في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، شارك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقطع فيديو عبر منصته "Truth Social"، يتضمن تصريحات للاقتصادي جيفري ساكس، يوجه فيها اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وإشعال الحروب في الشرق الأوسط.

فيديو مثير للجدل

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الفيديو، الذي يظهر فيه ساكس أثناء مقابلة مع الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون، يتهم نتنياهو بالوقوف وراء استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى القضاء على حماس وحزب الله من خلال استهداف الحكومات الداعمة لهما في العراق وإيران وسوريا.

وقال -ساكس- في الفيديو: "نتنياهو أدخلنا في حروب لا تنتهي، وبسبب نفوذه الكبير في السياسة الأمريكية، استطاع تحقيق أهدافه". 
وجاءت هذه التصريحات في سياق الحديث عن النفوذ الذي تمارسه جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، وكيف أثرت على قرارات واشنطن في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة، أنه لم يتضح بعد الهدف الحقيقي وراء نشر ترامب لهذا الفيديو في هذا الوقت تحديدًا. ومع ذلك، تأتي هذه الخطوة في خضم جهود دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر، بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية، للتوصل إلى اتفاق هدنة يشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. 

كما أنها تأتي في وقت يعمل فيه ترامب على تشكيل فريق إدارته الجديدة، الذي وصفه بعض المراقبين بأنه "فريق متشدد" لدعم سياسات إسرائيل.

دعم لإسرائيل

وأضافت الصحيفة، أن الفيديو يأتي في الوقت الذي اختار فيه ترامب شخصيات قيادية في حكومته تدعم إسرائيل بشدة، ومن بينهم ماركو روبيو مرشح وزير الخارجية، يعارض أي وقف لإطلاق النار في غزة ويدعو لتدمير كل عناصر حماس. 

مايك هاكابي، مرشح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، يرفض مصطلحات مثل "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وسبق أن صرح لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية أو الفلسطينيين. 

وصرح ترامب مؤخرًا أنه سيكون هناك "عواقب وخيمة" إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن قبل توليه منصبه.
 حاليًا، يُعتقد أن هناك حوالي 100 رهينة محتجزين في غزة، بينما أسفر النزاع الذي استمر 15 شهرًا عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني وتشريد غالبية السكان البالغ عددهم 2.3 مليون.

تقلبات كبرى

وتشهد العلاقة بين ترامب ونتنياهو تقلبات كثيرة،  فخلال فترة رئاسة ترامب الأولى، حقق نتنياهو مكاسب دبلوماسية كبيرة، مثل الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في 2019، ودعم اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، لكن العلاقة تدهورت بعد خسارة ترامب في انتخابات 2020، عندما هاجم نتنياهو بسبب تهنئته للرئيس جو بايدن، قائلاً: "لم أتحدث معه منذ ذلك الوقت. اللعنة عليه".

لم تصدر الحكومة الإسرائيلية تعليقًا رسميًا على إعادة نشر الفيديو، ومع ذلك، صرح جيفري ساكس لصحيفة الجارديان، قائلاً: "لا أقدم النصيحة لترامب، ولكنني آمل أن يكون هذا مؤشرًا على تحول في السياسة الخارجية الأمريكية".

وأضاف: "آمل أن يتحرر ترامب من السياسات القاسية وغير القانونية والمدمرة التي اتبعها نتنياهو".

ومع اقتراب تولي ترامب للرئاسة، يتساءل المراقبون عما إذا كانت هذه الخطوات تشير إلى تغيير كبير في نهج الولايات المتحدة تجاه إسرائيل والشرق الأوسط، أو أنها مجرد محاولة لإعادة تشكيل قواعد اللعبة لصالح سياسات أكثر تشددًا.