إرهاب الابتزاز.. نهج حكومة الوفاق للحصول على التأييد الروسي
رغم ما يدعيه يميناً ويساراً بمساعيه لحماية ليبيا وشعبها، إلا أن فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات الإرهابية والإخوان وقطر وتركيا، ينشر الفساد والتطرف بالبلاد، مقابل تمسكه بمنصبه، ليسخر كافة الأحداث حوله لخدمته، حتى ما يتنافى مع الأخلاقيات والإنسانيات.
عبر التضليل والابتزاز والاستغلال، تسعى حكومة الوفاق للسيطرة على ليبيا عبر أسلوب "حكومة العصابات"، مستعينة بأذرعها من الميليشيات الإرهابية والأشخاص التابعين لها، وعلى رأسهم خالد المشري، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة"، التي سقطت بالفعل مع انتهاء اتفاق الصخيرات.
تفاصيل التسريب
تم الكشف من جديد عن الوجه القبيح للوفاق وأتباعها ومن بينهم المشري، حيث نشر الصحفي الروسي ألكسندر مالكيفيتش مقطع فيديو لمكالمة هاتفية له مع المشري، الذي يحاول ابتزازه فيها لتحديد موعد بين فايز السراج مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتظهر المكالمة، تقديم المشري صفقة لمالكيفيتش يبتزه فيها، من أجل اعتراف روسيا بحكومة السراج مقابل الإفراج عن عالمي اجتماع روسيين محتجزين في سجون إحدى ميليشيات السراج الإرهابية بمدينة طرابلس، حيث كانت ميليشيا "الردع" بقيادة عبدالرؤوف كاره قبضت على ماكسيم شوغالي وسامر سويفان، عالمي الاجتماع الروسيين بتهمة التجسس، في مايو 2019.
واستغل ذراع قطر وتركيا لحكم ليبيا رغبة روسيا في استعادة علمائها من أجل الحصول على تلك الفرصة وابتزاز موسكو للحصول على ذلك التصريح، لتقوية الحكومة غير الشرعية التي سقطت في نظر المجتمع العالمي، حيث ضغط بأنه يستطيع أن ينقل القضية إلى المحكمة، والتي ستحتاج لوقت طويل من أجل إنهائها وهو ما يمكن تسويته سريعاً دون اتهامات.
ماذا قال الصحفي الروسي؟
وعلق الصحفي الروسي على المكالمة الحديثة، بقوله إنها "لا تليق بشخصية سياسية"، مؤكداً أن الحديث كان في صيغة الابتزاز الواضح، حيث إن المشري اشترط تغييراً في الموقف الرسمي الروسي بشأن الصراع في ليبيا وتنظيم لقاء للسراج ببوتين لدعم الحكومة المنهارة.
وأشار الروسي إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي تبتز فيها الوفاق بلاده، حيث إنه في أكتوبر 2013، هاجم إرهابيون السفارة الروسية في طرابلس، وأحرقوها بزعم أن ذلك رد فعل على مقتل مواطن ليبي على يد فتاة روسية، بينما الحقيقة كانت بسبب موقف موسكو الرافض لتوجهات المؤتمر العام وقتها.
من هو خالد المشري؟
خالد المشري.. هو إخواني بارز في ليبيا، يتولى منصب صوري كرئيس مجلس الدولة الليبي، ولكنه يتولى فعلياً دور المسؤول الأول عن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، في طرابلس، بهدف السيطرة على مقدرات ليبيا وإيواء المتطرفين، حيث إنه بمثابة واجهة لتحسين صورة الإخوان وتضليل الرأي العام المحلي تجاه القضايا الوطنية.
في مارس 2019، تم فضح أمره من خلال زيارته السرية بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لتبدأ بعدها الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس تلقي الدعم العسكري والمادي ومساندة الميليشيات المسلحة التي يدعمها تنظيم الإخوان الإرهابي، ضد الجيش الليبي.
وكشفت وثائق أخرى نهب خالد المشري أكثر من 190 مليون دولار من ثروات الشعب وإنفاقها على تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، لذلك سارعت هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا، بمطالبة برفع الحصانة عن خالد المشري، والتحقيق معه في مخالفات وتجاوزات مالية وإدارية قام بها أثناء رئاسته للجنة المالية بالمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
كما يرتبط المشري بعلاقات وثيقة مع الإخواني الليبي المقيم في تركيا علي الصلابي، حيث يهدفان لتحقيق المخطط التركي بحشد الشارع الليبي لدعم التنظيم، واستغلال البلاد لصالح رجب طيب أردوغان باستنزاف ثرواتها.
ابتزاز معتاد
من ناحيته، علق المحلل السياسي الليبي، أحمد بلقاسم، على ذلك الأمر، بتنديده الشديد ورفضه لمواقف حكومة الوفاق الفاسدة المتكررة، مؤكداً أن التسريب الأخير يكشف تسييس أحكام القضاء وسيادة الفساد والابتزاز والاستغلال.
وأضاف بلقاسم: أن ذلك الأمر يرجح أن الكثير من المواقف المؤيدة لحكومة الوفاق تمت من خلال تلك الأساليب الابتزازية، والتي تمت بموجب ضغط واتفاقات سرية، مشيراً إلى أن الغطاء الشرعي الدولي لها سقط كلياً حيث بات يرفضها العالم أجمع للتأكد من كونها مدعومة من أطراف خارجية منهم الإخوان وقطر وتركيا.
وأشار إلى أن لحكومة الوفاق تاريخاً من الابتزاز، منها اختطاف أربعة من دبلوماسيين مصريين بطرابلس في 2014 مقابل إطلاق سراح الإرهابي شعبان هدية "أبو عبيدة الزاوي"، في محاولة لابتزاز الموقف السياسي المصري، بجانب واقعة ذبح أقباط مصريين شاط مدينة سرت الليبية، وغيرها من الكثير من المواقف غير الآدمية التي باتت معروفة للجميع حالياً.