روايات مرعبة.. شهادات الأطباء في غزة تكشف استهداف إسرائيل للأطفال
روايات مرعبة.. شهادات الأطباء في غزة تكشف استهداف إسرائيل للأطفال
كشف الأطباء الأجانب عن استهداف القناصة الإسرائيليين للأطفال الفلسطينيين في حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث أكدت الدكتورة فوزية علوي التي تقوم بجولاتها في وحدة العناية المركزة في يومها الأخير في المستشفى الأوروبي العام المدمر في جنوب غزة، عندما توقفت بجوار شابين وصلا مصابين بجروح في الوجه وأنابيب تنفس في القصبة الهوائية.
استهداف الأطفال
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن كافة الإصابات تكشف استهداف القناصة لرؤوس الأطفال، وكان معظمهم في السابعة والثامنة من عمرهم، وأكد طبيب كندي أن الوضع في غزة بالنسبة للأطفال مرعب.
وقال طبيب كندي: "لم يكونوا قادرين على التحدث، وهم مشلولون، لقد كانوا مستلقين حرفيًا كالخضروات على تلك الأسرة. ولم يكونوا الوحيدين، ورأيت حتى أطفالاً صغاراً مصابين بطلقات مباشرة من قناص في الرأس وفي الصدر.
وقالت علوي: "لم يكونوا مقاتلين، بل كانوا أطفالاً صغاراً".
ويشكل الأطفال أكثر من واحد من كل ثلاثة من بين أكثر من 32 ألف شخص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أشهر على غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وأصيب عشرات الآلاف من الشباب بإصابات خطيرة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف.
روايات مرعبة
قدم تسعة أطباء لصحيفة الغارديان روايات عن عملهم في مستشفيات غزة هذا العام، وجميعهم من المتطوعين الأجانب باستثناء واحد. وكان تقييمهم المشترك هو أن معظم الأطفال القتلى والجرحى الذين عالجوهم أصيبوا بشظايا أو احترقوا خلال القصف الإسرائيلي المكثف للأحياء السكنية، والذي أدى في بعض الحالات إلى إبادة عائلات بأكملها وقُتل أو أصيب آخرين جراء انهيار المباني، ولا يزال عدد أكبر في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
لكن الأطباء أفادوا أيضًا بمعالجة عدد كبير من الأطفال والمسنين وغيرهم ممن لم يكونوا مقاتلين، والذين أصيبوا برصاصة واحدة في الرأس أو الصدر.
وقال بعض الأطباء: إن أنواع الجروح ومواقعها، وروايات الفلسطينيين الذين أحضروا الأطفال إلى المستشفى، دفعتهم إلى الاعتقاد بأن الضحايا كانوا مستهدفين بشكل مباشر من قبل القوات الإسرائيلية.
وأضاف أطباء آخرين : أنهم لا يعرفون ملابسات إطلاق النار، لكنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء عدد الأطفال الذين أصيبوا بجروح خطيرة أو قُتلوا بطلقات نارية واحدة، وأحياناً برصاص من العيار الثقيل، مما تسبب في أضرار جسيمة لأجساد الصغار.
وفي منتصف فبراير، اتهمت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي باستهداف المدنيين الفلسطينيين الذين من الواضح أنهم ليسوا مقاتلين، بما في ذلك الأطفال، أثناء بحثهم عن مأوى.
وذكرت المجموعة أن بعضهم كان يحمل قطعًا من القماش الأبيض عندما قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له، قائلة: "لقد صدمنا من التقارير التي تتحدث عن الاستهداف المتعمد والقتل خارج نطاق القضاء للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجأوا إليها، أو أثناء فرارهم".
استهداف المدنيين عمدًا
شاركت الصحيفة البريطانية، أوصافًا وصورًا لجروح ناجمة عن طلقات نارية أصيب بها ثمانية أطفال مع خبراء عسكريين وأطباء شرعيين، وقالوا: إنه كان من الصعب تحديد ظروف إطلاق النار بشكل قاطع بناء على الأوصاف والصور فقط، رغم أنهم تمكنوا في بعض الحالات من التعرف على الذخيرة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي.
يبدو أن روايات شهود العيان وتسجيلات الفيديو تدعم الادعاءات بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، خارج نطاق القتال مع حماس أو غيرها من الجماعات المسلحة. وفي بعض الحالات، وصف الشهود تعرضهم لإطلاق النار أثناء التلويح بالأعلام البيضاء.
وذكرت صحيفة هآرتس يوم السبت، أن إسرائيل تطلق النار بشكل روتيني على المدنيين في المناطق التي أعلنها جيشها "منطقة قتال".
ينشر جيش الدفاع الإسرائيلي القناصين - أو القناصين، كما يطلق عليهم الجيش - خلال العمليات القتالية، وغالباً كجزء من وحدات النخبة، ويتم تدريبهم على "استهداف التهديدات الإرهابية الصعبة بشكل خاص والقضاء عليها"، وفقًا لتعريف الجيش نفسه.
وقد قامت جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية والأجنبية بتوثيق تاريخ طويل من قيام القناصة بإطلاق النار على الفلسطينيين العزل، بما في ذلك الأطفال، في غزة والضفة الغربية.
ويتحدث الفلسطينيون في غزة أيضًا عن تطور جديد مرعب في حرب غزة الأخيرة - طائرات بدون طيار مسلحة قادرة على التحليق فوق الشوارع والتقاط الأفراد، وتُستخدم بعض هذه الطائرات، التي يطلق عليها اسم المروحيات الرباعية، كقناصة يتم التحكم فيها عن بعد، ويقول الفلسطينيون إنها استخدمت لإطلاق النار على المدنيين.