على خطى نيكسون.. هل يسعى ترامب لمسارٍ جديدٍ في علاقته بـ إيران؟

على خطى نيكسون.. هل يسعى ترامب لمسارٍ جديدٍ في علاقته بـ إيران؟

على خطى نيكسون.. هل يسعى ترامب لمسارٍ جديدٍ في علاقته بـ إيران؟
ترامب

تساؤلات عديدة حول إمكانية قيام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بزيارة إيران، في خطوة تشابه الانعطافة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون مع الصين عام 1972.

حينها، نجح نيكسون في فتح قنوات تواصل مع بكين بعد عقود من القطيعة، ليغير شكل العلاقات الدولية بشكل جذري، فهل يمكن أن يسير ترامب على خطاه؟ 

نيكسون والصين.. تشابه ملهم 

رسم نيكسون مسارًا جديدًا في السياسة الخارجية الأمريكية عبر زيارته التاريخية للصين، رغم أن مسيرته السياسية بُنيت على مواجهة الشيوعية.

تلك الخطوة التي بدت مستحيلة سياسيًا لأي زعيم آخر، مهدت الطريق لعلاقات متينة مع بكين، وجاءت في سياق ضغوط جيوسياسية واقتصادية دفعت الطرفين لتقارب كان يعتبره البعض "خيانة" للمبادئ الصارمة حينها.

وتشابه الظروف مع إيران اليوم ملحوظ. طهران تعاني من أزمات داخلية متفاقمة وعزلة دولية، بينما واشنطن تواجه تحديات في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط.

وإذا تمكن ترامب من توظيف خليط من التشدد والبراغماتية كما فعل نيكسون، قد يكون قادرًا على تحقيق اختراق دبلوماسي غير مسبوق.

ترامب وإيران "تاريخ من التوتر "

ترامب ليس غريبًا عن السياسة الإيرانية، خلال ولايته الأولى، انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية ضمن حملة "الضغط الأقصى".

التصعيد بلغ ذروته مع اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في يناير 2020. ورغم هذه السياسات الصارمة، أبدى ترامب مرارًا استعداده للحوار، مؤكدًا أنه لا يسعى لتغيير النظام في إيران، بل لتحسين العلاقات.

وفي عدة مناسبات، حاول ترامب عقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، بما في ذلك محاولة لقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني عام 2019، ورغم فشل هذه الجهود، أظهر ترامب مرونة غير معتادة لرئيس أمريكي في التعامل مع طهران.

تغير المشهد الاستراتيجي 

مع بدء فترة رئاسته الثانية، يواجه ترامب واقعًا مختلفًا، إيران أصبحت أضعف اقتصاديًا بسبب العقوبات، وحلفاؤها الإقليميون مثل حزب الله يواجهون ضغوطًا غير مسبوقة.

وداخليًا، تحتاج طهران إلى تخفيف العقوبات لإصلاح اقتصادها المتضرر وتطوير بنيتها التحتية، خاصة في قطاع الطاقة.

في واشنطن، فريق ترامب الجديد قد يكون أقل تشددًا من إدارته السابقة، ما يفتح الباب أمام دبلوماسية أكثر براغماتية، ترامب نفسه قد يرى في اتفاق مع إيران فرصة لإعادة تشكيل إرثه السياسي، مستفيدًا من وضعه القوي لدى قاعدته الانتخابية التي ترى فيه قائدًا جريئًا.

أي مبادرة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران لن تخلو من العقبات. في المقابل، قد تسعى إيران لتحقيق مكاسب مثل تخفيف العقوبات والاحتفاظ ببرنامجها النووي لأغراض سلمية، بينما تضغط واشنطن لتقليص نفوذ طهران الإقليمي وأنشطتها العسكرية.

ورغم العداء العميق بين الطرفين، تظل المصالح المشتركة، مثل تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، دافعًا قويًا للتفاوض، ونجاح ترامب في تحقيق هذا التقارب قد يعيد صياغة السياسة الأمريكية تجاه إيران ويخلق واقعًا جديدًا في المنطقة.

لحظة حاسمة منتظرة


كما فعل نيكسون مع الصين، قد تكون أمام ترامب فرصة تاريخية لإعادة رسم مسار العلاقات الأمريكية-الإيرانية، ورغم أن التقارب الكامل يبدو بعيد المنال، فإن التفاهمات الجزئية قد تكون كافية لتهدئة التوترات الإقليمية.

وزيارة ترامب لطهران قد تظل حتى الآن في إطار التخمينات، لكنها بلا شك فكرة تستحق التأمل، خاصة إذا كانت تحمل بذور تغيير جذري في المشهد السياسي العالمي.