بعد تنفيذ حكم الإعدام به.. مَن هو "المسماري" منفذ عملية الواحات بمصر؟

بعد تنفيذ حكم الإعدام به.. مَن هو
الإرهابي المسماري

تتصدى مصر بكل السبل للعمليات الإرهابية التي ينشرها الإخوان وغيرهم من الجماعات المسلحة، عبر عدة سبل بيد من حديد، سواء بتطبيق القانون على الإرهابيين أو بزيادة القبضة الأمنية أو بتكثيف العمل المخابراتي، وبالفعل تمكنت من إعادة الأمن والأمان بها.


وفي خلال ذلك، تمكنت من القبض على العديد من الإرهابيين المنفذين لعمليات هجومية بها، من بينهم هشام عشماوي، واليوم، أعلن التلفزيون المصري، في نبأ عاجل له، تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي عبدالرحيم المسماري، العقل المدبر لحادث الواحات.

مَن هو "المسماري"؟


ولد "عبدالرحيم المسماري" في 10 مايو عام 1992، في مدينة "درنة" بحي السلام، وأتم دراسته الجامعية حيث حصل على ليسانس في اللغة العربية.


انخرط في الأعمال الإرهابية بعد ثورة ليبيا 2011، ثم عمل تحت قيادة الإرهابي عماد الدين أحمد، الذي كان يعمل ضمن خلية يديرها الإرهابي هشام عشماوي، وحاول معه تأسيس معسكر تدريبي بالمنطقة الصحراوية بالواحات، وحينها نفذ مع مجموعة إرهابيين هجوم الواحات الذي استهدف قوات الأمن المصرية، وأسفر عن مقتل 16 جنديًّا مصريًّا.


وتلقى تدريبات مكثفة في الصحراء الليبية حول تصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة الثقيلة وكيفية تفجير المنشآت الحيوية والأمنية، داخل معسكرات في الأراضي الليبية.


كما التحق بجماعة كتائب ردع الطغاة والتي تتبع تنظيم الفتح الإسلامي وإحياء لتنظيم الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في ليبيا، وشارك معها في تخريب أموال مملوكة لوزارة الداخلية وفي المقابل حصل على أسلحة ومهمات ومعدات ومركبات قوات مأمورية الشرطة المدنية في مداهمة منطقة الواحات البحرية.


اعترافاته


للمرة الأولى، ظهر الإرهابي الليبي في حوار تلفزيوني مع الإعلامي عماد أديب، قبل أكثر من عام، كشف خلاله رحلة خروجه من ليبيا مع قائد التنظيم الإرهابي أبو حاتم لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، ولحظة القبض على التكفيري، قائلاً: "خرجنا من درنة بعد الظهر وكان معنا سيارتان، دفع رباعي قديمتان، وكان التسليح عبارة عن 2 مدفع عيار 14.5 مضاد للطائرات و2 آر بي جي، وصواريخ سام، وأسلحة رشاشة"، مضيفًا: "وظللنا شهرًا و15 يومًا حتى وصلنا للحدود المصرية، والتقينا مع جماعة ووفروا لنا المؤن والبنزين والطعام والمياه".


جرائمه


وجهت له النيابة المصرية، تهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها بأن انضموا لجماعة ردع الطغاة والتي تتبع تنظيم الفتح الإسلامي إحياء لتنظيم الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في دولة ليبيا، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جرائم إرهابية بأن اتحدت إرادتهم على ارتكاب جرائم قتل ضباط القوات المسلحة والشرطة المدنية، وإتلاف أسلحتهم ومعداتهم واستهداف المنشآت العامة والحيوية في الدولة المصرية.


وتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ستة عشر من ضباط وأفراد الشرطة المدنية من قوة مأمورية مداهمة الواحات البحرية بتاريخ 20/10/2017، بأن بيتوا النية على إزهاق روح المجني عليهم وكل مَن عساه أن يتواجد من قوات المداهمة لمكان تمركزهم بمنطقة الواحات البحرية، وأعدوا لذلك أسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات وترقبوا وصول المجني عليهم في أماكن مرتفعة أعلى التباب بمنطقة الحادث، وما أن تمكنوا منهم أمطروهم بوابل من الطلقات النارية والقذائف من مختلف الأسلحة بحيازتهم قاصدين إزهاق أرواحهم، وخطف واحتجز آخرون وهم نقيب شرطة مدنية محمد علاء الحايس رهينة بغية التأثير على السلطات العامة في أداء أعمالها، والحصول منها على ميزة بإرغامها على إبداله بأحد التكفيريين المقبوض عليهم والمحتجزين قانونيا، والذي تحرر بواسطة قوات مكافحة الإرهاب.


بالإضافة للسرقة بالإكراه لأسلحة وذخيرة ومهمات قوات الشرطة المدنية المداهمة لمعسكر العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات البحرية والمملوكة لوزارة الداخلية، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وبنادق آلية وذخائر لا يجوز حيازتها أو إحرازها بقصد استعمالها في الإخلال بالأمن والنظام العام، والمساس بنظام الحكم في الدولة المصرية، والتخريب عمدا لأموال منقولة مملوكة لوزارة الداخلية وهي أسلحة ومهمات ومعدات ومركبات قوات مأمورية الشرطة المدنية في مداهمة منطقة الواحات البحرية.

حادث الواحات


في أكتوبر 2017؛ هاجمت مجموعة إرهابية، قوة أمنية بمنطقة الواحات، ما أسفر عن استشهاد نحو 16 شرطيا وإصابة آخرين، واحتجاز النقيب محمد الحايس قبل أن تنجح قوات الجيش في تحريره وتصفية الإرهابيين.
 وسرعان ما اقتصت الأجهزة الأمنية لشهداء الواجب بمداهمة أوكار ومعسكرات فلول خلية الواحات الإرهابية بطريق "الخارجة - أسيوط" بالقرب من الكيلو 175، حيث قتلت الشرطة 13 إرهابيا، ثم في 29 أكتوبر 2018، وافقت النيابة العامة، على إحالة 43 متهمًا محبوسين واثنين هاربين، إلى القضاء العسكري في قضية حادث الواحات البحرية.


وأسفرت التحقيقات عن أن المتهم الرئيسي في حادث الواحات الإرهابية القيادي عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري "ليبي الجنسية" تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصري المتوفى عماد الدين أحمد، وشارك في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات، واختطاف النقيب محمد الحايس.

الإعدام


وعقب ذلك قررت المحكمة العسكرية إحالة المتهم الليبي عبدالرحيم المسماري المتهم في قضية كمين الواحات الشهيرة إلى مفتي الجمهورية؛ لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، مع أكثر من 40 متهما آخرين، لحين تنفيذ الحكم اليوم والقصاص العادل للشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل الوطن.