الصداقة الإسرائيلية القطرية.. العلاقات السرية تحوَّلت لعلانية لحماية أمن إسرائيل
العديد من علامات الاستفهام تحيط بالعلاقات القطرية الإسرائيلية، فقطر ليس لديها سفير في تل أبيب، ولكنها تعترف بالوجود الإسرائيلي وتقيم علاقات معها تصل لحد التطبيع، فضلاً عن شراء الأسرة الحاكمة للعقارات والمنازل داخل تل أبيب.
ومؤخرًا ظهرت هذه العلاقات على السطح بعد لقاء وفد الموساد مع المسؤولين في قطر، والكشف عن مفاوضات تجرى من أجل الضغط على حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لوقف أي عنف تجاه إسرائيل، ووقف مسيرات العودة التي يقوم بها شعب قطاع غزة.
قطر أبرز أصدقاء إسرائيل في المنطقة
واحتفلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بهذه العلاقات، مؤكدةً أن قطر أجرت مراجعة في علاقاتها مع الدولة اليهودية، وفضلت المصالحة الإستراتيجية على الدين والأيديولوجية والرفض العربي للوجود الإسرائيلي.
وقالت في مقالتها: إن الزيارة السرية التي قام بها مدير الموساد "يوسي كوهين" مع عدد من المسؤولين اليهود إلى الدوحة الشهر الماضي، من أجل الاتفاق مع قطر لمواصلة التمويل السخي لحركة حماس لوقف أي أنشطة يقوم بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد جنوب إسرائيل، هو تعبير عن التغيير الجذري في العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وأضافت أنه في العقود الماضية، كان يُنظر إلى قطر على أنها تهديد ومحرض على عدم الاستقرار في المنطقة بسبب دعمها للحركات الجهادية مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
مصر والسعودية ينقذان الشعب في غزة.. وقطر تقدم دعمها لحماس فقط
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية، أن بعد حرب غزة عام 2014 والدمار الذي لحق بالجيب، كان لا بد من بذل جهود إعادة تأهيل ضخمة، لكن العديد من الدول العربية -بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية- ابتعدت عن مساعدة حماس وحولت انتباهها إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وتابعت أن قطر كانت الدولة الوحيدة التي قدمت الدعم لحركة حماس، لأنها كانت تعلم أن افتقار الحركة للمال سيؤدي إلى العنف، ووجدت إسرائيل حليفًا لها، وقدمت قطر أكثر من مليار دولار مساعدات للحركة والقطاع، وبهذا الشكل أحكمت قطر وإيران سيطرتهما على الحركة.
وأضافت أن الجهود المصرية هي التي دائمًا تنجح في النهاية بمساعدة الأمم المتحدة لوقف العنف وعدم إسالة الدماء.
قطر تضع الدين والعقيدة جانبًا في علاقاتها مع إسرائيل
وأكدت الصحيفة أنه رغم عدم أي مؤشرات لوجود سفير قطري في إسرائيل في القريب العاجل، إلا أن الجغرافيا السياسية دفعت الدين والعقيدة جانبًا في قطر؛ ما أدى إلى شراكة إستراتيجية غير متوقعة بين البلدين في خدمة المصالح البراجماتية.
وتابعت أن الدوحة أبدت اهتمامًا بالعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية ويمكن أن تصبح أيضًا أساسًا للتعاون المستقبلي.