قمة بريكس 2024.. الإمارات وروسيا يقودان ثورة جديدة في الاقتصاد العالمي

قمة بريكس 2024.. الإمارات وروسيا يقودان ثورة جديدة في الاقتصاد العالمي

قمة بريكس 2024.. الإمارات وروسيا يقودان ثورة جديدة في الاقتصاد العالمي
قمة البريكس

تُعتبر القمة السنوية لمجموعة بريكس التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، بداية حاسمة للتكتل الموسع، والذي يمثل الآن 36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و45% من سكان العالم، تأتي هذه القمة في وقت تسعى فيه الدول الأعضاء إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتعزيز مؤسسات مثل بنك التنمية الجديد، حسبما ذكرت صحيفة "آربيان بيزنس" البريطانية.

حضور إماراتي متميز


وبحسب الصحيفة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تستعد لحضور قمة بريكس للمرة الأولى منذ انضمامها إلى التكتل الموسع في يناير الماضي، في ظل توطيد العلاقات مع روسيا واستراتيجية دبلوماسية مدروسة قد تؤثر على اتجاه المجموعة، على الرغم من التحديات الجيوسياسية، يبقى هناك أمل في استغلال هذه العلاقات المتنامية.

ووفقًا للتقارير، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وروسيا رقماً قياسياً قدره 11 مليار دولار في عام 2023، مما يمثل زيادة بمقدار أحد عشر ضعفًا خلال العقد الماضي، على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

تحولات تجارية واقتصادية


قال نيكولا ميشيلون، الرئيس التنفيذي لشركة "آسيا إنتليجنس أدفيسوري": إنه يجب تتحول بريكس إلى منصة تقدم شيئًا ملموسًا، وتأتي الإمارات في الوقت المثالي لأنها تتصدر قائمة العديد من هذه التحديات.

وتابع: أن زيارة رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، لموسكو قبل القمة، والتي التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تُبرز عمق العلاقة بين الدولتين.

ومع ذلك، تواجه هذه الشراكة المتزايدة تحديات معقدة في ظل التوترات الإقليمية والضغوط العالمية.

قال المهدي جاسم غلوم، محلل الأمن الإقليمي في Le Beck International: "تبدو الإمارات واحدة من الدول القليلة في العالم - إن لم تكن الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط - التي تم دعوة قيادتها إلى كل من مقرات الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي تقريبًا بفارق شهر".

لقد تطورت العلاقة التجارية بشكل كبير منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، حيث أصبحت تتركز بشكل متزايد في قطاعات معينة.

وقال نيكولا ميشيلون: "في عام 2022، شكلت صادرات الذهب أكثر من 66 في المئة من صادرات روسيا إلى الإمارات، بينما شكلت الألماس أكثر من 20 في المئة"، مضيفًا أن الإمارات قد زادت أيضًا بشكل كبير من وارداتها من مشتقات النفط الروسية لإعادة تصديرها إلى آسيا وإفريقيا.

التوازن الدقيق للعلاقات الاقتصادية


وأكدت الصحيفة، العلاقة بين دول البريكس تواجه تحديات عملية فورية، خاصة فيما يتعلق بطرق التجارة، إذ تهدد النزاعات الأخيرة الممرات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر وتثير المخاوف بشأن مضيق هرمز، مما يدفع أعضاء بريكس إلى البحث عن بدائل.

وأضافت، أنه على الرغم من هذه التحديات، وصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين الدولتين إلى أكثر من 7 مليارات دولار، غالبًا من خلال صناديق الثروة السيادية، مما يشير إلى تعميق العلاقات بينهما بما يتجاوز التجارة.

و وصف غلوم العلاقات الروسية الإماراتية بأنها "شراكة استراتيجية"، مشيرًا إلى أنه "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتم التعامل مع بعض علامات التوتر بين الإمارات وإيران، وربما حتى يتم الوساطة بشأنها من قبل روسيا".

وأضافت الصحيفة، أن القمة التي تستمر حتى يوم الخميس تمثل لحظة حاسمة للتكتل الموسع، الذي يُعد الآن معبرًا عن 36 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و45 في المئة من سكان العالم، مما يقدم فرصًا وتحديات لأحدث أعضائه وهم يسعون إلى تحقيق توازن بين مصالحهم الاستراتيجية المتعددة في عالم يزداد تعددية.