«الأونروا» عاجزة.. واللاجئون الفلسطينيون: ننتظر مجاعة قادمة
شهد العام الحالي تفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين بسبب تفشي وباء "كورونا" والأزمة المالية المصاحبة له، حيث عانت وكالة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من أزمات متتالية وشح شديد في التمويل هو الأكثر صعوبة منذ تأسيسها بعد أن اضطرت عدة دول مانحة لتأخير سداد تعهداتها المالية بالإضافة إلى تجميد الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها والتي تفوق 30% موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مما دفع الفلسطينيين للاستغاثة بالوكالة ومطالبتها بسرعة إيجاد حلول بديلة قبل بداية الموجة الثانية من تفشي فيروس "كورونا" وما سيصاحبها من إجراءات شديدة الصعوبة.
«الأونروا» العجز يتجاوز الـ 200 مليون دولار وبرمجة جديد لتوزيع المعونات
أعلنت وكالة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المعنية بتقديم خدمات خاصة بالتعليم والرعاية الصحية والإغاثة، والخدمات الاجتماعية، والبنية التحتية، وتحسين المخيمات، معاناتها مع عجز مالي ضخم يقدر بـ 200 مليون دولار أميركي تقريبًا، موضحة أن العجز الضخم سيتسبب في عجزها عن دفع رواتب موظفيها لشهر أكتوبر الحالي وتقليص خدماتها التي يستفيد منها عدد هائل من الفلسطينيين يقترب من الـ 6 ملايين لاجئ في مختلف أماكن اللجوء، منهم مليون لاجئ فقط في قطاع غزة يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات الوكالة الدولية بسبب الأوضاع الاقتصادية المنهارة في القطاع.
وقررت المؤسسة الدولية برمجة جديدة لتوزيع معونات للاجئين الفلسطينيين، وتوحيد كافة المساعدات الغذائية "الكابونة"، التي يحصل عليها اللاجئون الفلسطينيون، وقطعها عن كلّ من يحمل مسمًّى وظيفي، حيث إنّ الموظفين الذين يحصلون على تلك المساعدات يتلقّون راتباً أقلّ من 1400 شيكل إسرائيلي، حيث تصنف الوكالة الفقراء في قطاع غزة إلى قسمين أحدهما هو الأشد فقرًا ويحصل على مساعدات مضاعفة تحت اسم "الكابونة الصفراء" والآخر هم الفقراء ويحصلون على مساعد أقل تحت اسم "الكابونة البيضاء".
تأخر الدول المانحة يهدد الملايين.. والسعودية والإمارات فقط من حافظوا على إرسال دعمهم
وكالة "الأونروا" أكدت أن الوضع المالي لها أصبح شديد الصعوبة، بسبب تأخر عدة دول مانحة عن الوفاء بتعهداتها المالية، وهو ما يهدد بتوقف تلك الخدمات عن 6 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق اللجوء الخمس.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الوكالة، عدنان أبو حسنة أنه حتى الآن وعلى رغم من تراجع عدة دول عن دعم الوكالة إلا أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لا يزالان يقدمان الدعم لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بشكل يفوق المطلوب منهما.
وأضاف أن السعودية أرسلت خلال الشهر الحالي مبلغ 25 مليون دولار أميركي، موضحًا أن الدعم الإماراتي أيضًا هو الأكبر خلال الخمس سنوات الماضية وساهم بشكل واضح في إنقاذ ميزانية الوكالة وقدرتها على الصمود خلال الفترة الماضية.
وتابع، الوكالة اتبعت آلية جديدة لتلافي الأزمة المالية التي تعاني منها بالوقت الراهن؛ حيث إنّ هناك زيادة بأعداد الفقراء، إضافة لزيادة أعداد المواليد؛ لذلك سيتم توحيد كافة المساعدات الغذائية لكافة اللاجئين، وحجبها عن الموظفين، والمسافرين، والعائلات المقتدرة مالياً.
وطالب "أبو حسنة" كافة الدول المانحة بضرورة الإسراع في دفع التعهدات المالية، لمساعدتها على الاستمرار بتقديم المساعدات المختلفة للاجئين الفلسطينيين، ودفع رواتب الموظفين، مشيراً إلى أنّ انتشار فيروس "كورونا" في قطاع غزة مؤخراً، أثّر في الأونروا كثيراً، وزاد من الأعباء المالية، والمصروفات لمساعدة اللاجئين على مواجهة الفيروس.
سنموت جوعًا إذا توقفت مساعدات «الأونروا»
من جانبه، يقول "خالد فادي"، 39 عامًا، فلسطيني من قطاع غزة، إن الحياة أصبحت أكثر صعوبة بكثير بعد تفشي وباء كورونا، موضحًا أن نسب الفقر تزايدت بشدة خلال العام الجاري حيث تجاوزت الـ80% من مجمل سكان قطاع غزة.
وأضاف، أن قرار الأونروا توحيد المعونة الغذائية وحرمان الموظفين منها أزمة حقيقية للفلسطينيين في كل مكان، وبالتحديد من يقعون تحت خط الفقر وأصحاب الدخل المحدود، مشيرًا إلى أن معظم سكان قطاع غزة يعتمدون على مساعدات "الأونروا" بشكل واضح وتشكل فارق حقيقي في قدرتهم على الحياة فهناك مئات الآلاف من الموظفين الذين لن تكفي رواتبهم لدفع ثمن الخبز فقط.
وتابع فادي، أخشى على أبنائي فراتبي لا يتجاوز الألف شيكل أي ما يعادل 295 دولار وهو مبلغ لا يكفي لإطعام 5 أبناء وزوجة ودفع تكاليف الكهرباء والماء والإيجار، قائلًا: "سنموت جوعًا إذا ما توقفت مساعدات الوكالة لنا".
عجز "الأونروا" عن مساعدتنا سيتسبب في مجاعة غير مسبوقة
في السياق ذاته، يقول "سعد صالح"، 41 عامًا، أحصل على المعونة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من 10 سنوات، فلا أملك وظيفة وليس لي مصدر دخل ثابت، ولولا دعم الأونروا لكان أولادي موتى الآن من الجوع، الدول المستقرة تعاني الآن من الأزمات الاقتصادية المصاحبة لتفشي وباء كورونا، فهل تستطيعوا تخيل ما نعانيه نحن.
وأضاف صالح، تحدثت مع مسؤولين في إدارة الأونروا، وطالبتهم بالتراجع عن قطع أو تقليص المساعدات فكان ردهم أن الدول المانحة لم ترسل أموالاً، لا نعرف إلى من نتحدث حتى لا يموت أبناؤنا جوعًا، فعندما لا نجد قوت يومنا نأكل –أنا وأبنائي– الخبز الذي يصلنا عبر الوكالة الدولية والذي سيتم حرماننا منه الآن.
وتابع، أسرتي كبيرة ونحصل كل 4 شهور على كمية جيدة من أكياس الطحين والحليب والأرز والزيت وتلك الكميات هي ما نعتمد عليها في الطعام والشراب بسبب تعدد أوجه الإنفاق بين علاج وتعليم واحتياجات أساسية خاصة أن ليس لي مصدر دخل ثابت، نحن الآن مهددون بقضاء الشتاء القادم دون طعام، فالغالبية العظمى من أهل غزة يعيشون على المساعدات التي تقدمها لهم الوكالة، فالعام الجاري هو الأكثر صعوبة على أهل غزة ولكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن العام القادم قد يشهد مجاعة في غزة.