ضربات أمريكية مكثفة على الحوثيين: رسالة ردع أم بداية تصعيد طويل الأمد؟
ضربات أمريكية مكثفة على الحوثيين: رسالة ردع أم بداية تصعيد طويل الأمد؟

في خطوة تصعيدية تحمل تداعيات واسعة، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن هجوم استباقي مكثف على جماعة الحوثيين في اليمن، في محاولة لوقف تهديداتهم المستمرة للملاحة في البحر الأحمر.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت ستنجح في تحقيق نتائج فعّالة ضد جماعة أثبتت قدرتها على الصمود في وجه أعداء أقوياء على مدى سنوات.
هجمات أمريكية غير مسبوقة تستهدف الحوثيين
وفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن الضربات الجوية الأخيرة جاءت كرسالة قوة ساحقة، متجاوزة في شدتها الهجمات التي أمرت بها إدارة الرئيس جو بايدن في السابق.
وشملت هذه الهجمات استهدافًا مباشرًا لقيادات الحوثيين، وهو ما امتنعت عنه إدارة بايدن تجنبًا للتصعيد.
وأشار المسؤولون إلى أن هذه الحملة العسكرية تهدف أيضًا إلى توجيه رسالة تحذيرية قوية لإيران، الداعم الأكبر لجماعة الحوثيين، بالإضافة إلى التأكيد على عزم الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات عسكرية حازمة في الشرق الأوسط، ووصف المسؤولون الهجمات بأنها بداية لحملة مستمرة قد تستمر لأسابيع عدة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في تصريح لشبكة "فوكس نيوز": "حرية الملاحة مبدأ أساسي ومصلحة وطنية جوهرية، بمجرد أن يتوقف الحوثيون عن استهداف سفننا وطائراتنا، ستنتهي هذه الحملة، ولكن حتى ذلك الحين، سنواصل التصعيد بلا هوادة".
هل تنجح استراتيجية ترامب في كبح الحوثيين؟
حذّر خبراء عسكريون من أن هذه الضربات قد تُؤدي إلى تصعيد أكبر بدلًا من تهدئة الأوضاع، محمد الباشا، مؤسس شركة "باشا ريبورت" المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، وقال: "الاعتقاد بأن الحوثيين سيخضعون ببساطة بعد موجة من الضربات الجوية أمر غير واقعي، سيواصلون الرد بشكل عنيف، ما قد يدخل المنطقة في دوامة من التصعيد المتبادل".
وأشار المحلل إلى أن الحوثيين قد يوسعون هجماتهم لتشمل قواعد أمريكية في جيبوتي أو الإمارات العربية المتحدة، كما قد يعيدون استهداف السعودية للضغط على واشنطن.
تداعيات إقليمية ودولية
شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا متزايدًا في المنطقة، حيث تعرضت أكثر من 100 سفينة تجارية لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أواخر عام 2023، وأسفر ذلك عن غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة.
وبررت إدارة ترامب الضربات الأخيرة بأنها استهدفت منصات إطلاق صواريخ كانت تُنقل نحو السواحل اليمنية استعدادًا لهجمات على السفن التجارية، كما استهدفت الغارات منازل قيادات حوثية في العاصمة صنعاء ومدينة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة.
وصرح مايك والتز، مستشار الأمن القومي، قائلًا: "لقد كانت هذه استجابة ساحقة استهدفت عددًا من قيادات الحوثيين وتم القضاء عليهم".
وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن الغارات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 مدنيًا وإصابة 101 آخرين.
إيران.. تهديد بالتصعيد
ورفض الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، اتهامات ترامب بشأن دعم طهران للحوثيين، وهدد بأن بلاده ستوجه "ردًّا حاسمًا ومدمرًا" على أي هجوم أمريكي مباشر يستهدف إيران.
ورغم تراجع عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن بسبب تكثيف عمليات التفتيش البحرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أن تقارير غربية أفادت بأن إيران تمكنت من إيجاد طرق تهريب بديلة لتعزيز دعمها للحوثيين.
أوضحت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، أوضحت أن استهداف الحوثيين يهدد بإزالة أحد آخر أدوات الضغط الإيرانية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضافت: "الحوثيون يتمتعون بدرجة كافية من الاستقلالية والقدرة التي تجعلهم مصدر إزعاج مستمر، حتى في حال توصلت واشنطن إلى اتفاق مع طهران".