بعد إغلاق المنطقة الصناعية.. قطر تُحوِّل تجمُّعات العُمّال إلى "معسكرات للموت"

بعد إغلاق المنطقة الصناعية.. قطر تُحوِّل تجمُّعات العُمّال إلى
صورة أرشيفية

المُعذَّبون في الأرض.. بات هو الوصف الأقرب للحقيقة بالنسبة للعمال المساكين في دولة قطر، الذين يعانون أسوأ معاناة، بين انتهاكات جسيمة وعدم حصولهم على الأجور، وتفشي الأوبئة والأمراض، والتي آخرها فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي أضر بهم بالغ الضرر الآن.
وثقت منظمة العفو الدولية، الجمعة، تلك المعاناة الأخيرة للعمال في قطر، حيث أصيب منهم المئات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بسبب الظروف التي يعيشون فيها في المنطقة الصناعية بالدوحة، حيث وصل إجمالي عدد المصابين حاليا إلى 470 فردا بقطر.

معسكرات للموت


وأضافت المنظمة أنه بعد إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة، لتسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، بات الأمر أقرب بأن تلك التجمعات هي معسكرات للموت فيها.


وطالبت قطر بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا، خاصة للعاملين حيث إنهم لا يتلقون أي رعاية صحية حتى الآن، مضيفة أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس "كورونا"، فإن العمال المهاجرين المحاصَرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم.

لا توجد مياه


معسكرات العمل في قطر مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي، ما يعني في رأي المنظمة الدولية أن العمال حتما أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس، وقربهم من بعضهم البعض في المخيمات الضيقة لا يسمح بأي نوع من الابتعاد الاجتماعي.


ووجهت لقطر مطالبة عاجلة بضمان بقاء حقوق الإنسان محورية في جميع محاولات الوقاية من فيروس كورونا واحتوائه، وحصول جميع الأشخاص على الرعاية الصحية، بما في ذلك الرعاية الوقائية والعلاج لجميع المتضررين دون تمييز.


وجاء ذلك بعد أن زار وفد من منظمة العفو الدولية معسكرات العمل في المنطقة الصناعية بالدوحة، التي تضم مئات العمال المهاجرين في مساكن سيئة للغاية، ينامون فيها بأَسِرّة بطابقين في غرف مزدحمة مع سوء الصرف الصحي وبدون كهرباء أو تشغيل ماء.

الخارجية الأميركية


ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي أكد وجود انتهاكات تتعلق بقضايا حقوق الإنسان في قطر، لاسيما فيما يتعلق بالعمالة الوافدة وغير المواطنين، على عكس ما تروج له وسائل الإعلام القطرية أو المرتبطة بها.


وأكد التقرير الأميركي أن قطر لا تتمتع بالحريات ولا تسمح بها، بينما لا تخضع حكومتها للمساءلة بشأن بقضايا الفساد، مشيرا إلى القيود المفروضة على حرية حركة تنقل العمال الوافدين إلى الخارج، ورفض منح اللجوء السياسي رغم خطر الاعتقال والتعذيب.


وتابع أن القوانين القطرية تتضمن إجراءات تقييدية بشأن إنشاء الصحف وإغلاقها ومصادرة أصول المنشور، بينما أفراد الأسرة الحاكمة، أو المحسوبين عليهم ممن يتمتعون بعلاقات وثيقة مع المسؤولين الحكوميين، يمتلكون جميع وسائل الإعلام المطبوعة، وأن كل وسائل الإعلام تعكس وجهات نظر الحكومة.


نقل قيادات الحرس الثوري لقطر


وقبل يومين، كشفت مصادر رفيعة المستوى لموقع "العرب مباشر" أن قطر تولت نقل قيادات في الحرس الثوري الإيراني إلى الدوحة، من أجل معالجتهم من فيروس كورونا.


وأضافت المصادر أن قيادات الحرس الثوري تم وضعهم في مستشفيات ميدانية تابعة للجيش القطري تحت حماية مشددة قريبة من قاعدة "العديد" الأميركية بقطر، وسط تعليمات بعدم كشف الإعلام المحلي لذلك، خوفا من الغضب الشعبي تجاه تنظيم الحمدين.
 
كورونا في الدوحة


وكانت المتحدثة باسم اللجنة العليا لإدارة الأزمات القطرية، "لولوة الخاطر"، أعلنت إغلاق جزء من المنطقة الصناعية لمدة 14 يوما للوقاية من انتشار "كورونا".
وانتشرت في الأيام الماضية أنباء عن انتقال عدوى "كوفيد 19" إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأحد أفراد الأسرة الحاكمة، ونقلهما لأحد الأماكن البعيدة عن القصر الأميري، وتجهيزه من قبل وزارة الصحة العامة، وسط تكتم ضخم على الأمر.


ورجح الكثيرون أن تلك الحالة ظهرت بسبب الاختلاط مع المسؤولين الإيرانيين خلال الفترة الماضية، حيث لم تكن ظهرت عليهم أعراض كورونا، بينما تنتشر بالبلاد حالة غضب شعبي نتيجة أن الدوحة لم تغلق منافذها منذ البداية أمام الدول المصابة بفيروس "كورونا" القاتل، وعدم الحرص على تأمين مطار حمد الدولي، ما سمح بتسجيل حالات بين المواطنين، وسط عدم قدرة الحكومة على مواجهة ذلك.


 وتسبب ذلك في هبوط جماعي بقطاعات البورصة القطرية، وإلغاء العديد من الفعاليات مثل الاتحاد الدولي للدراجات لبطولة العالم بقطر، وإلغاء مؤتمر الدوحة للدفاع الجوي "ديمدكس 2020"، بالإضافة إلى قيود السفر التي فُرضت على الدوحة وسط مخاوف دولية من الذهاب إلى قطر.