"محمد الحميقاني".. رجل أردوغان لاستغلال الأموال اليمنية بتركيا
بين الأسلحة والرجال والعتاد، تعمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطويع كافة السبل لخدمة مصالحه وأطماعه الخاصة باستعادة حلم الدولة العثمانية البائدة، لذلك نشر الإرهاب والدمار وعدم الاستقرار في المنطقة العربية، بمساعدة حلفاء الشر "إيران وقطر".
اليمن.. واحدة من الساحات التي اتخذها أردوغان لنشر عدم الاستقرار واستغلال الأوضاع غير المتزنة بها وتقوية الخلاف بين الدولة الشرعية وجماعة الحوثي الموالية لإيران، لذلك جند العديد من الرجال لصالحه، منهم الدكتور "محمد الحميقاني".
مَن هو الحميقاني؟
"محمد الحميقاني"، مواطن يمني ولد في 1972، بقرية الزاهر في محافظة البيضاء اليمنية، وعمل في المجال السياسي ثم الأعمال الحرة ببلاده لعدة أعوام قبل أن ينتقل إلى أنقرة، حيث بات يشغل منصب رئيس نادي الأعمال اليمني التركي.
لم يكن انتقال "الحميقاني" إلى أنقرة عادياً، وإنما جاء بسبب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، لذلك هرب قادة وأعضاء جماعة الإخوان إلى تركيا سريعاً، ليفتح أردوغان أبواب بلاده لهم من أجل استغلالهم لصالحه.
في عام 2015، حصل "الحميقاني" على الجنسية التركية بمدينة اسطنبول، في حفل ضخم حضره مستشار رئيس الجمهورية التركية "ياسين أقطاي"، الذي بارك له قائلاً: "إن تركيا تفتخر بذلك التقارب والتفاهم مع الدول الأخرى، فنحن نشارك جنسيتنا مع كل من يرغب بها، ويريد أن يكون جزءاً لا يتجزأ من هذه الأمة."
وحضر الحفل المزعوم أيضاً، عدد من الشخصيات العامة والكبيرة مثل السفير التركي لدى اليمن "فاروق بوزقوز"، ورئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، المحامي "علي كرت"، وكذلك مجموعة من رجال الأعمال اليمنيين والأتراك.
لماذا حصل على الجنسية التركية؟
وجاء حصول "الحميقاني" على الجنسية التركية في إطار تفعيل التعديلات التي أجرتها أنقرة لقانون الحصول على الجنسية عند شراء عقار في تركيا تبدأ قيمته من 250 ألف دولار أميركي أو الاستثمار في تركيا بمبلغ يبدأ بـ 500 ألف دولار أميركي، من أجل مساعدتها في أزمتها المالية الطاحنة.
ويأتي ذلك بسبب مساعي أنقرة لتشجيع اليمنيين على الهروب بالأموال لاستثمارها في البلاد، لإنقاذها، بينما كان حصول "الحميقاني" الموالي للإخوان لأغراض خاصة من أجل تنفيذ بعض الأعمال لصالح أردوغان.
علاقة "الحميقاني" بأردوغان
ارتبط الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بمحمد الحميقاني، رغم عدم ظهورهما معا في مناسبة معلنة، حيث جمعتهم العديد من اللقاءات السرية، بينما الذي أعلن فقط هو علاقة اليمني بالحزب الحاكم، الذي زاره أكثر من مرة.
ولعل أبرز تلك المرات، هو زيارة "الحميقاني" بصحبة وفد من الجالية اليمنية في تركيا لمقر حزب العدالة والتنمية فرع إسطنبول، لتقديم التهاني بنجاح الانتخابات التركية والفوز السابق في الانتخابات وقتها.
رجل الأعمال اليمني يخدم الرئيس التركي
نفذ رجل الأعمال اليمني العديد من الجرائم من أجل دعم مخططات الرئيس التركي سرا، حيث إنه في نهاية عام 2018، دشن سلسلة من اللقاءات مع المؤسسات الرسمية التركية لحل القضايا التي تهم المستثمر اليمني في تركيا والمرتبطة بتسهيل الأعمال التجارية ونظام الإقامة والحصول على تأشيرات الدخول.
وخرج وقتها "الحميقاني"، بتصريح أكد فيه أنه يسعى لتحقيق التواصل بين التاجر اليمني ونظيره التركي، لذلك يتواصل مع السفارة التركية ومكتب وزير الاقتصاد وهيئة دعم الاستثمار ومؤسسة العلاقات التجارية الخارجية، حيث يهدف إلى دعم الدولة التركية من خلال تلك الاستثمارات في ظل معاناتها الاقتصادية الشرسة التي تشهدها.
أثار ذلك الأمر غضباً ضخماً في صفوف اليمنيين، حيث إن تركيا تحتضن أفراد الإخوان الإرهابية بدعم من أردوغان، واعتبروا منح الجنسية التركية هو بمثابة مكافأة من أنقرة لجواسيسها وعملائها وأذيال نظامها الإخواني، ليكونوا مواطنين أتراكاً يتمتعون بالقوانين وأنظمة الجنسية والبروتوكولات والمشاركة في مناسبات رفيعة المستوى.
كما طرحت وسائل الإعلام اليمنية عدة تساؤلات بشأن حالة من الجدل والشكوك عن الدور الذي كان يقوم به "الحميقاني" لخدمة المشروع التركي ليتم مكافأته بتسليمه الجنسية التركية، متسائلة: "هل كان للحميقاني دور سابق في خدمة المشروع التركي.. أم أن دوره سيكون لاحقا.. وما طبيعة ذلك الدور.. وما الذي سيقدمه "الحميقاني" الحاصل على الدكتوراه من المغرب في مجال استقطاب وتسوية الاستثمارات الأجنبية.. وما الذي سيقدمه "الحميقاني" لتركيا غير العمالة والتجسس على بلاده لصالح النظام التركي".
وشددت على أن منح الجنسية للحميقاني ليس مجرد صدفة عابرة أو ضربة حظ بل كان مشروعاً تركيّاً جديدا ستتكشف خباياه في القريب العاجل، حيث إن تركيا أغرقت اليمن بالمسدسات الكاتمة للصوت كدعم لليمنيين لمساعدتهم على الموت، فهي تنتهج سياسة العداء لليمنيين وتستثني بذلك أذيالها العفنة والذين يحظون باهتمام بالغ من قِبل النظام التركي المقيت .