إفريقيا في 2020.. حروب وإرهاب ووباء وأطماع خارجية
مر عام 2020 على القارة الإفريقية مليئا بالأحداث سواء السياسية أو الهجمات الإرهابية، لكن البطل الحقيقي لجميع تلك الأحداث كانت جائحة فيروس كورونا المستجد، التي ضربت دول القارة، لاسيَّما بعدما نجحت دول القارة في تسجيل أعداد قليلة نسبيا في الشهر الأخير في العام، لكن الفيروس عاد ليضرب بقوة عبر السلالة الجديدة في جنوب إفريقيا ونيجيريا.
رحلة صعود الفيروس
بعد أن نجت إفريقيا نسبيا من تداعيات فيروس كورونا المستجد، تستعد القارة الفقيرة للموجة الثانية من الوباء، واضعة في الاعتبار كيف تمكن كوفيد-19 مجدداً من ضرب مساحات شاسعة في الدول المتقدمة في قارة أوروبا وشمال إفريقيا، حيث تضطر الدول الأكثر تضررا في القارة مرة أخرى إلى التفكير في إجراءات صارمة متعلقة بالصحة العامة، بينما تنتظر وصول اللقاح.
في جنوب إفريقيا، تسبّبت بداية الصيف في اختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى المنتجعات الساحلية، لكن هذا العام، لن يقضي السكان أياماً طويلة على الشاطئ؛ إذ ينتشر فيروس كورونا في الوجهات السياحية الشهيرة بسرعة تنذر بالخطر.
كما أمرت السلطات بإغلاق جزئي، وفرضت قيوداً على حجم التجمعات وحظر تجول ممتد.
لكن في أَرْجاء القارة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.2 مليار نسمة، هناك تناقضات صارخة في تفشي الوباء؛ إذ تظهر حالات جديدة في شرق إفريقيا وفي شمال وجنوب إفريقيا، لكن التفشي في غرب إفريقيا يتراجع، حسب المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابع للاتحاد الإفريقي.
قارة الهجمات الإرهابية
سجلت القارة زيادة في عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 18% خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2020 مقارنة بالفترة ذاتها من 2019.
وتقول الدكتورة هبة فرج، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن التنظيمات الإرهابية في القارة وعلى رأسها بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال، استغلت الأوضاع التي تمر بها القارة خلال عام 2020، وكثفت من هجماتها بعد فترة سبات، حيث ذكرت تقارير دولية أن القارة شهدت بالأشهر الـ6 الأولى من العام نحو 1168 هجمة إرهابية مقارنة بـ982 اعتداء إرهابيا في 2019، فيما سجلت عدة دول إفريقية بعد ذلك هجمات إرهابية أبرزها في نيجيريا وموزمبيق ومالي والصومال.
وأضافت خبيرة الشؤون الإفريقية: "الهجمات المسجلة في 2020 تمدد النشاط الإرهابي إلى دول أخرى كانت إلى وقت قريب بعيدة عن الخطر الإرهابي، من ذلك منطقة البحيرات الكبرى وجنوب إفريقيا وغربها، وكانت معظم الهجمات لحركة بوكو حرام الإرهابية".
انقلاب مالي
قاد العقيد ساديو كامارا، انقلابا في الجيش المالي واعتقل وزير المالية عبدالله دافي، رئيس أركان الحرس الوطني، وموسى تمبيني، رئيس جمعية مالي الوطنية، وزعم كامارا فيما بعد أن الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا ورئيس الوزراء بوبو سيسي قد اعتقلا في مقر الإقامة السابق في باماكو.
كما أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي أن كيتا وسيسي ومسؤولين آخرين قد تم اعتقالهم ودعا إلى إطلاق سراحهم، ومع انتشار أنباء الانقلاب، تجمّع مئات المتظاهرين عند نصب الاستقلال التذكاري في باماكو للمطالبة باستقالة كيتا.