

ولكن أردوغان لا يدرك أن مثل هذه الطريقة لم تعد تلقى إعجاب الاتراك في ظل تحميله للميزانية التركية أعباء مالية ضخمة، في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.