السيسي في أول زيارة لجنوب السودان: دعم كامل لجوبا وقضية مياه النيل

السيسي في أول زيارة لجنوب السودان: دعم كامل لجوبا وقضية مياه النيل
جانب من الزيارة

منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحكم، أولى اهتمامًا خاصًا للقارة الإفريقية، فحرص على زيارة عدة بلدان كأول رئيس مصري، وتقديم يدي العون وإحياء العلاقات بين القاهرة ودول القارة السمراء ودعم مسيرة السلام وحل الأزمات بها.

زيارة جنوب السودان


وفي هذا الإطار، يزور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، جمهورية جنوب السودان، حيث استقبله سلفا كير بمطار جوبا الدولي.


وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية: إن تلك الزيارة تعد هي الأولى من نوعها لجنوب السودان، حيث من المقرر أن يتم عقد قمة "مصرية - جنوب سودانية"، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي.


وأضاف أن القمة ستركز على ما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين وذلك في إطار الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما، فضلاً عن تناول أهم التطورات السياسية الخاصة بالقضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك.

امتداد للدور المصري


وقالت الدكتورة "منى البشبيشي"، المتخصصة بالشؤون الإفريقية: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أحيا الدور المصري في القارة السمراء منذ توليه الرئاسة، حيث لعبت القاهرة عدة أدوار هامة بها بداية من دعم جهود التنمية وترسيخ مبادئ السلام وحتى الدعم الاقتصادي ثم مرحلة ما بعد النزاعات، لاسيما عبر دورها المتميز في رئاسة الاتحاد الإفريقي.


وأضافت "البشبيشي" أن الرئيس السيسي يحرص على تنسيق الرؤى المشتركة بالقارة، ومواجهة الإرهاب وغيرها من التحديات التي تواجه كلا منهما والتقارب على الصعيد الاقتصادي أو التجاري.


وفيما يخص أبرز القضايا التي سيتم تناولها باللقاء، أوضحت أن تعزيز العلاقات الثنائية والمشروعات المصرية بجنوب السودان سيكون ضمن أبرز الملفات، فضلا عن ملف اتفاق السلام بالبلاد، بجانب مناقشة أزمة سد النهضة التي تعتبر الأبرز بين البلدين، خاصة بعد الخلافات الأخيرة في المفاوضات مع إثيوبيا.

تفاصيل المباحثات الثنائية


عقد السيسي، جلسة مباحثات ثنائية مع سلفا كير، بالقصر الجمهوري في جوبا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وفقًا لبيان الرئاسة المصرية، مضيفًا أن رئيس جنوب السودان رحب بالسيسي مؤكدا أن زيارته تاريخية من حيث كونها الأولى من نوعها لجنوب السودان منذ استقلاله.


وبحث الرئيسان موضوع مياه النيل، والمستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تمّ التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، مع تعزيز التعاون بين دول حوض النيل على نحو يُحقق المصالح المشتركة لشعوب كل دولة وتجنب الإضرار بأي طرف.


وأعرب سلفا كير، عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، والتي تأتي انعكاسًا للإرث البشري والحضاري المتصل بين البلدين، مثمنًا الجهود المصرية المخلصة والساعية نحو المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان وتقديم كل سبل الدعم له وتوفير المساعدات الإنسانية.


وأبدى تطلعه لوجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيدًا في هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية في جوبا ومساهمتها في جهود التنمية، ومعرباً عن تطلع بلاده إلى زيادة نشاط القطاع الخاص المصري في جنوب السودان، وحرص بلاده على توفير كل التسهيلات والمناخ الداعم لذلك، مع تأكيد التقدير لما تقدمه مصر من دعم فني وبرامج بناء القدرات والتدريب على مدار السنوات الماضية للكوادر من جنوب السودان في شتى المجالات المدنية والعسكرية، وما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين البلدين.


ومن ناحيته، أعرب السيسي، عن سعادته بزيارة جنوب السودان للمرة الأولى، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي استمرارا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعماً لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.


وشدد السيسي على حرص مصر على نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات للكوادر في جنوب السودان بمختلف القطاعات، وكذلك دفع التعاون الثنائي وتعزيز الدعم المصري الموجه إلى جهود التنمية في جنوب السودان، خاصةً مع وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وكذلك التعاون في مجالات الزراعة والري والبنية التحتية والطاقة.


وأبدى دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري، لافتا إلى أهمية البناء على قوة الدفع الحالية على الساحة السياسية في جنوب السودان وتوافر الإرادة اللازمة من قبل كافة الأطراف بهدف الاستمرار في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام.


كما تناولوا، قضية منطقتي حوض النيل والقرن الإفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الإفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حالياً المحيط الجغرافي للدولتين.


وأشاد "السيسي" بجهود "كير" في الوساطة بين حكومة السودان الشقيق والفصائل الثورية، وهي الجهود التي تكللت بنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين في شهر أكتوبر الماضي، بعدما عرض الرئيس "سلفا كير" تطورات تنفيذ اتفاق السلام بالبلاد.