تواصل قطر مخططاتها من أجل الضغط نحو ملء سد النهضة الإثيوبي، بغرض ضرب استقرار وأمن مصر القومي، وبعد أن قامت قطر بتهديد القيادة السياسية في إثيوبيا بسحب الودائع القطرية والتركية لدى البنوك الإثيوبية والمخصصة لمشروع سد النهضة، حيث وضع النظام القطري وديعة بقيمة 3 مليارات دولار بالإضافة لوديعة تركية مماثلة، قامت بابتزاز جديد على مدار الـ48 ساعة الماضية بهدف إفشال القمة الإفريقية ونتائجها عبر خاصية الفيديوكونفرانس.
 
إغراءات مالية وابتزاز سياسي 

ويبدو أن النظام القطري وجد أن أسلوب التهديدات لن يجدي نفعًا في تعطيل محادثات مصر بشأن سد النهضة، حيث كشفت مصادر عن محادثات سرية بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ودبلوماسيين قطريين بخصوص السد، والضغط في اتجاه اتخاذ "أديس أبابا" قرارات أحادية بخصوصه.

وأكدت المصادر لـ"العرب مباشر"، أن الدوحة بصدد الاتفاق مع إثيوبيا على استثمارات جديدة في مجال الكهرباء والطاقة، فضلا عن وعود بضخ ودائع في البنوك الإثيوبية للمساعدة في استكمال السد.

المصادر أشارت، أن مساء اليوم كان هناك اتصال مباشر بين "آبي أحمد" ومسؤول قطري بارز أكد الأخير فيه أن الدوحة ستتكفل بدفع مبالغ بداية ملء الخزان في مقابل التراجع عن القرارات التي اتخذتها القمة الإفريقية، لافتة إلى وعود بتجييش الإعلام القطري لصالح مشروع بناء سد النهضة.
 
نقض القمة 

بوساطة من رئيس جنوب إفريقيا سيريل راموفوزا، انعقدت أمس قمة إفريقية افتراضية عن سد النهضة،  بمشاركة رئيس الوزراء السوداني د.عبدالله حمدوك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي د.آبي أحمد والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ورئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدى ورئيس وزراء مالي إبراهيم بوبكر كيتا ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي.

وأكد المتحدثون جميعًا أن المفاوضات السابقة قد حلت ما بين ٩٠% من القضايا ولم يتبقَّ إلا القليل الذي سيتحقق بفضل توفر الإرادة والعزيمة.

وافق الحاضرون على أن تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فورًا بغية الوصول إلى اتفاق في غضون مدة أسبوعين المقترحة من الجانب الإثيوبي.
وتم الاتفاق على أن يتم تأجيل ملء الخزان إلى ما بعد التوقيع على اتفاق، وأن يكون قرار الملء غير أحادي.

وهو ما تراجع عنه آبي أحمد، صباح اليوم، قائلاً: إن "أديس أبابا" ستبدأ ملء خزان سد النهضة في غضون أسبوعين، وهي المدة التي حددتها بلاده بالاتفاق مع مصر والسودان بالقمة الإفريقية المصغرة على التوصل لاتفاق حول سدّ النهضة خلال أسبوعين، في تحريف واضح لاتفاقيات القمة.
 
قطر ومحاولات التغلغل في إثيوبيا

وفي وقت سابق فضحت المساعدات الطبية التي أرسلتها قطر  لبعض الدول بدعوى مواجهة فيروس "كورونا" حقيقة نواياها الخبيثة، حيث أرسلت مؤخرًا شحنة ضخمة من هذه المساعدات إلى حكومة أديس أبابا.

ويوضح المراقبون أن هذه الشحنة تزامنت مع التصعيد الذي تقوم به إثيوبيا ضد القاهرة والخرطوم، ومواقفها المتعنتة من مشروع سد النهضة.

وهكذا لا يُضيِّع نظام الدوحة أي فرصة للتدليل على تآمُره ضد الأمن القومي العربي، فهو يشجع دون خجل تشدد أديس أبابا نحو بلدين عربيين يسعيان لحماية حقوق شعبيهما في شريان الحياة لهما.